بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

أطفال مقديشو يجدون ضالتهم في قصص روائية

معرض مقديشو الدولي للكتاب
AvaToday caption
تتنوع كتب الأطفال المعروضة فبعضها ركز على قصص حياة البادية، فيما اعتمد غيرها أسلوب الصور المدعمة بفقرات قليلة من الحكايات
posted onAugust 23, 2019
noبۆچوون

وجد الأطفال ضالتهم هذه المرة داخل ركن خاص في معرض مقديشو الدولي للكتاب، حيث قضوا ثلاثة أيام مع قصص الحكائين والمهرجين، في مشهد مختلف عن المعارض السابقة التي استضافتها العاصمة الصومالية.

ويمتاز معرض هذا العام بإقبال كبير من القراء والمؤلفين الذين قدّموا مئات الكتب باللغات الصومالية والإنجليزية والعربية، إلى جانب مشاركة عشرات دور النشر.

وافتتحت الدورة الخامسة لمعرض مقديشو الدولي للكتاب الأربعاء الماضي وتختتم فعالياته اليوم الجمعة.

وقال رئيس المعرض محمد ديني إن "دورة العام الحالي تولي اهتماما بركن الأطفال لنشر ثقافة القراءة والكتابة بينهم".

وأضاف ديني أن المعرض يشكل مسرحا يجتمع فيه القراء والكتاب ومتنفسا لآلاف المواطنين الذين ينتظرون هذا الحدث السنوي، حيث بات ملهما لكثير منهم لينضموا إلى قائمة الكتاب الصوماليين، ويتركوا بصامتهم في هذ العالم.

وتخللت فعاليات المعرض منتديات ثقافية شارك فيها كتاب صوماليون، لتقديم بعض مؤلفاتهم والأفكار التي تدفعهم للتأليف، وتصدرت كتب الأطفال الدورة الحالية التي لم تخلُ أيضا من كتب الحروب والسلام والإدارة والحياة الزوجية إلى جانب السياسة والثقافة.

وتتعدد المنتديات التي يضمها المعرض السنوي للكتاب في مقديشو، وتشد انتباهك أصوات الأطفال والتصفيق في زاوية مقابل القاعة التي تقام فيها الفعاليات.

كتب مزركشة بألوان مختلفة وآلاف الأقلام ورسائل الصور، إلى جانب الدمى الحيوانية التي تتبعثر هنا وهناك وسط جهود مبذولة لتمكين الأطفال من مهارات القراءة والكتابة على مدار أيام ثلاثة يستمر فيها المعرض بحضور متخصصين في هذا المجال.

وتقول فردوسة جامع مغتربة صومالية وخبيرة في أسلوب التعليم بـ'الحكي' إن "هذه الورشة الصغيرة تشكل عالما خاصا للأطفال بما يحتويه من كتب وقصص صومالية ومؤلفات وصور".

وأضافت أن "الورشة رغم محدودية توقيتها، فهي تقدم الكثير لهؤلاء الأطفال الذين لم يجدوا حقهم في تعليم ثقافة القراءة والكتابة نتيجة الظروف والمشاكل الأمنية في البلاد طوال العقود الماضية".

والحكي وترديد الكلمات والرسم وصنع الألعاب، وسائل يستخدمها المعنيون في هذه الورشة الصغيرة للأطفال، إدراكا بأنها من أهم الفنون والوسائل لنقل المعارف والتجارب والقيم، سعيا لإيجاد جيل متسلح بثقافة القراءة والكتابة.

وتقول نفسة أحمد طفلة في السابعة من العمر إن ا"لأجواء مفرحة للغاية، وتختلف كثيرا عن كرسي الدراسة، حيث نلعب ونغني حينا ونرسم ونقرأ ونكتب حينا آخر، وقد تعلمنا الكثير هذه الأيام".

واحتلت كتب الأطفال مساحة كبيرة في المعرض، حيث تستدعيك من بعيد عناوين كتب الأطفال ضمن أجنحة دور النشر، في ساحة أعدت خصوصا للبيع وقراءة الكتب المعروضة.

وتقول زينب محمد مؤلفة كتاب 'تقاليدنا' الذي يضم قصص أطفال مستوحاة من الريف وتقاليد الأجداد إن "سرد كتب الحكايات للأطفال أقرب وسيلة لملامسة عقولهم وتنمية قدراتهم وتعزيز مهاراتهم الكامنة".

وأضافت أن "غياب كتب الأطفال إلى حد كبير عن المعارض السابقة، دفعها إلى جمع وتأليف كتب خاصة بهم من أجل المساهمة في بناء الجيل القادم، وسد احتياجات البلاد منها".

وتتنوع كتب الأطفال المعروضة فبعضها ركز على قصص حياة البادية، فيما اعتمد غيرها أسلوب الصور المدعمة بفقرات قليلة من الحكايات، حيث كتبت باللغتين الصومالية والإنجليزية.

أما حمدي مهد مؤلفة كتاب عن الأطفال فتقول إن "عدم حصول الأطفال على الرعاية الكاملة أو التعليم يعد تعديا صارخا على حقوقهم".

وأشارت مهد إلى أنها تسعى للكشف من خلال هذه الكتب عن أهمية توفير الحقوق الأساسية وبناء الأطفال في جميع الجوانب، مضيفة أن كتابها يتطرق إلى حقوق الطفل حتى في سن البلوغ.

وحثت أولياء الأمور على تقديم الحقوق الكاملة للأطفال بما فيها التعليم والرعاية الصحية.

وحظي الأطفال الذين قدموا من مدارس ورياض في مقديشو، بورشات كبيرة يقدمها خبراء حول مقتطفات من كتب الأطفال في المعرض لأجل ممارسة القراءة أمامهم وربطها بهوايات محببة.