Skip to main content

حديث ظريف يكشف مدى الإنقسام الداخلي في إيران

ظريف
AvaToday caption
لدى إيران جيش نظامي، لكن الحرس الثوري الإسلامي أقوى منه بكثير، فهو على سبيل المثال ليس مجرد حارس لإيران بل لديه إمبراطورية اقتصادية من الشركات التي تملك مصالح في قطاعات من البنوك إلى البناء والتصنيع
posted onFebruary 27, 2021
nocomment

"تناقض واضح" في تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حول الهجمات ضد مصالح أميركية في العراق، إذ دعا بغداد لكشف الجهات التي تقف خلفها، في خطوة عدها مراقبون مؤشرا على الصراع المستمر داخل أجنحة الحكم في طهران، وانعكاسا للتناقض بين أقوال إيران وأفعالها.

تصريحات ظريف جاءت خلال لقائه، السبت، بنظيره العراقي فؤاد حسين في طهران، حيث وصف الهجمات الأخيرة في العراق بأنها "مشبوهة"، على الرغم من أن جميع المؤشرات تتحدث عن وقوف جماعات مرتبطة بإيران وراءها.

لم يكتف الوزير الإيراني بذلك، بل دعا الحكومة العراقية أيضا إلى "العثور على مسببي هذه الحوادث"، التي حملت واشنطن رسميا مسؤوليتها لإيران وأذرعها في العراق.

بالمقابل لم يتطرق أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني خلال لقائه مع الوزير العراقي لموضوع الهجمات الصاروخية ضد المصالح غربية، واكتفى بإدانة الغارة الجوية الأميركية على منطقة إلبوكمال، قائلا إنها استهدفت "قوات المقاومة".

واستهدف غارة جوية أميركية ليل الخميس الجمعة بنى تحتية لفصائل عراقية، بينها كتائب حزب الله، المدعومة من إيران، وجاء القصف بعد سلسلة استهدافات صاروخية في العراق لمصالح غربية منها السفارة الأميركية وقاعدة عسكرية في أربيل.

ولا يستغرب الكاتب المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والخليج حسين عبد الحسين هذا "التناقض الطبيعي والواضح" في المواقف الإيرانية سواء تجاه ما يجري في العراق أو المنطقة بشكل عام.

ويقول عبد الحسين إن "هناك تباينا ملحوظا منذ زمن بعيد بين تصريحات الإيرانيين من جهة وأفعالهم على الارض من جهة ثانية".

ويضيف أن "أي شيء تقوله الخارجية الإيرانية أو الرئيس حسن روحاني نادرا ما يتم تنفيذه على الأرض"، مشيرا إلى أن "ظريف هو مجرد متحدث وليس وزير خارجية يمتلك سيادة أو قرارا مستقلا".

ويصف عبد الحسين موقف ظريف بأنه "للاستهلاك الإعلامي"، لافتا إلى أن "الموقف الحقيقي لإيران يصدر من خامنئي، الذي يختلف تماما ولايعير أية أهمية للمعاهدات الدولية أو العلاقات الثنائية".

ويرى الكاتب اللبناني، المقيم في واشنطن، أن موقف خامنئي والجهات المتشددة والمحافظة في إيران واضح جدا، فهم يرددون دائما أن طهران تسيطر على أربعة عواصم عربية هي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت ولايحترمون أي حدود".

ويمنح نظام الحكم في إيران، الذي يجمع بين الدولة الدينية والنظام الجمهوري، سلطة حاسمة في أيدي المؤسسة الدينية المحافظة.

ويمتلك المرشد الأعلى في إيران نفوذا كبيرا وسلطة دستورية على مؤسسات الحكم التنفيذية والتشريعية والقضائية بالإضافة إلى الجيش ووسائل الإعلام.

ولدى إيران جيش نظامي، لكن الحرس الثوري الإسلامي أقوى منه بكثير، فهو على سبيل المثال ليس مجرد حارس لإيران بل لديه إمبراطورية اقتصادية من الشركات التي تملك مصالح في قطاعات من البنوك إلى البناء والتصنيع.

ويقول الباحث والمحلل السياسي العراقي أحمد الياسري إن "التناقض في المواقف الإيرانية تجاه العراق أمر طبيعي، لأن الإرداة الداخلية بشان الملف العراقي منقسمة داخل ايران".

ويضيف في حديث صحفي أن هذا الملف يدار حاليا من قبل الحرس الثوري، وهؤلاء يرون أن الأولوية ليست للمصالح الثنائية الاستراتيجية وإنما للفصائل الثورية التي تتبع نهجهم".

ويؤكد أن "الخارجية الإيرانية لديها خطاب مختلف بعض الشيء"، مبينا أن هذا الاختلاف بات جزءا من تركيبة النظام الإيراني منذ عدة سنوات".

وتدعم طهران عدة فصائل مسلحة داخل العراق، من أبرزها ميليشيا كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وحركة النجباء.

واستخدمت إيران هذه الفصائل لتعزيز نفوذها في العراق تارة، والقتال إلى جانب نظام بشار الأسد في سوريا تارة أخرى.

وخلال الأشهر الأخيرة صعدت هذه الجماعات هجماتها ضد السفارة الأميركية في بغداد، وقواعد عسكرية عراقية تضم جنودا للتحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم داعش.

وقتل متعاقد مدني أجنبي وجرح خمسة آخرون بالإضافة إلى جندي أميركي في هجوم صاروخي استهدف قاعدة جوية في كردستان العراق في 15 من هذا الشهر.

وتبنت مجموعة تسمي نفسها "سرايا أولياء الدم" الهجوم الصاروخي على أربيل، لكن مصادر استخبارية عراقية أكدت أن ميليشيا كتائب حزب الله هي من أشرفت على الهجوم.

والعام الماضي ظهر نحو عشر مجموعات كتلك التي تبنت إطلاق صواريخ، لكن مسؤولين عراقيين وأميركيين أكدوا أن تلك المجموعات "واجهة" لفصائل مسلحة موالية لإيران على غرار "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق".