تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات بكورونا في إيران والتي بغلت قرابة 75 ألف حالة وتنامي المخاوف من انتشارها في السجون، دفع منظمة دولية تمثل أتباع الديانة البهائية إلى إبداء عن قلقها من احتجاز السلطات أكثر من 100 من أتباعها في السجون وتركهم معرضين لخطر الإصابة بالفيروس.
وقالت بني دوغال، ممثل المجتمع البهائي لدى الأمم المتحدة في نيويورك في مقابلة مع "فويس أوف أميركا" إن نحو 100 شخص من أتباع الديانة البهائية يقبعون في السجون الإيرانية المكتظة والتي تعد غير مناسبة صحيا للأعداد الموجودة فيها.
وأضافت أن نشطاء حقوق الإنسان بدأوا بالإبلاغ عن تفشي فيروس كورونا في السجون منذ مطلع مارس، وقامت السلطات بالإفراج مؤقتا عن عشرات آلاف المحتجزين، ولكنها أفرجت عن 20 شخصا من البهائيين.
وأبدت دوغال استغرابها لماذا اخترت السلطات فقط 20 منهم رغم أن نحو 100 منهم لا يزالون في السجون وبتهم متشابهة، مؤكدة أنهم عرضة للإصابة بالفيروس إذا ما ظلوا في السجون خاصة مع الظروف العامة التي يعانون منها هناك.
وتؤكد أن جميع البهائيين المحتجزين في إيران سجنوا ظلما ولأسباب تتعلق بمعتقداتهم، وتعتبرهم السلطات الإيرانية "زنادقة" ومن غير دين، رغم أنه يوجد قرابة 300 ألف شخص من اتباع البهائية يعيشون في إيران.
وتسعى السلطات دائما إلى تصيدهم واحتجازهم واتهامهم بتهم مختلفة بالأمن القومي من أجل سجنهم من دون تقديم أية أدلة قانونية.
ودعت ممثلة المجتمع الدولي المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليه إلى الطلب من إيران الإفراج عن جميع المساجين الذين اعتقلتهم إيران بسبب خلفياتهم الدينية أو سجناء الرأي.
جوني مور، مفوض اللجنة الأميركية للحريات الدينية التي تضم الحزبين الديمقراطي والجمهوري، قال إن انتهاكات إيران بحق البهائيين وأتباع ديانات ومعتقدات أخرى مستمرة، في الوقت الذي يطالب فيه قادة إيران المجتمع الدولي لتخفيف الضغوط الاقتصادية عليهم.
وأضاف أنه على السلطات الإيرانية أن تفهم أنه لا مبرر لمثل هذه السلوكيات على الإطلاق والتي تميز فيها وتستهدف أصحاب الديانات والأقليات الأخرى.
وأشار مور إلى أنه في الوقت الذي تلاحقهم فيهم السلطات فإن المهندس المعماري الذي صمم برج الحرية في العاصمة طهران عام 1966 هو حسين أمانات وهي بهائي إيراني، كان قد اضطر للهرب من البلاد بعد الثورة واستقر في كندا.
وبلغت أعداد وفيات فيروس كورونا في عموم إيران قرابة 5000 حالة بحسب الأرقام الرسمية وسط تشكيك من العديد من الجهات الدولية.
وتأسست البهائية في القرن التاسع عشر على يد الايراني بهاءالله الذي يعتبره اتباعه نبيا لهم، ويؤمنون بوحدة الأديان وبالمساواة بين الرجل والمرأة، ويبلغ عددهم نحو سبعة ملايين شخص في العالم بينهم 300 ألف في إيران لا يستطيعون مواصلة دراساتهم العليا أو شغل وظائف حكومية.
وتمنح إيران حرية المعتقد لبعض الأقليات لكنها تستهدف البهائيين الذين تعتبرهم "جواسيس" مرتبطين بإسرائيل نظرا لوجود مقرهم العالمي في مدينة حيفا.