تشهد إيران في الفترة الأخيرة ارتفاعا قياسيا في عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، بينما تبدو استعدادات الحكومة لمواجهة الوضع الوبائي الخطير أدنى بكثير مما هو مطلوب في الوقت الذي تستمر فيه في الإنفاق العسكري السخي وتمويل مخططات زعزعة الاستقرار في المنطقة على غرار تدبيرها اعتداءات إرهابية لضرب الاستقرار في مملكة البحرين وهو المخطط الذي كشفت عنه المنامة أمس الأحد.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة الإيرانية للتلفزيون الرسمي اليوم الاثنين إن عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في البلاد زاد بواقع 3341 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وهو أعلى معدل إصابات يومي منذ أوائل يونيو/حزيران ليرتفع بذلك إجمالي الإصابات في البلاد إلى 425481 إصابة.
وأضافت سيما سادات لاري أن 177 توفوا خلال اليوم الماضي، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الوفيات الرسمي إلى 24478 في إيران التي تعتبر من أكثر بلدان الشرق الأوسط تضررا من الجائحة.
ويأخذ شق من الإيرانيين على النظام التراخي في كبح تفشي الوباء بالنظر لتأخر الحكومة منذ البداية في اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة إضافة إلى غياب خطة واضحة للتعامل مع الوضع الوبائي الخطير.
ويعزو شق آخر من الإيرانيين تدهور الوضع الصحي في البلاد إلى أن النظام يعطي البرامج العسكرية الأولوية على حساب صحة المواطن في الوقت الذي تعاني فيه المستشفيات من نقص في المعدات ووسائل الحماية من الفيروس.
وكان نائب وزير الصحة الإيراني إيراج حريرجي قد قال الأسبوع الماضي إن البلاد بأكملها في حالة تأهب قصوى بسبب ارتفاع حالات الإصابات والوفيات اليومية بمعدلات تنذر بالخطر.
وحذر مسؤولو الصحة الإيرانيون من حدوث موجة تفش ثالثة للوباء، في حين عزت الحكومة ارتفاع عدد الإصابات جزئيا إلى انخفاض الالتزام بالبروتوكولات الصحية.
وألقت الحكومة مرارا بالمسؤولية على المواطنين في تفشي الوباء بسبب الاختلاط وعدم احترام التباعد الاجتماعي في الوقت الذي تبدو فيه عمليا استحالة تطبيق البروتوكول الصحي بشكل حرفي.
ويشير إيرانيون إلى أنه ليس بمقدور كل الإيرانيين توفير وسائل الوقاية والحماية من الفيروس بالنظر للأوضاع الاجتماعية الصعبة وزيادة معدلي الفقر والبطالة في البلاد.
وبالرغم من مخاوف تفشي الفيروس، أعيد فتح المدارس في 5 سبتمبر/أيلول أمام 15 مليون طالب، فيما كانت وزارة التعليم قد قالت في وقت لاحق إن حضور الفصول الدراسية ليس إلزاميا على الأطفال.
وبحسب موقع إخباري إيراني معارض، بدأت المستشفيات في إيران ترفض استقبال المرضى غير المصابين بكورونا بسبب الضغوط التي تتعرض لها مع ارتفاع قياسي في الإصابات اليومية بالفيروس. ومن ضمن المرضى الذين رفضت المستشفيات الإيرانية استقبالهم المصابون بأمراض القلب والكلى وارتفاع ضغط الدم.
وأصبحت المشافي الإيرانية غير قادرة على استيعاب العدد المهول بالمصابين بكورونا والمرضى الذين يعانون من أمراض أخرى.
وأشار موقع 'إيران انترنشنال' الناطق بالعربية إلى أن البيانات الرسمية لجامعة طهران للعلوم الطبية أظهرت اليوم الاثنين أن من بين المستشفيات المخصصة لاستقبال مرضى كورونا، يوجد مشفيان فقط لديهما القدرة على استقبال هؤلاء المرضى، إلا أن عدد الأسرّة فيهما محدود.
وقد أعلن نادر توكلي نائب رئيس لجنة مكافحة كورونا في طهران أن العاصمة تواجه نقصا في الأسرة بالمستشفيات، بحسب المصدر ذاته الذي قال إن مستشفيات طهران التي أعلنت قبل فترة حالة الطوارئ الصحية باتت ترفض قبول المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم أو الكلى ومن يعانون من آلام الصدر.
وحذّرت مينو محرز عضوة المقر الوطني لمكافحة كورونا، من وضع أكثر خطورة في العاصمة الإيرانية، من حيث تفشي الوباء