قالت وسائل إعلام لبنانية، الخميس، إن مناصرين لحزب الله اقتحموا ساحة رياض الصلح، وسط العاصمة بيروت، محاولين السيطرة عليها، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع المتظاهرين أفضت إلى إصابة أحدهم.
وأفادت قناة "أم تي في" اللبنانية، إن مناصري حزب الله أحد أركان حكومة سعد الحريري، اعتدوا على الإعلاميّين والمتظاهرين في ساحة رياض الصلح، وحاولوا السيطرة عليها، كما عملوا على منع المتظاهرين من التعبير عن آرائهم أمام الكاميرات وهشموا خيام المعتصمين.
وبحسب المصدر ذاته، أصيب أحد المتظاهرين جراء المواجهات، بجروح طفيفة في الرأس.
وتدخلت القوى الأمنية التي تتمرس أمام السراي الحكومي وعملت على الفصل بين مناصري حزب الله المدعوم من إيران والمتظاهرين، بحسب القناة.
وفي وقت سابق الخميس، قال حزب "سبعة" اللبناني إن 200 عنصر من حزب الله دخلوا ساحة رياض الصلح في محاولة لتخويف المتظاهرين.
ودعا الحزب كل المواطنين "إلى النزول إلى الشارع لمنع خطف الثورة"، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء "المركزية" (خاصة).
وبحسب تقارير إعلامية، تشهد ساحات الاعتصام في بيروت، لا سيما رياض الصلح والشهداء، الخميس، ظهور لمجموعات تهتف لأمين عام حزب الله حسن نصر الله، وتحذر المتظاهرين من شمله في شعار "كلن يعني كلن".
ويعني الشعار أن جميع رموز النظام متورطون في الفساد، وعليهم أن يرحلوا ويسقطوا جميعا، حتى أن المتظاهرون رفعوا شعارا مكملا للأول تحت عنوان "كلن يعني كلن ونصر الله واحد منن".
ووقعت اشتباكات، مساء الأربعاء، في ساحة رياض الصلح، بين متظاهرين وشباب أطلقوا شعارات مؤيدة للأمين العام لحزب الله.
كما تعرض متظاهرون ومراسل قناة تلفزيونية وصحفيين في النبطية الواقعة جنوبي لبنان إلى الاعتداء من قبل أفراد من شرطة بلدية المدينة التي يسيطر عليها الحليفان حزب الله وحركة "أمل"، وسط غياب لقوى الأمن والجيش، قبل أن تعاود قوى من الجيش التدخل والتصدي لهؤلاء.
وقالت مصادر لبنانية إن مسلحين من حزب الله وحليفته حركة أمل، (مشاركان في الحكم) حاولوا في الأيام الماضية إرهاب المتظاهرين، إلا أن الجيش اللبناني تصدى لهم. وأظهرت فيديوهات نشرها ناشطون في الحراك اللبناني متظاهرون يناشدون الجيش بالتدخل لحمايتهم من الميليشيات المسلحة.
وتناقل لبنانيون على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع صوتي لعناصر من حزب الله يؤكد تنسيقهم لاستهداف المتظاهرين في ساحات الاعتصام وسط بيروت والتخطيط لقمع بعض وسائل الإعلام.
ويشهد لبنان تظاهرات احتجاجية منذ الخميس الماضي، ويطالب المحتجون الذي يتظاهرون في مناطق لبنان ومدنه كافة برحيل رموز النظام، ومحاسبة الفاسدين.
وإلى حد الآن تخطت المظاهرات الغير مسبوقة في البلاد كل التفرقة الدينية والطائفية والسياسية التي كانت تميز الاحتجاجات في البلد الذي يتم فيه تقسيم الحقائب الوزارية وفقا لأسس طائفية بحسب نظام لبنان السياسي.
ورفض المعتصمون في ساحات المدن اللبنانية منها بيروت وطرابلس وصيدا ومنطقة جبل لبنان وغيرها، الإصلاحات التي اقترحتها حكومة سعد الحريري، في وقت واصلت المؤسسات العامة والخاصة في البلاد إغلاق أبوابها، بسبب قطع الطرقات الرئيسية في المدن الكبرى بالإضافة إلى العاصمة.
و قالت جمعية مصارف لبنان اليوم الخميس، إن البنوك اللبنانية ستظل مغلقة بسبب بواعث قلق ترتبط بالسلامة وذلك لحين عودة الاستقرار.
وأغلقت البنوك أبوابها لستة أيام عمل.
وقال بيان لجمعية المصارف بثته الوكالة الوطنية للإعلام إن البنوك ستظل مغلقة غدا الجمعة لحماية العملاء والموظفين والممتلكات.
ودعا البيان إلى إيجاد حل سياسي للأزمة، وقال إن الجمعية "تطمئن المواطنين إلى أن المصارف جاهزة لاستئناف أعمالها كالمعتاد فور استقرار الأوضاع". وأضاف البيان أن عمل البنوك سيقتصر على توفير الرواتب من خلال أجهزة الصراف الآلي.
وتشمل خطط الإصلاح الطارئة التي أُعلنت هذا الأسبوع خفض رواتب الوزراء إلى النصف وخطوات طال تأجيلها لإصلاح الأوضاع المالية للدولة الغارقة في الديون.
لكن هذا لم ينجح حتى الآن في تبديد مشاعر الاستياء وحض المانحين الغربيين على تقديم التمويل المتعهد به.