Skip to main content

سوريا تشترط انسحابا تركيا من شمالها لتطبيع العلاقات

الجيش التركي في شمال سوريا
AvaToday caption
تستضيف موسكو الاجتماع الرباعي ويفترض أن يبدأ غدا الأربعاء، تمهيدا للقاء على مستوى وزراء خارجية الدول الأربعة ضمن مسار تقريب وجهات النظر بين الجانبين التركي والسوري على طريق استئناف العلاقات الدبلوماسية
posted onMarch 15, 2023
nocomment

ذكرت صحيفة الوطن السورية المقربة من النظام اليوم الثلاثاء، أن دمشق طرحت شروطا مسبقة لعقد لقاء رباعي في موسكو يضم نواب وزراء خارجية سوريا وتركيا وروسيا وإيران، مضيفة أن "المداولات لا تزال قائمة ومستمرة وجدية للوصول إلى عقد الاجتماع الذي قد يتقرر موعده في أي لحظة في حال وصلت تلك المداولات إلى نتائج إيجابية".

واعتبرت أن هذا يعني حصول دمشق "على ما تريده من ضمانات من الجانب التركي بإعلان جدول انسحاب من الأراضي السورية ووقف الدعم المقدم للمجموعات الإرهابية".

وذكرت الرئاسة السورية في بيان عبر حسابها على تطبيق تيليغرام اليوم الثلاثاء أن الرئيس بشار الأسد وصل إلى موسكو في أول زيارة له خارج الشرق الأوسط منذ زلزال الشهر الماضي.

وتأتي هذه الزيارة غير المعلنة بينما تستعد موسكو لاستضافة اجتماع رباعي لنواب وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا وإيران، لكن  بيان للكرملين قال إن الزعيمين سيبحثان التعاون في مجالات السياسة والتجارة والإغاثة "بالإضافة إلى آفاق تسوية شاملة للوضع في سوريا ومحيطها".

تستضيف موسكو الاجتماع الرباعي ويفترض أن يبدأ غدا الأربعاء، تمهيدا للقاء على مستوى وزراء خارجية الدول الأربعة ضمن مسار تقريب وجهات النظر بين الجانبين التركي والسوري على طريق استئناف العلاقات الدبلوماسية وهي خطوة بادرت بها أنقرة قبل أشهر.

وتقول مصادر مطلعة على الجهود الجارية، إن تركيا تبدي تفهما للمطالب السورية ومنها الانسحاب العسكري من شمالها وملف المعارضة السورية والجماعات المسلحة في شمال البلاد، إلا أنها تريد في المقابل ضمانات لأمن حدودها وحلا لملايين اللاجئين السوريين على أراضيها إلى جانب ملف الجماعات الكردية السورية المسلحة.

وتقول أنقرة في العلن إنها لم تتخلى عن حلفائها من الفصائل السورية، بينما تسعى لمصالحة مع دمشق وأنها تعمل على حل سياسي ومصالحة بين النظام السوري ومعارضيه، لكن في شمال سوريا آخر معقل للمعارضة والجماعات المسلحة المعتدلة تسود حالة من التوتر وسط استياء من إدارة تركيا ظهرها لحلفائها.

وقال ميخائيل بوغدانوف مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط وشمال افريقيا اليوم الثلاثاء، إن الاستعدادات جارية لعقد اللقاء الرباعي من دون أن يحدد موعدا دقيقا أو يؤكد أو ينفي صحة ما تداولته تقارير عن عقد الاجتماع يومي 15 و16 مارس/اذار الجاري

وأوضح بوغدانوف الذي يشغل أيضا منصب نائب وزير الخارجية الروسي أنه يجري التحضير لاجتماع نواب وزراء خارجية روسيا وسوريا وتركيا وإيران، في تصريح يأتي بعد أن أشارت قناة 'تي ار تي' التركية في تقرير لها أمس الاثنين، إلى أن الاجتاع سيعقد يومي الأربعاء والخميس في موسكو.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد أعلن مؤخرا أن الاجتماع الرباعي الذي تشارك في إيران للمرة الأولى، سيعقد الأسبوع المقبل دون ذكر موعد محدد.

وقال إن "اجتماع وزراء الدفاع ورؤساء الاستخبارات من تركيا وسوريا وروسيا، تم في الفترة الماضية بصيغة ثلاثية، ثم اتفقنا مع الجانب الإيراني بزيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان السابقة لتركيا على مشاركة إيران في الاجتماعات في إطار محادثات مسار أستانا"، مضيفا "المسار الوحيد الذي يعمل حتى الآن في موضوع الأزمة السورية".

وتابع أن "تركيا وروسيا أعلنتا أنه لا مشكلة لديها ولا اعتراض في مشاركة إيران بالمحادثات المتعلقة بالملف السوري في إطار مسار أستانا، لتصبح بصيغة رباعية (تركيا روسيا سوريا إيران)، بدلا من ثلاثية  فهدفنا جميعا واضح"، معلنا كذلك أنه ليس لدى بلاده مشكلة إطلاقا في مشاركة أية دولة أو طرف بهذه المحادثات و"لا توجد لدينا أية ملاحظات على مشاركة إيران".

وتريد تركيا الانتقال سريعا للمحادثات السياسية قبل الانتخابات بالتوازي مع اتصالات ولقاءات وترتيبات يجريها مسؤولون أمنيون، لكن كل التوقعات تشير إلى تعقيدات كبيرة في الملف السوري تجعل من مسار استئناف العلاقات والمصالحة بين دمشق وأنقرة، مسارا طويلا.

وجاء في بيان الرئاسة السورية أن الأسد سيجري محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الزيارة التي يصطحب فيها وفدا وزاريا كبيرا.

وشنت روسيا حملة عسكرية في سوريا في عام 2015 ساعدت على قلب دفة الحرب لصالح الأسد بشن قصف جوي مكثف على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وساعدت تلك الحملة الأسد على استعادة الكثير من الأراضي التي خسرها لصالح المعارضة التي سعت للإطاحة به.

ووَسَّعت موسكو منذ ذلك الحين منشآتها العسكرية في البلاد مع تأسيس قاعدة جوية دائمة في حميميم بمحافظة اللاذقية.

كما أصبحت قاعدة بحرية في مدينة طرطوس الساحلية المطلة على البحر المتوسط الميناء الوحيد الدائم للبحرية الروسية خارج نطاق الاتحاد السوفيتي السابق.

وتقول مصادر مخابراتية غربية إن حرب روسيا المكلفة في أوكرانيا أجبرتها على نقل بعض أصولها من سوريا رغم أن موسكو لا تزال تتخذ من هذا البلد أقوى موطئ قدم لها في المنطقة الواقعة جنوبي حلف شمال الأطلسي.

وتتزامن الزيارة مع ذكرى مرور 12 عاما على الانتفاضة في سوريا والتي بدأت بمظاهرات سلمية في مارس/آذار 2011.

وتحولت الاحتجاجات إلى معارضة مسلحة بعد أن استخدم الأسد القوة لسحق المعارضة. وتحول الوضع بعد ذلك إلى صراع متعدد الأطراف اجتذب بعض دول الجوار وقوى عالمية، وهو ما أفضى إلى أكبر أزمة نزوح منذ الحرب العالمية الثانية.