Skip to main content

مخالب إيران في الشرق الأوسط والعين على القوقاز

إيران
AvaToday caption
تزداد المشكلة أكثر أمام طهران؛ فبالإضافة إلى التواصل مع تركيا، بدأت أذربيجان العمل مع إسرائيل، وتعلم إيران أنه حال مواجهة الأخيرة، فسيتم سحقها برا وجوا وفي الفضاء الإلكتروني؛ فضلا عن مخاوفها من تدريب القوات الأذرية على أيدي الجيش الإسرائيلي
posted onOctober 22, 2021
nocomment

مخالب امتدت إلى ما وراء الحدود لتزعزع استقرار الشرق الأوسط قبل أن تتجه شمالا إلى منطقة القوقاز ومنها إلى أوروبا الشرقية.

عقيد أمريكي متقاعد يرى أن إيران التي زرعت زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، كانت تدفع نفسها شمالا إلى القوقاز التي تمثل جسرا بريا يربط طهران بأوروبا الشرقية.

وفي مقال له منشور عبر موقع "تاون هول" الأمريكي، قال العقيد المتقاعد ويس مارتن، الذي خدم كضابط أول بمكافحة الإرهاب لجميع قوات التحالف الدولي في العراق، إن رجال الدين المتطرفين الذين يحكمون إيران وسعوا نطاق حكمهم الإرهابي عبر العراق وسوريا ولبنان، غير راضين بالاكتفاء بتدمير البلد الذي يسيطرون عليه.

وأضاف أن إيران، بصفتها الدولة رقم واحد في تصدير الإرهاب الدولي، مكنت حرسها الثوري، ووزارة الاستخبارات والأمن الوطني، وفيلق القدس، من ارتكاب أعمال إرهابية في شتى أنحاء العالم.

وكما تدخلت إيران في الحرب الأهلية باليمن، تدخلت أيضًا في النزاع في القوفاز على إقليم ناغورني قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا، بحسب مارتن، الذي أشار إلى أن البلدين على ما يبدو تعملان أخيرا على حلول دبلوماسية لخلافاتهما.

ووفق مارتن، فإن خسارة حرب بالوكالة وتطلع الخصمان للتعاون بالمستقبل لم يجد أصداء جيدة لدى إيران؛ إذ إن انتصار أذربيجان في قره باغ يقضي على طريق وصول طهران المجاني إلى شحنات الوقود والأسلحة إلى أرمينيا، حيث تخضع الشحنات الآن للضرائب والتفتيش في أذربيجان.

ولفت العقيد الأمريكي إلى أن إيران لديها عدد كبير جدا من السكان الأذريين الذين يبلغ عددهم نحو 15 مليون نسمة، أي ضعف عدد سكان أذربيجان نفسها، موضحا أن السلطات في طهران لطالما كانت تنظر بحذر شديد إلى هذه الأقلية العرقية.

الحكومة الإيرانية سبق أن ارتبكت بشدة بسبب احتجاجات الحركة الخضراء عام 2009، والاحتجاجات الداخلية التي جرت في عامي 2011 و2012؛ إذ كان مركز هذه الاحتجاجات هو المناطق العرقية الأذرية في الشمال الإيراني.

وتزداد المشكلة أكثر أمام طهران؛ فبالإضافة إلى التواصل مع تركيا، بدأت أذربيجان العمل مع إسرائيل، وتعلم إيران أنه حال مواجهة الأخيرة، فسيتم سحقها برا وجوا وفي الفضاء الإلكتروني؛ فضلا عن مخاوفها من تدريب القوات الأذرية على أيدي الجيش الإسرائيلي.

وقال مارتن إن الحرس الثوري يعتمد على الوحشية والهجمات الإرهابية في تحقيق أهدافه؛ بسبب افتقاره للعمق في الذكاء القتالي والأسلحة المتفوقة والقوات المدربة تدريبا جيدا، لافتا إلى أن هذا بالضبط ما درب الحرس الثوري مليشيات حزب الله على فعله في سوريا ولبنان.

والآن داخل المعسكرات الإيرانية، يدرب الحرس الثوري الشباب الأذري ممن باتوا عرضة للأفكار المتطرفة بالفعل، ليصبحوا حزب الله آخر، بحسب مارتن.

ورأى العقيد المتقاعد أنه ليس من المستغرب أن تقوم إيران بتعبئة جيشها لزعزعة الرأي العام في أذربيجان، مشيرا إلى أن الدعاة الموالين لها يتهمون باكو بخيانة القيم الشيعية والانحراف عن الأسس التي يحددها المرشد علي خامنئي.

ولفت إلى أن إيران تعارض أيضا فتح ممر زانجيزور عبر أرمينيا، والذي سيربط الصين ودول آسيا الوسطى، وأذربيجان مع أوروبا عبر تركيا، إذ تعتقد طهران أن هذا قد يهمشها، مشيرًا إلى أن مناورات إيران اليائسة تحمل بصمة دولة تعتقد أن الخيارات تنفد من أمامها.

 وأكد العقيد الأمريكي المتقاعد أن السبيل الوحيد أمام إيران للخروج من مأزقها الحالي هو التوقف عن ممارسة الألاعيب السامة والتعاون مع المجتمع الدولي، بداية من التخلي عن جميع جوانب برنامجها النووي.