في عام 2016، كان الهجوم على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران بمثابة القشة التي قصمت ظهر العلاقة بين البلدين.
وفي صفحات الأيام، يخبرنا التاريخ أيضا، بهجوم السفارة البريطانية، والأزمة السياسية الحادة بين الولايات المتحدة وإيران، على خلفية اقتحام سفارة واشنطن، واحتجاز 52 رهينة أمريكية، مع بداية ثورة الخميني عام 1979.
وما بين الأمس واليوم، يعود سجل الهجمات على البعثات الأجنبية في إيران، ليدون مقتل مسؤول جهاز الأمن في سفارة أذربيجان، في هجوم مسلح وصفته باكو بـ"الإرهابي".
ومع هجوم الجمعة، ونستعرض أبرز الهجمات التي طالت السفارات والبعثات الدبلوماسية في إيران، على مدار السنوات الماضي.
السفارة الأمريكية-1979
في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1979، قام طلاب إيرانيون موالون للإمام الخميني بمهاجمة السفارة الأمريكية في طهران.
وخلال ثلاث ساعات كان المقتحمون قد استولوا على السفارة الأمريكية بعد كسر أقفالها وأبوابها، وحجز 52 أمريكيا لمدة 444 يوما.
فترةٌ شهدت محاولات أمريكية للتفاوض على إطلاق سراح الرهائن المحتجزين، قبل أن تنفذ واشنطن عملية عسكرية في العام التالي، لكنها فشلت مع المحاولات السابقة وأسفرت عن مقتل ثمانية جنود أمريكيين، قبل أن يُسدل الستار على القضية بالتوقيع على اتفاق سنة 1981.
وبموجب ذلك الاتفاق، تم إطلاق سراح الرهائن، في حدث تزامن مع تولى الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان، السلطة.
السفارة السعودية- 1987
في ذلك العام، هاجمت مجموعات إيرانية مقر السفارة السعودية في طهران، وقامت باحتلالها واحتجزت دبلوماسييها بالداخل.
هجوم غوغائي لم يقف عند احتلال سفارة المملكة وقتها، فالمهاجمون اعتدوا على القنصل السعودي حينها، رضا عبدالمحسن النزهة، بل واعتقاله من قبل الحرس الثوري قبل أن يتم الإفراج عنه بعد مفاوضات بين البلدين.
السفارة البريطانية-2011
في الـ 29 من نوفمبر/تشرين الثاني 2011، تظاهر نحو 1000 شخص قرب السفارة البريطانية في طهران.
المظاهرة التي جاءت بعد قطع بريطانيا علاقاتها المالية مع إيران بسبب برنامجها النووي، كانت سلمية في بدايتها، لكن سرعان ما اقتحم المشاركون الذين يعتقد أنهم من "الباسيج" (قوات التعبئة العامة) فيها مبنى السفارة وأضرموا النار بعلم المملكة المتحدة.
هجومٌ قامت بريطانيا على إثره بطرد البعثة الدبلوماسية الإيرانية لديها، وإغلاق السفارة في لندن، قبل أن تعود العلاقات بين البلدين عام 2015، بعد توقيع الاتفاق النووي بين طهران والقوى الغربية.
البعثات السعودية-2016
في الثاني من يناير/كانون الثاني من ذلك العام، قام متظاهرون إيرانيون بالهجوم على السفارة السعودية في طهران، حيث تمكنوا من اقتحام المبنى وإحراق علم المملكة، وسرقة كل ما يحتويه المكان.
وبينما كان هؤلاء يعبثون في طهران، كان آخرون يبادلونهم نفس الفوضى في مدينة مشهد حيث قاموا بالاعتداء على القنصلية السعودية هناك، ونهبوا محتوياتها، في اعتداء لم يسلم منه الدبلوماسيون الذين تلقوا تهديدات بالقتل.
السفارة الأذربيجانية-2023
في السابع والعشرين من يناير/كانون الثاني 2023، كانت البعثات الدبلوماسية الأجنبية في إيران على موعد آخر من مسلسل الاعتداءات.
هجوم مسلح تعرضت له السفارة الأذرية في طهران، أودى بحياة رئيس جهاز الأمن بالسفارة، فيما أصيب حارسان.
وعلى إثر الحادث، أعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية إجلاءها موظفي سفارتها في طهران بسرعة، بعد الهجوم الذي وصفه الرئيس إلهام علييف بـ"الإرهاب"، مطالبا بالتحقيق في ملابساته.
وقالت وزارة الخارجية في أذربيجان، إن مسلح فتح النار على نقطة حراسة خارج السفارة، ببندقية من نوع "كلاشينكوف".