ناقش الصَّحفي بورزو دراجي في تقرير نشرته صحيفة (الإندبندنت) البريطانية، السيناريو المتوقع لما بعد انهيار النظام الإيراني، إثر العقوبات الأمريكية المفروضة عليه، فيما طرح سؤالًا على باحثين وخبراء: هل هناك خطة فعليَّة لدى الولايات المتحدة في حال نجاح عقوباتها، التي وصفها بـ"الصارمة" ضد إيران؟
يقول دراجي "قد تحملُ أروقة مبنى المخابرات المركزية في فيرجينيا أو ربما وكالة استخبارات الدفاع في البنتاغون أوراقًا تدرسُ وقوع تغييرٍ للنظام في إيران بصورةٍ واسعة وكارثية، وربما تدورُ تكهناتٌ حول الكيفية التي سينهار بها نظام الملالي بين جماعات إيران العرقية والأيدولوجية وطبقات مجتمعها، وما سيَجرُّ ذلك من عواقبٍ على أسواق المال، وأسعار النِّفط، وتدفق اللاجئين من الشرق الأوسط، إلى جانب تأثيره على موازين القوى في أوراسيا، وقد تتضمّن هذه الأوراق توجيهات حكيمة، كتبها محللون كبار بشأن ما يجب أن تقوم به الولايات المتحدة في كل سيناريو".
ويُشير إلى احتمالية أنه لا وجود لهذه الأوراق، إذ قال علي واعظ، الباحث في الشأن الإيراني في مجموعة الأزمات الدولية: "سألتُ العديد في الإدارة، ومن الواضح جدًّا أنهم لا يملكون أدنى فكرة".
وبالرغم من تصعيد الولايات المتحدة للتوترات مع إيران إلى مستوى غير مسبوقٍ، وفرضها عقوبات عليها، وضغطها على الدول الأخرى حتى تعاملها بوصفها دولة منبوذة، فإنه لا يبدو أن هناك خطة فعليَّة متاحة لما يجب على الولايات المتحدة القيام به في حال انهيار النظام الإيراني الذي تحتقره بشدّة.
ويلفت إلى ما ذكره أحد المختصين في أمن الشرق الأوسط (وقد طلب عدم الإفصاح عن اسمه؛ لأنه مطِّلع على معلومات حساسة) قائلًا "في حال وجود أوراقٍ في هذا الصدد، فإنها ستكون في وكالة استخبارات".
وأضاف "إنّ مجتمع الاستخبارات مهتمٌ بهذا الموضوع، وهذه الأمور هي التي يجب عليهم أن يقلقوا بشأنها".
ويشير إلى أن الإندبندنت تواصلت مع ما يقرب من اثني عشر من كبار المسؤولين السابقين في مجال الأمن والاستخبارات، غير أنهم لم يُشيروا إلى وجود هذه الأوراق، وقالوا "إنه حتى في حال كانوا مُطّلعين عليها، فلن يستطيعوا مناقشتها علنًا، وأن نتائجها ستُمحَّص على يد خبراء وباحثين مستقلين".
ويبيّن أن مسؤولي الأمن السابقين الذين تحدثت إليهم صحيفة الإندبندنت طرحوا سيناريوهاتٍ وردية لما بعد تغيير النظام في إيران، غير أن سجل المنطقة لا يعرف سوى السواد، ويستبعد كاتب التقرير انتقالًا سلسًا في إيران، إذ قال مسؤولون أمنيون أمريكيون وغربيون سابقون "إنَّ قادة إيران الحاليين أثبتوا استعدادهم وبراعتهم في نشر العنف، وعلى الأرجح سيحاولون منع وقوع هذا السيناريو".
وقال مسؤول أمني غربي سابق "إنهم يدركون أن الفشل في استخدام القوة قد يؤدي إلى عواقب غير مقصودةٍ، ويشهد تاريخهم بأنهم على استعدادٍ لاستخدام القوة".
مضيفًا "أنهم لا يترددون في استخدام القوة الفتّاكة ضد المدنيين".
ويرى خبراء وباحثون في الشأن الإيراني أن المؤيدين المتطرفين للنظام الإيراني قد يشكِّلون 15% من الشعب الإيراني، البالغ عدده 82 مليون نسمة، وفي حال حمل شخص واحد من أصل 20 من المؤيدين المتطرفين للنظام السلاح؛ فقد يشكّلون جماعةً من 600 ألف رجل في ميليشيات "الباسيج أو أنصار "حزب الله" أو "الحرس الثوري" الإيراني أو حتى "الجيش النظامي" وسيكونون على استعداد للموت والقتال من أجل نظام ولاية الفقيه لسنوات، بعد أن يُهدَّد النظام تهديدًا عنيفًا.