تواجه أغلب خطوط الطيران الإيرانية في الوقت الراهن مشكلة كبيرة للغاية بعد رفض العديد من المطارات الإقليمية والدولية تزويد طائراتها بالوقود خلال رحلاتها للخارج، وفقا لرابطة شركات الطيران الإيرانية.
وأوضح أمين عام رابطة الطيران الإيرانية مقصود أسعد ساماني في تصريحات لوكالة أنباء الطلبة "إيسنا"، الثلاثاء، أن الكثير من شركات تزويد الطائرات بالوقود تمتنع حاليا عن تموين طائرات طهران.
وأرجع "ساماني" الأسباب في هذا الصدد إلى أن هذه الشركات إما متعددة الجنسيات، وإما لدى الولايات المتحدة أسهم في إدارتها، أو لديها اتصالات قوية مع واشنطن تحول دون إتمام هذا الأمر.
وأشار المسؤول الإيراني إلى أن مشكلات قطاع الطيران في بلاده بدأت تطفو على السطح بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني، مايو/ آيار الماضي، والمبرم بين طهران وقوى عالمية في عام 2015، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية طالت قطاعات نفطية ومصرفية واسعة.
وأكد رئيس رابطة شركات طيران إيران أن العقبات الأصعب تتمثل في رفض تزويد الناقلات الجوية الإيرانية خلال رحلات العودة من بلدان أوروبية وآسيوية ذات مسافات طويلة، حيث يتوجب وجود كميات وقود إضافية سواء أثناء عمليتي الإقلاع أو الهبوط.
واعتبر مقصود ساماني أن شركات الطيران المحلية تعلق آمالها على إقرار الآلية الأوروبية المصرفية البديلة المعروفة اختصارا باسم "إينستكس" المزمع إطلاقها، في حين توجد عراقيل واضحة حيال تدشينها حتى الآن.
وترفض شركات عدة في بلدان مختلفة أبرزها ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، ولبنان تقديم خدمات التزود بالوقود للعديد من شركات الطيران في إيران المدرجة على قوائم عقوبات الولايات المتحدة بسبب ضلوعها في نقل أسلحة ومقاتلين مرتزقة إلى دول مجاورة لنشر الإرهاب.
وشملت الجولة الثانية من عقوبات واشنطن ضد نظام طهران في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي نحو 65 طائرة لشركة إيران إير (رسمية) التي أدرجت على القوائم السوداء لوزارة الخزانة الأمريكية إلى جوار شركات طيران إيرانية أبرزها معراج وماهان، لتورطها جميعا مع مليشيا الحرس الثوري في عمليات شحن أسلحة ومقاتلين مرتزقة إلى بلدان مجاورة.
وحذرت وزارة الخزانة الأمريكية جميع دول العالم وشركات الطيران الدولية من خطورة منح تصاريح أو تقديم خدمات جوية للخطوط الجوية الإيرانية، بسبب ضلوعها في تصدير الإرهاب إقليميا.
وعلى صعيد متصل، يواجه قطاع الطيران الإيراني أزمة جديدة تتمثل في هجرة العديد من الطيارين الماهرين إلى خارج البلاد، بسبب الانهيار الاقتصادي، في حين يكافح مشغلون محليون لإيقاف هذه الظاهرة من خلال شروط تعاقدية تعجيزية.
التذمر من بيئة عمل غير آمنة والظروف غير المناسبة من حيث قلة الدخل الشهري في ظل تراجع معدل رحلات الطيران داخليا وخارجيا، بسبب عقوبات طالت أغلب شركات الطيران الإيرانية، جميعها أسباب دفعت قرابة 100 طيار إلى التقدم بطلبات هجرة في الفترة من ديسمبر/كانون الأول الماضي حتى مارس/آذار المنصرم.
وكشفت رابطة شركات الطيران الإيرانية في تقرير جديد عبر موقعها على شبكة الإنترنت، عن أن نحو ألفي طيار عاطلون عن العمل، فضلا عن انخفاض بنسبة 13% في رحلات الطيران على مدار السنة الفارسية الماضية (1397) التي بدأت في 21 مارس/آذار 2018 وانتهت 20 مارس/آذار 2019.