أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها تعمل مع منظمات غير حكومية محلية في سوريا لمساعدة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا أيضا، مؤكدة رفضها أي علاقة بالحكومة في دمشق حيث مثلت الخلافات بين سوريا والغرب عائقا أمام وصول مساعدات دولية عاجلة.
ومثل قانون قيصر الأميركي عائقا أمام أية محاولات لإرسال مساعدات إلى دمشق مخافة ان يستغلها النظام السوري لصالحه فيما سعت دول حليفة من سوريا على غرار إيران وروسيا والجزائر والعراق لتقديم مساعدات عاجلة.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين للصحافيين "في سوريا نفسها لدينا شركاء إنسانيون تمولهم الولايات المتحدة ويقدمون مساعدات لإنقاذ حياة" المتضررين.
وأضاف "نحن مصممون على تقديم هذه المساعدة من أجل مساعدة الشعب السوري على تجاوز هذه المحنة"، مشددا على أن "هذه الأموال ستذهب بالطبع إلى الشعب السوري وليس إلى النظام" في دمشق.
وكان رئيس عمليات الوكالة الأميركية للمساعدات التنمية (يو اس إيد) ستيفن ألن صرح في أنقرة أن "كل جهودنا الإنسانية موجهة الآن نحو شمال غرب سوريا".
وقال ألن أن المساعدات الأميركية تتألف من دعم من فرق الإنقاذ وتوفير المأوى والطعام. لكنه رفض تحديد هؤلاء الشركاء من المنظمات غير الحكومية لأسباب أمنية.
وأشار أيضا إلى أن الجزء الأكبر من الدمار في سوريا سجل في مناطق لا يسيطر عليها الرئيس بشار الأسد في بلد مزقته 12 عاما من الحرب.
ولا تعترف الولايات المتحدة بحكومة دمشق وترفض أي تطبيع أو مساعدة مباشرة لإعادة الإعمار. وأعلنت إرسال فريقي إنقاذ إلى تركيا سيصلان، على حد قوله، صباح الأربعاء ويتوجهان إلى بلدة أديامان حيث كانت جهود البحث محدودة حتى الآن.
وأوضح أن الفريقين اللذين سيصلان على متن طائرتي نقل "سي-130" يتألفان من 158 شخصا و12 كلبا وحوالي 77 طنا من المعدات.
وقال ألن للصحافيين "ما نركز عليه الآن في تركيا هو نشر هذه الفرق وإنقاذ الأرواح، بصراحة". وأضاف "إذا كانوا بحاجة إلى مساعدة إضافية للسكان الذين ليس لديهم سكن أو يحتاجون إلى مساعدة فورية، فنحن بالتأكيد على استعداد لتقديمها"
وتحصلت دمشق على مساعدات من قبل بعض الدول الحليفة مثل إيران وروسيا التي سعت لدعم جهود الإنقاذ في بعض المناطق ونشرت عددا من جنودها.
كما سعت السلطات السورية للحصول على مساعدات من الاتحاد الاوروبي حيث قالت المفوضية الأوروبية اليوم الأربعاء إن دمشق طلبت المساعدة من الاتحاد الأوروبي بعد يومين من الزلزال المدمر.
وقال يانيز لينارتشيتش مسؤول إدارة الأزمات في المفوضية الأوروبية للصحفيين "تلقينا صباح اليوم طلبا للمساعدة من حكومة سوريا عبر آلية الحماية المدنية".
وأضاف أن الدول الأعضاء مدعوة للمساهمة بمساعدات تلبية لهذا الطلب.
ويمكن لأي دولة أن تطلب المساعدة عبر آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي عندما يفوق حجم أي حالة طارئة أو كارثة قدراتها.
وسيتولى مركز تنسيق الاستجابة للطوارئ التابع للاتحاد الأوروبي بمجرد تفعيله تنسيق وتمويل المساعدة المقدمة من الدول الأعضاء في التكتل وثمان دول أخرى.
كما أرسلت دول مثل الجزائر وتونس مساعدات إلى دمشق بينما قدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تعازيه للرئيس السوري بشار الأسد واعدا بإرسال مساعدات عاجلة للمتضررين من الزلازل.
ورغم عدم استئناف العلاقات الدبلوماسية بين تونس والنظام السوري لكن الرئيس التونسي قيس سعيد قدم تعازيه للشعب السوري دون ذكر الرئيس بشار الاسد وتعهد بارسال دعم الى دمشق حيث تم ارسال طائرة تحمل مساعدات مختلفة.
وترفض بعض الدول التعامل مع النظام السوري وتسعى لإدخال المساعدات إلى المناطق المتضررة الواقعة تحت سيطرة المعارضة عبر الحدود مع تركيا رغم الصعوبات والأحوال الجوية السيئة.
وفي المقابل تخشى دول أخرى تقديم دعم لدمشق خوفا من تعرضها لعقوبات أميركية وفق قانون قيصر.
وفي 17 يونيو/حزيران 2020 دخل قانون قيصر حيز التنفيذ لتشديد العقوبات على سوريا التي تعيش أوضاعا اقتصادية صعبة للغاية.