Skip to main content

شياطين الانس في طهران

نظام الملالي
AvaToday caption
تشهد المنطقة وتحديدا منذ مجئ نظام الملالي الى الحکم في إيران، أحداثا وتطوراتا بالغة السوء من فتن طائفية وحروب ومواجهات عبثية وإثارة أحقاد وکراهيات ليس من ورائها إلا الموت والدمار والخراب
posted onOctober 10, 2023
nocomment

نزار جاف

مرة أخرى يجري إشعال حريق عبثي في المنطقة ويضيف المزيد من التوتر والتهديد للسلام والامن والاستقرار في العالم عموما وفي المنطقة خصوصا، هذا الحريق لايختلف بصورة عامة عن حريق صيف عام 2006، في لبنان، فهما يتشابهان کثيرا، وبقدر ما خلفت حرب 2006، من مآس وأضرار ومصائب فإن حريق غزة سيکون ووفق کل التقديرات الأسوء بأضعاف، لکن من دون أدنى شك هناك ثمة قاسم مشترك واضح بين هذين الحريقين وهو ليس بسر نکشف عنه وإنما حقيقة دامغة يعرفها الجميع إلا وهو نظام الشر وإثارة الفتنة والحروب في طهران!

هذه الحرب غير المتکافئة التي أقحمت حماس نفسها فيها بلا هوادة، لم تکن ممکنة أبدا لولا دعم وتحريك وتحفيز نظام الشر والفتنة في طهران، هذا النظام الذي لا يقوم بمنح أموال الشعب الايراني للأحزاب والمنظمات والميليشيات التابعة له أو السائرة في فلکه أو حتى المتحالفة معه من أجل صالح الشعوب التي تتواجد فيها تلك الاحزاب والمنظمات والميليشيات، وإنما من أجل إثارة الدمار والفوضى والحروب التي إرتدت وترتد سلبا على تلك الشعوب فإن، وأتساءل؛ هل هناك من بإمکانه أن ينکر هذه الحقيقة ولاسيما بعد التأمل فيما جرى ويجري في العراق ولبنان واليمن وسوريا؟

أسوء طرفة سمعتها خلال العقود الماضية، هي التصريحات الصادرة من قبل نظام الملالي في إيران، بتبرئة أنفسهم من جميع الحروب والکوارث التي قاموا بإفتعالها في بلدان المنطقة ومن ضمنها طبعا قطاع غزة. إنهم يشعلون حرائق کبيرة جدا ولکن وعوضا عن إخمادها يتصرفون وکأن الامر لا يعنيهم وليس لهم من أي ضلع فيه وحتى يسعون للتأکيد على عدم علاقتهم بالامر کما فعل خامنئي بخصوص حريق غزة ولکن هل يمکن تصديقه وتصديق نظامه؟ العبرة ليست فيما يقوله المرء وإنما فيما يفعله ويتسبب به!

تشهد المنطقة وتحديدا منذ مجئ نظام الملالي الى الحکم في إيران، أحداثا وتطوراتا بالغة السوء من فتن طائفية وحروب ومواجهات عبثية وإثارة أحقاد وکراهيات ليس من ورائها إلا الموت والدمار والخراب، ولکن، وعند البحث في کلما يجري فإن هناك أکثر من رابط قوي فيما بينها وبين مشروع النظام الذي يعمل عليه على مر الـ 44 عاما المنصرمة، ومن المفيد أن أشير الى حادثة غريبة من نوعها ولکنها ليست وليدة الصدفة المحضة، وهي تتعلق بما جرى في العراق لمحاکمة الخليفة الاموي يزيد بن معاوية، وأتساءل هل إن هذه الحادثة والدعوة لنبش القبور وصلب بقايا العظام لأناس ماتوا قبل مئات السنين، ببعيد عن ما أثاره ويثيره النظام الايراني من أحقاد طائفية في الوقت الذي يدعو فيه أيضا الى "التقارب بين المذاهب الاسلامية"، فتصوروا أي شياطين أنسية فريدة من نوعها تتواجد في طهران؟!

کان هناك في العقدين السادس والسابع رجل في مدينة السليمانية معروف عنه الدخول في معارك يتلقى خلالها ضربا مبرحا وبشق الانفس يتم إنقاذه من خصمه، لکنه ما إن يتم إنقاذه ويجد سدا بشريا أمامه يحول بينه وبين خصمه، فإنه کان يهتف دائما وملوحا بيده وکأنه المنتصر قائلا: هکذا أفعل بك! هذا لايختلف بشئ عن ما زعمه حزب الله بإنتصاره الوهمي في حرب 2006، وقطعا سنجد نفس الشئ مع حماس بعد إنقاذها بشق الانفس من المواجهة العبثية التي دخلت فيها.