Skip to main content

القط الإيراني "قاسم سليماني" يحصل مايريد

ميليشيات يرفعون صور سليماني
AvaToday caption
لعب سليماني دورا حيويا في أمن العراق من خلال مجموعات مختلفة من المقاتلين حتى أن الجنرال ديفيد باتريوس القائد العام للقوات الأميركية في العراق بعث له برسائل عن طريق مسؤولين عراقيين، وفقا لمراسلات دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس
posted onMarch 6, 2019
nocomment

يسلط دور قاسم سليماني في أزمة سياسية تشهدها إيران الضوء على نفوذ قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الذي اكتسب شهرة واسعة في الداخل بعد أن ظل بعيدا عن الأضواء بشكل كبير لسنوات.

وسارع الرئيس حسن روحاني إلى رفض استقالة وزير الخارجية محمد جواد ظريف الأسبوع الماضي، لكن بعد مرور أسبوع ما زالت التوترات بشأن غياب ظريف عن اجتماعات مع الرئيس السوري بشار الأسد حضرها سليماني ظاهرة للعيان.

وقدم فيلق القدس الذي يتولى تنفيذ عمليات خارج حدود إيران والذي يقوده سليماني الدعم للأسد عندما بدا أنه على وشك أن يهزم في الحرب الأهلية الدائرة منذ عام 2011 ومن خلال فصائل مسلحة موالية عزز نفوذ بلاده هناك حيث يعمل على تطبيق أجندة بلاده التخريبية في المنطقة ويسعى من خلال زرع الطائفية إلى التوسع.

وأدت نجاحات فيلق القدس إلى جعل سليماني شخصية محورية في الامتداد المطرد للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط الذي تسعى الولايات المتحدة لتحجيمه وتحمله مسؤولية الفوضى بالشرق الأوسط ورعايته للإرهاب.

وعين الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998 وظل سليماني بعيدا عن الأضواء لسنوات في الوقت الذي عزز فيه علاقات إيران مع جماعة حزب الله اللبنانية وحكومة الأسد وجماعات شيعية في العراق.

لكنه أصبح شخصية عامة وتزايد ظهوره في السنوات القليلة الماضية مع قيام مقاتلين وقادة في العراق وسوريا بنشر صور له على مواقع التواصل الاجتماعي وهو في ساحة القتال.

ويعتبر سليماني العراق ساحته المفضلة للتحرك، ومع كل تطور سياسي أو عسكري في هذا البلد ينتقل إلى بغداد ويتحرك في الكواليس خاصة.

وقال مسؤول عراقي بارز سابق طلب عدم الكشف عن هويته لدى حديثه عن القضايا الأمنية “سليماني قائد عمليات. ليس رجل مكاتب. يذهب إلى الجبهة لتفقد القوات ومتابعة القتال”.

وبث فصيل عراقي مسلح تسجيلا مصورا موسيقيا في عام 2014 يشيد بجهود سليماني في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية ونشرت وسائل الإعلام الحكومية روايات عديدة عن دوره في انتصارات عسكرية.

وقال المسؤول العراقي السابق “ليس هناك فوقه في التسلسل القيادي سوى الزعيم الأعلى. إذا احتاج إلى المال يحصل على المال. إذا احتاج إلى ذخيرة يحصل على ذخيرة. إذا احتاج إلى مواد يحصل على مواد”.

وبعد أن قدم ظريف استقالته أصدر سليماني بيانا نادرا، وقال هذا البيان إن ما حدث كان خطأ بيروقراطيا وليس استبعادا متعمدا لظريف ووصف الوزير بأنه الشخصية الرئيسية المسؤولة عن السياسة الخارجية وبأنه يحظى بدعم خامنئي.

لكن وكالة الطلبة الإيرانية ذكرت أمس الثلاثاء أنه لم يتم إطلاع وزارة الخارجية على شيء طوال زيارة الأسد ونقلت عن برهام قاسمي المتحدث باسم الوزارة قوله إن هدف ظريف من تقديم استقالته كان إعادة النظام الدبلوماسي الإيراني إلى مكانه الصحيح.

يمثل هذا الخلاف استعراضا علنيا غير معتاد لتوتر بين الحرس الثوري، الذي يلعب دورا رئيسيا في السياسة في الجمهورية الإسلامية، وبين المسؤولين الحكوميين المعتدلين الذين يفضلون المصالحة مع الغرب بعد مرور 40 عاما على الثورة الإيرانية التي أطاحت بحكم الشاه المدعوم من الولايات المتحدة.

وقال مسؤول إقليمي على دراية بالشؤون الإيرانية إن هناك اختلافا في وجهات النظر بين وزارة الخارجية وفيلق القدس بشأن سوريا.

وأكد نشرُ كلمة الاثنين كان خامنئي قد ألقاها في اجتماع مغلق العام الماضي وجودَ خلاف آخر بشأن اتفاق إيران مع الدول الكبرى على تقليص برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات.

وأبدى خامنئي شكوكه في هذه الكلمة إزاء مبادرات الحكومة مع أوروبا من أجل دعم الاتفاق بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب منه.

ويتولى الميجر جنرال سليماني كذلك مسؤولية جمع معلومات المخابرات والعمليات العسكرية السرية التي ينفذها فيلق القدس وتحدى ترامب علنا في الصيف الماضي.

وقال سليماني ملوحا بإصبعه علامة على التحذير “أقول لك يا سيد ترامب المقامر، أقول لك اعلم أننا قريبون منك في المكان الذي لا تتصور أن نكون فيه”.

وأضاف “أنت ستبدأ الحرب لكننا نحن من سينهيها”.

يأتي سليماني من خلفية متواضعة، فقد ولد في أسرة تعمل بالزراعة في بلدة رابور في جنوب شرق إيران يوم 11 مارس 1957. وعندما بلغ من العمر 13 عاما سافر إلى بلدة كرمان وعمل في الإنشاءات لمساعدة والده على سداد ديونه وفقا لروايته التي نشرها موقع دفا برس الذي يركز على تاريخ الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت ثماني سنوات.

عندما بدأت الثورة للإطاحة بالشاه في عام 1978 كان سليماني يعمل في مرفق المياه في بلدية كرمان ونظم مظاهرات ضد الشاه، وتطوع للعمل في الحرس الثوري، وبعد أن اندلعت الحرب مع العراق في عام 1980 صعد سريعا على سلم الرتب وعمل بعد ذلك في مجال مكافحة المخدرات على الحدود مع أفغانستان.

وقال مسؤول عراقي آخر “سليماني مستمع عظيم. لا يقحم نفسه. لكنه دائما يحصل على ما يريد”. وأضاف أنه قادر على الترهيب. ووقت ذروة الحرب الأهلية بين السنة والشيعة في العراق في عام 2007 اتهم الجيش الأميركي فيلق القدس بتوريد متفجرات بدائية الصنع لمقاتلين شيعة مما أدى إلى قتل العديد من الجنود الأميركيين.

ولعب سليماني دورا حيويا في أمن العراق من خلال مجموعات مختلفة من المقاتلين حتى أن الجنرال ديفيد باتريوس القائد العام للقوات الأميركية في العراق بعث له برسائل عن طريق مسؤولين عراقيين، وفقا لمراسلات دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس.

وبعد الاستفتاء على الاستقلال في شمال العراق الذي يهيمن عليه الأكراد في عام 2017 أصدر سليماني تحذيرا للزعماء الأكراد أدى إلى سحب المقاتلين من المناطق المتنازع عليها ومكن قوات الحكومة المركزية من إعادة فرض سيطرتها.

ويقال إن تأثيره كان أقوى حتى من ذلك في سوريا. وكانت زيارته لموسكو في صيف 2015 هي الخطوة الأولى في التخطيط للتدخل العسكري الروسي الذي أعاد تشكيل الحرب السورية وإقامة تحالف إيراني روسي جديد لدعم الأسد.

واستهدفت وزارة الخزانة الأميركية سليماني بسبب أنشطته هذه. ففرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه بسبب دعم فيلق القدس لجماعة حزب الله اللبنانية المصنفة إرهابية وجماعات مسلحة أخرى وبسبب دوره في حملة النظام السوري على المتظاهرين السلميين.