Skip to main content

الأرض تستعد ببطء لجنازتها

عصر جليدي
AvaToday caption
يجمع علماء الفلك والنجوم على أن الشمس سوف تفقد طاقتها في وقت ما، غير أنه وقبل أن تلقى مصيرها المحتوم، سوف تبلغ عند حد معين درجة من التوهج وارتفاع درجات الحرارة، بشكل يؤدي إلى هلاك كوكب الأرض وعدم صلاحيته للعيش الآدمي
posted onApril 2, 2022
nocomment

في الحادي والعشرين من مارس (آذار) الماضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن العالم يمضي نحو الكارثة المناخية "مغمض العينين"، معرباً عن أسفه من استمرار الاقتصادات الكبرى برفع انبعاثاتها من غازات الدفيئة على الرغم من الوضع البيئي المتأزم.

تصريحات غوتيريش التي جاءت ضمن فعاليات مؤتمر النمو المستدام، والذي تنظمه "ذي إيكونوميست" في لندن كل عام، تستدعي الربط مع تحذيرات صدرت أخيراً عن وكالة الفضاء والطيران الأميركية "ناسا"، عن شيء مخيف ومرعب يحدث في الغلاف الجوي للأرض، ويمكنه أن يتسبب في فناء البشرية وهلاك الكوكب الأزرق، مرة وإلى غير رجعة.

والشاهد أن قضية نهاية الوجود البشري على الأرض، ارتبطت بعديد من السيناريوهات، منها ما هو موصول بأعمال الإنسان نفسه كما في حال التغيرات المناخية، وبعضها الآخر خارج إرادة الخليقة كما الحال مع فكرة اصطدام النيازك والكويكبات بالأرض، والمثير للهلع في هذا الطرح الأخير، هو أن علامة الاستفهام لم تعد: هل سيصطدم بعضها مع الأرض، بل أضحت متى سيحدث ذلك؟

وفي كل الأحوال فإن فكرة نهاية العالم قد شاغبت الحضارات القديمة، وكذا الأديان السماوية، وحتى الشرائع الوضعية. ويقول علماء الاجتماع، إن الإنسان سيبقى شغوفاً بكل ما يتعلق بوجوده على الأرض طالما بقي على قيد الحياة، وقلقه دوماً من النهايات، على الرغم من يقينه بأن حياته ليست سوى رحلة عابرة في بحر الزمن اللانهائي.

ماذا عن أهم وأخطر السيناريوهات التي تتهدد البشرية، ويمكنها أن تذهب بالكوكب ومن عليه، وهل جميعها حقيقية، أم أن هناك من يهول من وجودها؟

ثم خُذ إليك المخاوف التي طرأت أخيراً على العالم، لا سيما بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، والحديث الذي تكرر مرات عدة الشهرين الماضيين، عن احتمالية استخدام الأسلحة النووية، وهو أحد سيناريوهات فناء البشرية بشكل يبدأ من الجزئي ويصل إلى الكامل والشامل.

في هذه السطور نحاول مناقشة بعض من ركائز هذا الطرح الإنسانوي المثير للتفكر والتدبر، وتبيان مساحة الحقائق، وتخليصها من شوائب الأوهام.

أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، أصدرت وكالة "ناسا" تقريراً جاء فيه أن هناك ظاهرة مخيفة، بل مرعبة تحدث في الغلاف الجوي للكرة الأرضية، هذه الظاهرة تم رصدها من خلال الأقمار الصناعية التابعة لها، وحال مُضيها قدماً على هذا النحو، فإن ذلك يعني وببساطة شديدة نهاية كوكب الأرض، إذا لم يتم تدارك الأمر سريعاً.

واقع الحال أنها اكتشفت أن الغلاف الجوي لكوكب الأرض يتقلص بمعدل نحو 500 إلى 650 قدماً سنوياً على مدار الـ30 عاماً الماضية، حول ما يعرف باسم "ميزوسفير"، وهي الطبقة الثالثة التي تغطي سماء الكوكب، وتُعد أبرد طبقات الكرة الأرضية.

ولتبسيط المشهد نقول، إن طبقة "الميزوسفير" تمتد ما بين 30 و50 ميلاً فوق سطح الكوكب، ومهمتها أن تحمي الأرض من الشهب والنيازك ومخاطر الفضاء الخارجي، ويساعد تمددها على حماية البشر.

العلامة الثانية التي تشير إليها "ناسا"، مرتبطة بتمدد الغلاف السفلي للأرض، حيث كشفت قياسات منطاد الطقس، التي تم إجراؤها في نصف الكرة الشمالي، على مدار الأربعين عاماً الماضية، أن طبقة التروبوسفير تتوسع صعوداً بمعدل 50 متراً لكل عقد زمني، وهذه علامة لا لبس فيها على تغيير بنية الغلاف بسبب الغازات الدفيئة الناتجة عن الاحتباس الحراري.

هل كان غوتيريش على حق حين حذر من أن مصير الأرض يقترب، وأن البشرية لا تكاد ترى مستقبلها من شدة الضباب الذي يلف الأرض، وعليه يمكن أن تكون نهايات الكوكب قريبة بالفعل؟

قبل نحو عام سرى في الأفق حديث آخر أكثر إثارة ويتهدد كوكبنا العامر، فقد تحدث العلماء عن بدايات برودة تعم نواة الأرض، حيث يعد جوهر الأرض القلب الخفي لكوكبنا، والمفتاح السري للمحافطة على الحياة... ما هي القصة؟

باختصار غير مُخل، يعرف هذا القلب بأنه حركة تكتونية لصفيحة القيادة، ويوفر حماية من إشعاع الشمس الوحشي بلا هوادة، ويتطلب الأمر قدراً هائلاً من الطاقة لدفع حركة الصفائح التكتونية لكوكبنا، وتشغيل مجالها المغناطيسي الهائل، وتستمد الطاقة من لب الأرض.

قصة نواة الأرض عجيبة وغريبة، لا سيما إذا أدركنا كيف أن درجة حرارة باطن الأرض تصل إلى ما فوق العشرة آلاف درجة مئوية، ما يجعل منها أكثر سخونة من سطح الشمس.

هذه السخونة الهائلة تخلق مجالاً مغناطيسياً هائلاً للأرض، بعيداً في الفضاء، حيث يبقي الجسيمات المشحونة بعيداً قبل أن تجرفها الرياح الشمسية، وتخلق هذه الحقول المغناطيسية حاجزاً لا يمكن اختراقه في الفضاء يمنع الإلكترونات الأسرع والأكثر نشاطاً من ضرب الحياة على الأرض.

وعلى الرغم من أن تقديرات التبريد المتسارع للب الأرض تتضمن عشرات المليارات من السنين، فإن الفكرة عينها ترتبط ارتباطاً جذرياً بمدى قدرة كويكبات أو نيازك باختراق غلاف الأرض الخارجي، وهو واحد من أخطر السيناريوهات التي تتهدد الأرض بالفعل.

ولأن الإنسانية منذ بداياتها، ارتبط وجودها بالنيرين الأعظمين، الشمس لضياء النهار، والقمر لضياء الليل، فقد تكون الشمس بدورها أحد مسببات نهاية الوجود البشري على كوكب الأرض.

يجمع علماء الفلك والنجوم على أن الشمس سوف تفقد طاقتها في وقت ما، غير أنه وقبل أن تلقى مصيرها المحتوم، سوف تبلغ عند حد معين درجة من التوهج وارتفاع درجات الحرارة، بشكل يؤدي إلى هلاك كوكب الأرض وعدم صلاحيته للعيش الآدمي.

القصة من منظور علمي تمضي على النحو التالي: حين ترتفع درجة حرارة قلب الشمس، سيؤدي ذلك إلى ارتفاع حرارة الغلاف الجوي، ما سيقود إلى تعطل عمل ثاني أكسيد الكربون، الأمر الذي سيجعل النباتات غير قادرة على إنتاج الأوكسجين، والعهدة هنا على الدراسة التي أجرتها وكالة "ناسا" الأميركية، ونشرتها مجلة "نايتشر جيوسياينس" في مارس (آذار) من عام 2021.

وتشير الدراسة إلى أنه مع غياب الحياة النباتية، سيختفي الأوكسجين الذي يحتاج إليه الإنسان والحيوانات للتنفس، وسيكون اختفاؤه نتيجة حتمية لزيادة الوهج الشمسي.

حديث "ناسا" أكدته قراءة علمية أخرى، نشرها موقع "ساينس تايمز"، وفيها أنه مع تقدم نظامنا الشمسي في العمر، ستزداد الشمس سخونة، وسيؤدي زيادة إنتاج الطاقة الشمسية إلى تدفئة الغلاف الجوي للأرض، وانخفاض مستويات ثاني أكسيد الكربون، وسوف يؤدي ذلك إلى انقراض كل أشكال الحياة، ومعظم الأنظمة البيئية بشكل عام، ولن يكون أمام البشر سوى الاختفاء تدريجياً من على سطح الأرض، وصولاً إلى الانقراض عند نقطة زمنية بعينها، أو أن يتطوروا إلى كائنات لا تحتاج إلى الأوكسجين، وهذا أمر بعيد التوقع.

ولعله من بين السيناريوهات التي باتت مطروحة بقوة، وضمن الأسباب المحتملة لفناء الجنس البشري، ونهاية كوكب الأرض، يطفو على سطح الأحداث سيناريو انتشار وباء تعجز البشرية عن إيجاد الأمصال اللازمة لمواجهته.

جاءت جائحة "كوفيد-19" قبل عامين لتدق جرس الإنذار لاحتمال تعرض البشرية لموجة من الهجمات الفيروسية غير المعروفة، وللقارئ أن يتخيل كم كانت ستضحى ملايين الضحايا لو لم توجد الأمصال بشكل سريع، وقبل أن تشابه الأنفلونزا الإسبانية في أوائل القرن التاسع عشر، تلك التي قضت على نحو مئة مليون نسمة، في وقت لم تكن الخليقة فيه برمتها تتجاوز ملياري نسمة، من شمال الأرض إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها.

ولعل الفيروسات الفتاكة قد تجد طريقها إلى الكوكب الأزرق من خارجه، وهو سيناريو لا يزال مطروحاً، لا سيما إذا كانت هناك مواجهات مع كائنات فضائية أخرى، أو جرى كما في أفلام الخيال العلمي، أن تصطحب بعض الرحلات الفضائية البشرية معها من خارج كوكب الأرض، وعن غير قصد، بكتيريا ضارة لا يمكن التعامل معها في ضوء حدود العلم البشري المتاح.

حديث الجائحة وضعه علماء من معهد مستقبل الإنسانية والتحديات العالمية بجامعة أوكسفورد، ضمن أثني عشر سيناريو محتملا قد ينهي الحضارة الإنسانية.

يتساءل هولاء العلماء: ماذا لو ضرب فيروس مثل الإنفلونزا الآسيوية الأرض مرة أخرى في حاضرات أيامنا؟

هنا يتوجب علينا الإشارة إلى أن العالم قبل مئة عام، وحين انتشر ذلك الوباء، لم يكن متصلاً اتصالاً جغرافياً، كما هو اليوم، بمعنى أن سرعة انتشار الوباء وقتها كانت بطيئة بسبب عدم سهولة ويسر الانتقالات التي كانت حكراً على السفر بالسفن عبر البحار والمحيطات، الأمر الذي كان يقلل من سرعة انتشار أي فيروس حول الكرة الأرضية.

اليوم، يبدو المشهد مختلفاً اختلافاً جذرياً، ذلك أن البشرية تكاد تلامس أطراف بعضها البعض، وقد أضحت بالفعل كتلة واحدة، ما يضاعف من خطر انتشار الأوبئة، وظهور أوبئة جديدة لم تدرس سابقاً.

على أن حديث الفيروسات والبكتيريا لا يتوقف عند حدود ما يمكن للطبيعة أن تصدره للبشرية، ذلك أن هناك باباً آخر للمهالك بدا وكأنه انفتح أخيراً، وما يدور حول مختبرات بيولوجية لتصدير الموت، وجدت على الأراضي الأوكرانية، أمر مرعب حقاً.

هنا قد يكون الإنسان مصدر الخطر بحد ذاته، عبر تطوير فيروسات مختبرية، وإن ينسَ المرء، فإنه لا ينسى الحديث عن فيروس "كوفيد-19"، والذي لا يزال السؤال بشأنه دائراً وحائراً، وهل هو فيروس طبيعي، أم أنه مخلق في المعامل.

هنا ربما يتوجب علينا أن نتذكر، أنه في عام 2011 أعلن عن تطوير نوع جديد من إنفلونزا الطيور مختبرياً، ويمكن انتشاره في الهواء وعبر جميع أنواع الحيوانات، ومجرد خروجه من المخبر قد يشكل كارثة عالمية.

أظهرت المواجهات العسكرية الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا، وما جرى وراءها من تحشيد للقوات العسكرية، ما بين الولايات المتحدة الأميركية وأوربا من جهة، وروسيا والصين من جهة ثانية، أن قضية التعاون الدولي للقضاء على أسباب ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، لا تأتي في مقدمة الاهتمامات الأممية.

حين عُقدت قمة غلاسكو للمناخ قبل بضعة أشهر، خيل للناظر أن هناك بالفعل توجه لاستنقاذ كوكب الأرض، غير أن هذا الأمل كان في حقيقة الأمر سراباً، ذلك أنه وفي اليوم الثالث للقمة كانت الصين ترفع نسبة استهلاكها من الفحم إلى الربع، ما يعني أن كل الجهود التي بُذلت لقرع ناقوس الخطر الإيكولوجي قد ذهبت هباءً.

بتاريخ 16 أغسطس (آب) 2021 نشرت مجلة "نايتشر" العلمية المتخصصة دراسة بقلم الباحث جيف توليفسون، أشار فيها تقرير صادر عن الأمم المتحدة شارك فيه نحو 200 باحث، واستغرق إعداده عدة سنوات، وقد تم مشاركته في قمة غلاسكو، حيث نجد أرقاماً تشير إلى أن درجة حرارة سطح الأرض قد ارتفعت بمقدار 1.1 درجة مئوية، مقارنة بمتوسط درجات الحرارة بين عامي 1850 و1900، وهو معدل ارتفاع لم تشهده الأرض منذ 125 ألف سنة، أي منذ الفترة التي سبقت العصر الجليدي الحديث.

التقرير يفيد بأن تأثير الاحترار العالمي على المساحات التي تتكيف ببطء مع ارتفاع درجات الحرارة، مثل الأنهار الجليدية، والصفائح الجليدية، والمحيطات، سوف يستمر وسوف نظل نلمس آثاره لعدة قرون، بل لعدة ألفيات، فمن المتوقع أن ترتفع مستويات البحار حول العالم بمقدار يتراوح بين مترين وثلاثة أمتار خلال الألفي عام المقبلة، حتى ولو تمكنا من الحفاظ على معدل الاحترار عند 1.5 درجة مئوية، على أن يصل هذا الارتفاع إلى 6 أمتار في حالة وصول معدل الاحترار إلى درجتين مئويتين، وهو ما سوف يغير طبيعة السواحل برمتها، والتي يسكنها في الوقت الحالي مئات الملايين من البشر، وقد تكون هذه بداية الطوفان الأكبر الذي يتوقعه البعض للمرة الثانية في تاريخ كوكب الأرض.

لا تخلو التقارير العلمية في العقدين الأخيرين، وبصورة شبه يومية، من الحديث عن احتمال اصطدام كويكب أو نيزك، بسطح الكرة الأرضية، وربما بات السؤال كما أسلفنا هو: متى ستحدث القارعة، وليس هل ستحدث؟

هل تعرضت الأرض لحدث مشابه غير وجهها من قبل، ما يعني إمكانية أن يتكرر مرة أخرى في العقود أو القرون المقبلة؟

هذا ما حدث بالفعل، فقبل 66 مليون سنة، وبحسب دراسة منشورة في مجلة "نايتشر ساينتفيك ريبورتس" في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2016، أجراها باحثان من جامعة توهوكو اليابانية، ضرب نيزك سمي "تشكسيولب" كوكب الأرض، وقد كان قُطره 9 كيلو مترات، وقدر له أن يهبط فوق جزيرة "يوكاتان" المكسيكية، ما أحدث فتحة عرضها 180 كيلو متراً، وعمقها 20 كيلو متراً، وأدى إلى انقراض إعداد كبيرة من الكائنات، وعلى رأسها الديناصورات.

في سبتمبر (أيلول) الماضي حذرت وكالة الفضاء "ناسا" من أنه من المتوقع أن يصطدم كويكب ضخم، بحجم ساعة "بيغ بن" الشهيرة، يسافر بسرعة لا تصدق تقدر بـ50 ألف ميل في الساعة، بمدار الأرض.

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي حذرت وزارة الطوارئ الروسية من أن كويكباً قُطره بين 187 و427 قدماً على مسافة قريبة جداً من الأرض قدرت بنحو 70 ألف كيلو متراً، أي أقرب من القمر إلى كوكبنا.

تحدث البروفيسور مايكل براون، من كلية الفيزياء وعالم الفلك بجامعة موناش الأسترالية عن ذلك الحدث، واصفاً الكويكب بأنه "قريب بشكل مدهش"، ووفقاً للخبراء فإن اصطدم هذا الكويكب بالأرض سوف يُحدِث انفجاراً مشابهاً لانفجار نووي.

أما البروفيسور آلان دوفي، عالم الفلك بجامعة سوينبرن الأسترالية، فيخشى بدوره من أن يصل حجم الدمار الذي سيخلفه هذا الكويكب إلى "أكثر من 30 ضعف حجم دمار انفجار القنبلة الذرية في هيروشيما اليابانية".

وما بين هذا الكويكب وذاك، يبقى الغموض فيما يخص كوكب نييبرو قائماً، وهو الجرم الذي قيل إنه يقترب من المجموعة الشمسية، وقد حدده العلماء قبل بضعة عقود، من خلال رصد دفقات كهرومغناطيسية غير اعتيادية من مصدر غامض في كوكبة القوس.

المثير في شأن هذا الجرم أن رصده قد جرى بشكل مشترك ما بين وكالتي الفضاء الأميركية والروسية، ما يعني أنهما اتفقتا على وجود تهديد حقيقي كفيل بإنهاء الحياة على كوكب الأرض، لا سيما أنه كروي، يساوي أربعة أضعاف حجم الكرة الأرضية.

وعلى الرغم من الإنكار الذي جرى بعد ذلك، فإن الكثيرين يعتقدون أن هناك معلومات لم يصرح بنشرها عن هذا الجرم وحقيقته، وموعد وصوله للأرض، وأن العلماء في أميركا وروسيا، يتكتمون شيئاً خطيراً، ولو صرحوا به لعمت الفوضى الكرة الأرضية.

وفي كل الأحوال ربما لهذا تسارع الدول الكبرى لنقل برامجها التحذيرية إلى الفضاء، وليس سراً أن هناك برامج صاروخية تعد لملاقاة تلك الكويكبات ومحاولة تفجيرها قبل الوصول إلى الأرض، ما يعني أن ما كان مجرد صور هوليوودية على الشاشة الفضية، قد بات حقائق واقعية في الزمن المعاصر.

الثابت أننا لسنا الجيل البشري الوحيد الذي شغلته مسألة نهاية العالم، وبخاصة في ظل روايات سابقة عند أصحاب الأديان التوحيدية كاليهودية والمسيحية والإسلام، روايات تضمنتها علوم فقهية ولاهوتية قائمة بذاتها، من فقه ولاهوت، وكذا نجد أموراً مشابهة عند أصحاب المذاهب الوضعية.

هل السبب هو أن الأرض تعرضت لفناءات سابقة كما في قصة الطوفان المشتركة عند الإبراهميين، وهي عينها ملحمة غلغامش عند السومريين؟

ربما يكون ذلك كذلك، ولهذا أسهمت السينما العالمية في تعزيز القلق المعرفي لبني البشر، إن جاز التعبير، من خلال سلسلة من الأفلام الأبوكاليبسية، وهي كلمة يونانية تعني رفع الغطاء أي الاقتراب من الحقائق الغامضة التي تخص مصير البشر وكذا مصير كوكب الأرض.

والمؤكد أن هناك سيناريوهات أخرى متعلقة بمستقبل البشر على الأرض، بعضها لم نأتِ عليه في هذه القراءة، ومنها حال تواصل كائنات فضائية من خارج الكوكب مع الجنس البشري، وهل يمكن أن ينشأ بينهما نوع من التعاون، أم سيكون الصدام والفناء أمراً واجب الوجود كما تقول جماعة الفلاسفة؟