قال والدا اثنين من ضحايا الطائرة الأوكرانية التي أسقطتها إيران إنهما يعتقدان أن الحرس الثوري استهدف الطائرة وأسقطها عمداً ليتخذها كـ"درع بشري".
وجاءت تصريحات الدكتور محسن أسدي لاري والدكتورة زهرة مجد، وكلاهما عضوان في هيئة التدريس في الجامعة الإيرانية للعلوم الطبية، في مقابلة أجرياها الثلاثاء الماضي مع موقع "إنصاف نيوز" الإيراني في حرم الجامعة التي تقع في طهران وتم نشرها أمس السبت.
وكان ابناهما محمد حسين وزينب أسدي لاري من بين 176 راكباً على متن الطائرة الأوكرانية التي كانت تقوم برحلة بين طهران وكييف والتي أسقطها صاروخ للحرس الثوري قبل عامين، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها وطاقمها.
يذكر أن الدكتور أسدي لاري، والد الضحيتين، تخرج من بريطانيا وسبق أن شغل منصب مدير عام إدارة التعاون الدولي في وزارة الصحة الإيرانية. ومحمد حسين وزينب هما الأبناء الوحيدون له.
وأشار أسدي لاري إلى التقرير التي أعدته أغنس كالامارد المسؤولة في الأمم المتحدة، فقال: "لقد توصلنا بالفعل إلى استنتاج مفاده أنهم ضربوا الطائرة كدرع بشري. اسمحوا لي أن أكون صريحاً جداً، لأن الأمر انتشر ونحن قلناه مراراً.. قلنا إنهم ربما أرادوا ضرب الطائرة وثم إلقاء اللوم على أميركا، حيث إنهم فعلوا ذلك من قبل في حالات مماثلة".
بدورها، أكدت الدكتورة مجد والدة الضحيتين هذا السيناريو وأوضحت أن المسؤولين الإيرانيين أنفسهم يؤيدون هذا الأمر حيث يقولون "لو لم تتحطم الطائرة، لنشبت معركة شرسة في اليوم التالي، وشنت الولايات المتحدة هجومها (على إيران).. وكانت حياة عشرة ملايين شخص ستتعرض للخطر".
من جهة أخرى، قال الدكتور أسدي لاري إن سبب عدم قيام المسؤولين الإيرانيين بتزويد عائلات الضحايا بتقرير عن الحادث هو أن "هناك قضايا، إذا تم توضيحها، ستظهر تناقض الحقائق والتقارير التي نشروها مع مزاعمهم التي أدلوا بها حتى الآن".
وقال الوالدان إنه في الأيام التي أعقبت الحادث، جاء العديد من المسؤولين في البلاد لزيارة الأسرة إلا أنها لم تستقبل الكثيرين منهم. ومن بين الذين التقوا بالوالدين، قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي ونائب الرئيس السابق إسحاق جهانغيري والمتحدث باسم الحكومة السابقة محمود واعظي.
وأضافت الدكتورة مجد إن الأسرة نفسها زارت جواد ظريف وزير خارجية إيران آنذاك، وإنه قال لها إن "دائرة محدودة للغاية تعرف خفايا الحادث"، مضيفةً: "حتى الحكومة وظريف نفسه، الذي كان عضوا في المجلس الأعلى للأمن القومي، لا يعرف" خفايا الحادث.
من جهته قال الدكتور أسدي لاري: "السلطات كانت تحذرنا بأن لا نكرر أقوال القوى المضادة للثورة التي تتهم الحرس الثوري بإسقاط الطائرة إلى أن اعترف الحرس الثوري تحت ضغط الأدلة والإثباتات باستهداف الطائرة".
وكشف أنه عندما أعلن الحرس الثوري ذلك أصيب بحالة من الذهول مضيفاً: "ضربت نفسي إلى أن أغمى علي لأنني لم أكن أتوقع استهداف أبنائنا وأهلنا بالصواريخ التي كان من المفروض أن تحمينا".
وفي الوقت الذي أكد فيه الدكتور أسدي لاري "ضرورة توثيق ما حدث" كشف بأن "الكثير من أسر الضحايا التي تقيم في إيران ترفض إجراء مقابلات نتيجة للخوف" من السلطات.