Skip to main content

سلطات إيران تطارد المعارضين في قبورهم

رجل الدين صادق خلخالي
AvaToday caption
بدعم من مؤسس الجمهورية الإسلامية الخميني، قرر خلخالي هدم ضريح كورش الكبير، أحد أعظم ملوك الفرس، في باسارجادي جنوب إيران، لكنه تراجع على وقع الاحتجاجات الشعبية.
posted onJanuary 1, 2021
nocomment

تنامت ظاهرة ثقافة "خطف جثث الموتى" وتدمير القبور بعد صعود رجال الدين لسدة الحكم في إيران عام 1979، ولم يسلم ذلك المعارضون أو أفراد الأقليات الدينية وحتى الشعراء والمثقفين.

وكشف تقرير موسع نشره راديو "فاردا" الإيراني المعارض ومقره براغ حجم المضايقات و"الحرب النفسية" التي تمارسها السلطات الإيرانية بحق منتقديها وعائلاتهم، لكن مع ذلك وكلما زادت عمليات تخريب وهدم القبور ترتفع الأصوات المعارضة للنظام وأفعاله في داخل إيران.

يقول التقرير إن تدمير القبور بدأ في إيران مباشرة بعد سقوط النظام الملكي في عام 1979 وإنشاء الجمهورية الإسلامية التي يهيمن عليها رجال الدين.

ويضيف التقرير أن الآلاف من الآباء والأمهات الذين سقط أبناؤهم ضحية رد فعل النظام القاسي على الاحتجاجات في إيران، يُحرمون من الحداد على أحبائهم.

البداية كانت في أول أيام انتصار ثورة الخميني، عندما تصدر رجل الدين صادق خلخالي، رئيس أول محكمة للثورة اشتهرت بإصدارها مئات أحكام الإعدام، المشهد من خلال قيادته لحملات تهديم القبور.

بدعم من مؤسس الجمهورية الإسلامية الخميني، قرر خلخالي هدم ضريح كورش الكبير، أحد أعظم ملوك الفرس، في باسارجادي جنوب إيران، لكنه تراجع على وقع الاحتجاجات الشعبية.

ومع ذلك، تمكن خلخالي، مسلحا بالديناميت والجرافات، من هدم ضريح مؤسس سلالة مملكة بهلوي، رضا شاه.

بعد هذه الحادثة، أصبحت ظاهرة تدمير القبور وشواهد أضرحة الأقليات والمعارضين، بمن فيهم البهائيون والكاكائيون، جزءا من الحياة اليومية لأنصار النظام.

تعرضت المقابر للهجوم بشكل متكرر، بينما تم دفن آلاف المعارضين في أماكن مجهولة أو مقابر جماعية غير معلنة.

منذ صيف عام 1988، تمت الإشارة إلى مقبرة خافاران كمقبرة سيئة السمعة تضم جثث آلاف السجناء الذين أعدموا إبان حكم رجال الدين.

القبور في المقبرة لا تحمل علامات، فيما تمنع السلطات الإيرانية أسر الضحايا من زيارتها، ولا تزال هوية المدفونين في خافاران غير معروفة بالنسبة لأقاربهم.

يشار إلى أن خافاران كانت في البداية مقبرة تقليدية للأقليات الدينية "غير الرسمية" لأن السلطات تعتبرهم "مرتدين" ولا يحوز أن يتم دفنهم في مقابر المسلمين.

تقول منصورة بهكيش عضوة مجموعة "أمهات خافاران"، المعنية بضحايا النظام المدفونين في المقبرة سيئة الصيت، إن "تدمير قبور المعارضين دليل على خوف السلطات".

وتضيف بهكيش، التي فقدت ستة من أفراد عائلتها في عمليات إعدام جماعي للسجناء في الثمانينيات، لراديو "فاردا" إن "النظام يعتقد مخطئا أن تدمير القبور سيخيف أهالي الضحايا ويسكت أصواتهم".

وتتابع "كل الضغوط التي مارسها النظام على أهالي الضحايا لم يكن لها تأثير، بل زادت من استياء الناس من حكام إيران، فهم يحطمون القبور، بنما  أصوات الناس تتواصل في الارتفاع".

ولم تقتصر عمليات تخريب القبور على معارضي الحكومة ومنتقديها والمحتجين الذين تتعرض شواهد قبورهم للهجمات بشكل متكرر.

فقد عمدت أجهزة المخابرات ورجال السلطة إلى الاعتداء على قبور ضحايا  طائرة الركاب الأوكرانية التي أُسقطت بصاروخين أطلقهما الحرس الثوري الإيراني في يناير الماضي خارج طهران، والسبب هو ذاته "الخوف من تنامي مشاعر الغضب ضد النظام" وفقا للتقرير.

يقول عضو جمعية العلماء والمدرسين في حوزة قم محمد تقي فاضل ميبودي في حديثه لراديو "فاردا" إن "الشرع الإسلامي يحرم تخريب القبور".

ويضيف "لا أعرف من أين نشأت هذه النزعة، يجب أن يتم احترام قبر الميت  حتى لو كان معدوما، فكل المؤمنين ملزمون بالصلاة على المتوفين ودفن جثثهم باحترام حسب الشعائر الإسلامية".

ويتابع أن "أي نوع من الإهانة للإنسان، سواء كان حيا أو ميتا، يعتبر عملا فاحشا ومحرما في الإسلام".