Skip to main content

واشنطن تلوّح بالحشود العسكرية رداً على طهران

الغواصة النووية الأميركية "يو اس اس فلوريدا"
AvaToday caption
كلام المتحدث باسم البنتاغون يشير بوضوح إلى أن الأميركيين، بعد الهجوم بالمسيرات على الحسكة ثم القصف على مقرّين للقوات الأميركية في منطقة شمال شرق سوريا
posted onApril 9, 2023
nocomment

وصول الغواصة الأميركية فلوريدا إلى منطقة الشرق الأوسط هو جزء من حشد عسكري أميركي بدأ منذ أسبوعين، وهو ردّ على الهجمات التي شنّتها الميليشيات التابعة لإيران في منطقة سوريا.

المتحدّث باسم الأسطول الخامس القائد البحري تيم هوكينز قال في بيان، إن الغواصة فلوريدا وهي مسيّرة بالطاقة النووية وتحمل 154 صاروخا من نوع توماهوك، عبرت قناة السويس، وستعمل مع الأسطول الخامس لضمان الأمن البحري والاستقرار في المنطقة.

هذا الإعلان يأتي بعد أيام من حشود عسكرية أميركية موازية، فقد وصل سرب من طائرات أي – 10 المقاتلة بداية هذا الشهر إلى الإمارات العربية المتحدة. وقال المقدّم في القوات الجوية فيليب فينتورا، وهو متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "إنه تم تسريع وصول هذا السرب إلى منطقة عمليات القيادة المركزية بعدة أسابيع قبل موعده بأمر من وزير الدفاع بعد حصول سلسلة من الهجمات على القوات الأميركية في سوريا".

وأضاف المتحدث باسم البنتاغون في بيان أن هدف ذلك هو التأكد من أن قائد منطقة العمليات لديه القدرات والخيارات المطلوبة للدفاع والرد على التهديدات في المنطقة.

كلام المتحدث باسم البنتاغون يشير بوضوح إلى أن الأميركيين، بعد الهجوم بالمسيرات على الحسكة ثم القصف على مقرّين للقوات الأميركية في منطقة شمال شرق سوريا، يريدون إيصال رسالة واضحة للميليشيات التابعة لإيران بأن الأميركيين سيكونون مستعدين مع قوة أكبر للرد على أية هجمات إضافية.

مصادر وزارة الدفاع الأميركية أشارت إلى أن الغارات الجوية التي قامت بها الطائرات الأميركية في سوريا، ردّاً على هجوم الحسكة، استهدف ميليشيات تابعة لإيران، وكانت في مقرات تابعة لفيلق القدس داخل سوريا، لكنها أكدت حينها أن القتلى الذين سقطوا كانوا جميعاً من الميليشيات وليسوا من القوات الإيرانية في المقرات التي تم قصفها.

أشارت أيضاً مصادر صحافية إلى أن الأميركيين كانوا يستعدون لشن هجمات أوسع وأكبر في تصعيد واضح للموقف لكنهم عادوا وأوقفوا الموجة الثانية من الغارات، ويبدو الآن أنهم استبدلوا القصف بالحشد العسكري والتلويح باستعمال القوة.

ومن ضمن الحشد العسكري الأميركي، أعلنت القيادة المركزية عن إبقاء حاملة الطائرات جورج أش دبليو بوش في منطقة البحر الأبيض المتوسط بعدما وقعت هذه الهجمات في شمال شرق سوريا على القوات الأميركية، وتعمّد الأميركيون تسريب الكلام عن إبقاء الحاملة وإرسال السرب من القوات الجوية إلى المنطقة.

وبدخول الغواصة الأميركية فلوريدا إلى منطقة الشرق الأوسط تكون القوة النارية الأميركية عالية ومن عدة اتجاهات، أولها شرق المتوسط مع حاملة الطائرات، ثم سرب الطائرات المقاتلة في الخليج العربي، والقوة الباليستية التي تحملها الغواصة، ومن المنتظر أن تكون وصلت الآن إلى سواحل اليمن أو بحر عمان، وهذا المجموع من القوة العسكرية قادر على التعاطي مع مخاطر الميليشيات التابعة لإيران، كما يمكن أن يتعاطى مع التهديدات الإيرانية المباشرة.

طوّر الأميركيون مفهوماً جديداً للتلويح بالقوة العسكرية عند الضرورة، ويقوم على الانتشار الضخم والسريع، وإرسال قوات استراتيجية إلى المنطقة خلال ساعات، وإجراء مناورات مع الشركاء، بما فيها التمرين على قصف أهداف في البر والبحر، ويأتي هذا تعويضاً عن خفض الانتشار الدائم للقوات الأميركية إلى مستوى 35 ألف جندي، ولكن المحافظة في الوقت ذاته على مستوى عال من الجاهزية خصوصاً على مستوى القوات الاستراتيجية.

في مؤشر سابق على التهويل بالقوة العسكرية الأميركية في المنطقة، ذكرت القيادة المركزية منذ أشهر أن قائدها الجنرال كوريللا قام بزيارة إلى غواصة نووية في أكتوبر الماضي، وأن طاقم الغواصة قدّم عرضاً عن قدرات الغواصة المسيرة بالقوة النووية، وهي تعمل تحت قيادة القوة الاستراتيجية الأميركية المسؤولة عن القوة النووية في السفن والغواصات والمحمولة على صواريخ عابرة للقارات أو على متن طائرات ضخمة مثل بي – 52.

كما أن طائرات بي – 52 تقوم هي الأخرى من حين إلى آخر بعمليات تحليق في منطقة الشرق الأوسط، وقد اعتادت في السنتين الماضيتين على الإقلاع من الولايات المتحدة، وتتجه إلى الشرق الأوسط، وتحلّق في أجواء دول المنطقة، وترافقها عادة قوات جوية من هذه الدول، وتقول واشنطن إن الهدف من هذا التحليق يكون عادة للتأكد من تطبيق العمليات المشتركة بين القوات الأميركية وقوات الدول الصديقة والشريكة في المنطقة.

تعتبر الولايات المتحدة أن هدفها في منطقة الشرق الأوسط هو خفض التصعيد والحفاظ على الاستقرار، لكنها ترى أن القوى الموالية لإيران قامت بتصعيد مقصود وقصفت مواقع للقوات الأميركية في شمال شرق سوريا، وكان من الممكن أن تستهدف القوات في التنف أو في العراق.

هناك بعض المؤشرات الواضحة التي تشير إلى أن الأميركيين بالحديث عن أنهم أوقفوا الموجة الثانية من القصف في سوريا وإرسال سرب الطائرات إلى قاعدة الضفرة، والآن يدخلون غواصة تحمل صواريخ باليستية، إنما يقيمون استعدادات عسكرية لمنع الميلشيات من متابعة الهجمات، كما أنهم يوجّهون تهديداً غير مباشر لطهران.