أعلنت السلطات الإيرانية توقيف 12 شخصا من أتباع الديانة البهائية المحظورة في البلاد، على خلفية شبهات بارتباطهم بإسرائيل، وفقا لفرانس برس.
وأوردت وكالة "إرنا" الرسمية، السبت، أن "مديرية الأمن العامة في محافظة مازندران (شمال) أعلنت تفكيك الخلية المركزية لتنظيم البهائية العميل للصهيونية في شمال البلاد"، مشيرة إلى "رصد واعتقال 12 عنصرا من تنظيم البهائية العميل للصهيونية في مدن مختلفة من المحافظة".
وأضافت "تم تدريب اثنين من قادة هذا التنظيم التجسسي في منظمة بيت العدل الصهيونية الموجودة في الأراضي المحتلة، وشكلوا خلية تجسس مع عناصر تنظيمهم في جميع أنحاء محافظة مازندران".
وفي حين أن إيران ذات الغالبية الشيعية، تكفل للعديد من الأقليات الدينية حرية ممارسة المعتقدات، حظرت الديانة البهائية وتعتبر أتباعها "مهرطقين"، وغالبا ما وجهت إليهم اتهامات بالارتباط بإسرائيل.
وكانت وزارة الأمن (الاستخبارات) الإيرانية أعلنت في الأول من أغسطس، توقيف عدد من أتباع الديانة البهائية بشبهة التجسس، من دون أن تحدد عددهم.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة تبنت في أواخر 2018، قرارا يدعو طهران إلى وقف "المضايقة" و"الترهيب" و"التوقيف الاعتباطي" لأتباع أقليات دينية والإفراج عن بهائيين قالت إنه تم توقيفهم لانتمائهم الديني.
وفي فبراير الماضي، اتهمت منظمة "الجامعة البهائية العالمية " (BIC)، النظام الإيراني بالسعي لزيادة ثروته من خلال مصادرة ممتلكات البهائيين.
وقالت ديان علائي، ممثلة المنظمة لدى الأمم المتحدة في جنيف، إن "استيلاء (لجنة تنفيذ أمر الإمام الخميني) على ممتلكات البهائيين، هو تطور جديد ومقلق للغاية بالنسبة للبهائيين الإيرانيين".
وأضافت "يوضح هذا التطور أن أعلى مستويات القيادة الإيرانية ينسقون اضطهاد البهائيين في إيران. وقيادة إيران تثري نفسها بينما تعمل على إفقار البهائيين وتشريدهم".
وقالت المنظمة إن "محكمة ثورية في محافظة سمنان أمرت بنقل ممتلكات ستة بهائيين إلى لجنة تنفيذ أمر الإمام. وقام مدير محافظة سمنان في اللجنة، حامد أحمدي، برفع الدعوى للحصول على أمر من المحكمة بالمصادرة".
وأشارت علائي إلى أن "الممتلكات المصادرة في محافظات سمنان، ومازندران، وكهكيلويه وبوير أحمد، قد تكون مجرد البداية. ويكمن الخطر في استمرار مصادرة المزيد من الممتلكات، بطريقة مجزأة، في محاولة لعدم لفت أنظار المجتمع الدولي".
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن خبراء بمجال حقوق الإنسان قولهم إن "البهائيين هم أكثر الأقليات الدينية غير المسلمة تعرضا للاضطهاد في إيران".
وذكرت الصحيفة، نقلا عن المنظمة، أن "إيران أعدمت أكثر من 200 بهائي منذ الثورة الإسلامية عام 1979"، وأن اللجنة "تسيطر على أصول واسعة في جميع أنحاء إيران".
وتعود جذور هذه الديانة إلى القرن التاسع عشر في إيران، وهي تدعو إلى الوحدة بين كل الشعوب والمساواة. ويؤمن أتباعها بتعاليم بهاء الله المولود في إيران عام 1817، ويعتبرونه أحد أنبياء الله وآخرهم، ويعد أتباعها بالملايين في العالم، ويقدر عددهم في إيران بنحو 300 ألف، وفقا لفرانس برس.