نفى الحزب الديمقراطي الكوردستاني مزاعم بأن القوات العسكرية التابعة للحزب غيّرت لباسها الرسمي وانضمت إلى القوات التركية خلال عمليات ضد المتمردين الكورد في شمال العراق.
وقال المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني محمود محمد، إن الحزب لم ينحاز لأي طرف في النزاعات بين القوات المسلحة التركية وحزب العمال الكوردستاني، وهي جماعة محظورة تقاتل من أجل الحكم الذاتي الكردي في تركيا منذ أربعة عقود.
وقال محمد إن حزب العمال الكوردستاني غير قادر على القتال وإنه "يهرب باستمرار".
وتابع المتحدث "يجب على حزب العمال الكوردستاني التخلي عن مزاعمه التي لا أساس لها"، في إشارة إلى الجماعة التي تتهم الحزب الديمقراطي الكوردستاني بتمهيد الطريق لهجوم تركي على مقاتلي حزب العمال الكوردستاني.
شنت تركيا عمليات جوية وبرية ضد مواقع حزب العمال الكوردستاني في شمال العراق صيف 2020 ، وتستمر الحملة العسكرية الكبرى منذ أيام في محيط جبل غارا.
وألقى اتحاد مجتمعات كردستان (KCK) ، وهو منظمة شاملة للفصائل والجماعات السياسية الكوردية، باللوم على الحزب الديمقراطي الكوردستاني في بيان أصدره، جاء في نصّه :
"بعد وقت قصير من إجراء محادثات بين وزير الحرب التركي ورئيس الأركان العامة التركي مع الحكومة العراقية في بغداد وحكومة جنوب كردستان في هولير (أربيل)، شن جيش الغزو التركي هجوماً على منطقة غار في صباح يوم 10 فبراير، حيث تم مواجهة القوات التركية في أماكن كثيرة بعد ساعات من الغارات الجوية ".
تعتبر تركيا حزب العمال الكوردستاني منظمة إرهابية. بعد أربعة عقود من القتال والعديد من المحاولات الفاشلة للمصالحة، بما في ذلك العملية الأخيرة التي استمرت عامين ونصف بين 2013 و 2015، أحرزت الحكومة التركية تقدمًا في السنوات الأخيرة ضد الجماعة ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تقنية الطائرات بدون طيار المسلحة المطورة محليًا.
كانت تركيا قدمت للعراق يناير الماضي أربعة مقترحات لشن عملية عسكرية ضد حزب العمال الكوردستاني المحظور، وفقاً لمصادر صحفية.
وقام وفد تركي برئاسة وزير الدفاع خلوصي أكار والقائد العام للجيش التركي ياسر جولر، قد زار بغداد لهذا الهدف، حيث التقوا مع كبار المسؤولين العراقيين.
واستغلّ أكار وجولر هذه الاجتماعات لتقديم مقترحات للعمل ضد حزب العمال الكوردستاني في منطقة سنجار العراقية.
وتشمل المقترحات، عملية تركية عراقية مشتركة، وعملية عراقية بدعم جوي تركي، وعملية مشتركة بين العراق والحكومة الإقليمية الكوردية في البلاد، أو عملية تركية بشكل منفرد، وفقاً للصحيفة.
وقال أكار إن تركيا تتابع عن كثب إخراج الإرهابيين من محيط سنجار (غربي نينوى)، وأن أنقرة مستعدة لتقديم الدعم في هذا الخصوص، مضيفا "لاحظنا تقارب وجهات النظر بين الطرفين حول الكثير من الملفات وهذا يبعث السرور. توصلنا إلى تفاهمات حول العديد من المسائل".
وتواصل تركيا تنفيذ عمليات عسكرية تستهدف قواعد حزب العمال الكوردستاني على طول الحدود الجبلية مع العراق، لكنّ اهتمام أنقرة يتجه بشكل متزايد نحو سنجار التي توفر لحزب العمال الكوردستاني وصولاً حاسماً إلى معاقل الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الكورد في شمال سوريا.