Skip to main content

أرتفاع حالات انتحار بسبب تفاقم الأعباء الاقتصادية في إيران

فيروس كورونا زاد من معاناة المواطنين
AvaToday caption
حذر مسؤولان في هذه المنظمة من أنه مع تنفيذ خطة "التباعد الاجتماعي"، ارتفعت نسبة العنف الأسري ارتفاعا ملحوظا، كما تضاعف الخلاف بين الأزواج ثلاث مرات
posted onApril 12, 2020
nocomment

مع ارتفاع التحذيرات الرسمية من التبعات الاقتصادية والنفسية الناجمة عن أزمة كورونا في إيران، وتزامنا مع ارتفاع أعداد حالات العنف الأسري، خلال الأيام الماضية، تم تسجيل 3 حالات انتحار بسبب إصابة أقارب الأسر بفيروس كورونا، والفقر الذي تواجهه هذه الأسر الإيرانية.

وكتبت صحيفة "شهروند" الإيرانية في عددها الصادر، اليوم الأحد 12 أبريل (نيسان)، أن أما وابنها أقدما على الانتحار في طهران، وفقدا حياتهما، بعد وفاة رب الأسرة إثر إصابته بفيروس كورونا.

وأضافت الصحيفة أن قوات قسم شرطة تجريش شمالي طهران، وبعد إجراء تحقيقات بخصوص الحادث، توصلت إلى أن انتحار المرأة البالغة من العمر 53 عاما، جاء بعد أسابيع من وفاة زوجها، بسبب إصابته بفيروس كورونا، ثم انتحار ابنها بسبب وفاة والده.

وأشار تقرير صحيفة "شهروند" إلى أن الأم لم تعد قادرة على تحمل وفاة ابنها، وأقدمت على الانتحار بعد يومين بتناول أقراص سامة.

ولفتت "شهروند" إلى أن من بين أسباب انتحار الابن "عدم إقامة مراسم التشييع، والانزعاج من تعامل المقربين، والاكتئاب بسبب عدم زيارة أقاربه بعد وفاة والده".

يأتي تسجيل حالتي الانتحار، بعدما كان المتحدث باسم اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا، كيانوش جهان بور، قد أشار يوم 29 مارس (آذار) الماضي، إلى موضوع "الحزن المكتوم" وحذر من عواقبه خلال الأسابيع القادمة.

ولكن بعد ذلك، لم يدل المسؤولون الإيرانيون بوجهات نظرهم حول البرامج أو طرق معالجة هذا الموضوع في المجتمع الإيراني.

 ومن جهة أخرى، أعلن المسؤولون في منظمة الرعاية الاجتماعية عن ارتفاع حالات العنف المنزلي في إيران، في ظل جائحة كورونا.

وحذر مسؤولان في هذه المنظمة من أنه مع تنفيذ خطة "التباعد الاجتماعي"، ارتفعت نسبة العنف الأسري ارتفاعا ملحوظا، كما تضاعف الخلاف بين الأزواج ثلاث مرات.

وكان المدير العام لقسم الأضرار الاجتماعية في المنظمة المذكورة، محمود علي غو، قد أكد يوم الأربعاء، الأول من أبريل (نيسان) الحالي، في تصريح أدلى به إلى صحيفة "شهرروند"، أن معظم حالات العنف كانت حالات نفسية، وحدثت بين أفراد ينتمون للطبقة الوسطى من المجتمع.

وفي سياق متصل، أعلن بهزاد وحيد نيا، المدير العام لمركز الاستشارات والشؤون النفسية التابع لمنظمة الرعاية الاجتماعية، أعلن عن إجراء 4 آلاف اتصال هاتفي يوميا مع المركز للإبلاغ عن مشاكل بهذا الصدد، وأرجع السبب إلى "طول فترة تعامل الزوجين وبقائهما معا"، خلال الأسابيع الماضية.

ويبدو أن ظلال أزمة كورونا لم تقتصر على المجال الاجتماعي والنفسي فقط، بل طالت الأسر الضعيفة والمواطنين ذوي الدخل المنخفض، مما أدى إلى خلق مشاكل معيشية لهم.

وقد أقدمت، أمس السبت، فتاة تبلغ من العمر 12 عاما في مدينة إيلام، غربي إيران، على الانتحار، وذلك بسبب الأوضاع المالية والفقر المدقع الذي تواجهه أسرتها.

وأفادت وسائل الإعلام بأن الانتحار جاء بسبب عدم القدرة على شراء ملابس العيد.

إلى ذلك، أكد المدعي العام في إيلام حدوث هذا الانتحار بسبب الفقر.

يشار إلى أنه مع ارتفاع المشاكل المعيشية، وضعت الحكومة الإيرانية قروضا بمبلغ مليون تومان لمتلقي المعونات الحكومية الشهرية، على أن يتم خصمه شهريا من الدعم الحكومي بفائدة 12 في المائة.

وكان برلمانيان اثنان قد اعتبرا أن المساعدات الحكومية ليست كافية للشعب، كما حذر رئيس العلاقات العامة لوزارة الصحة الإيرانية من الاكتئاب الناجم عن أزمة كورونا على المواطنين  الإيرانيين.

وبالتالي، يبدو أن العواقب النفسية والاجتماعية الناجمة عن هذه الجائحة ستتحول إلى معضلة أمام الحكومة الإيرانية خلال الأشهر القادمة.