أظهرت صور حديثة ملتقطة بالأقمار الاصطناعية حجم الدمار الضخم الذي طال منشأة "نطنز" النووية الإيرانية، وهو ما يتناقض ما تقوله السلطات هناك بشأن الحادث.
ونشر معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، الصور الملتقطة بعد ساعات من الحادث وتظهر اختفاء أجزاء من المنشأة النووية الإيرانية بالكامل فيما تنتشر الأنقاض على جانبي المبنى.
وقال المعهد إن من الواضح أن انفجارا كبيرا وقع، مما أدى إلى تدمير ما يقرب من ثلاثة أرباع قاعة تجميع أجهزة الطرد المركزي الرئيسية، ونشوب حريق ألقى بظلاله على جزء كبير من المبنى، بما فيها سقفه.
ويرجح المعهد، الذي تأسس عام 1993 بقيادة المفتش النووي السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ديفيد أولبرايت، أن تعمد طهران إلى تدمير المبنى بالكامل وإعادة بنائه من الصفر، نتيجة التلوث النووي الناجم عن الانفجار.
من المتوقع أن يستغرق استبدال المبنى عاما على الأقل، إن لم يكن أطول من ذلك، وفقا للمعهد الذي يرى أن الحادث يعد انتكاسة كبيرة لجهود إيران في تطوير عمليات الطرد المركزي المتقدمة.
وكانت السلطات الإيرانية أعلنت الخميس الماضي عن وقوع "حادث" في هذا المجمع النووي الذي يضم مصنعا مهما لتخصيب اليورانيوم، قبل أن تعود وتشير إلى أنها اكتشفت "بدقة أسباب الحادث"، مشددة في الوقت نفسه على عدم رغبتها في الكشف عنها في الحال "لاعتبارات أمنية".
وأعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في بيان غامض صدر بعد ساعات أن "حادثة" تسببت بأضرار في مستودعات قيد الإنشاء في موقع نطنز (نحو 250 كلم جنوب طهران).
ونشرت المنظمة صورة تظهر المبنى المتضرر، وهو عبارة عن بناء من الطوب من طابق واحد فيه بعض الفتحات، ويظهر جزء من جداره الخارجي متفحما جراء حريق وقسم من سقفه منهارا بينما تبدو الأبواب وكأنها انفجرت من الداخل.
وبثّ التلفزيون الرسمي عدة صور من خارج المبنى لكن دون أي لقطات من داخله.
يعد المجمع أساسيا بالنسبة لبرنامج إيران النووي ويخضع لإجراءات أمنية مشددة.
وذكرت خدمة شبكة "بي بي سي" الفارسية، والتي تعتبرها السلطات الإيرانية معادية، أنها تلقت بيانا "قبل ساعات" على الحادثة من مجموعة تطلق على نفسها "الفهود الوطنية" أعلنت مسؤوليتها عن الحادث.
وعرفت الجماعة عن نفسها بأنها مجموعة من "المعارضين ضمن أجهزة الأمن الإيرانية" وذكرت أنه تم استهداف الموقع نظرا لأنه ليس "تحت الأرض" وبالتالي لا يمكن للجمهورية الإسلامية نفي وقوع الهجوم المفترض.