بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

شرطة الأخلاق والثورة المضادة في إيران

شرطة الاخلاق في ايران
AvaToday caption
إذا كان ارتداء البنطلون جنحة فلمَ يصنعونه ولمَ يبيعونه.. انظروا حولكم تجدوه في جميع المتاجر بما فيها متاجر الدولة
posted onDecember 29, 2022
noبۆچوون

ناصر الحزيمي

في الحلقة الماضية تناولنا جزءا من التقرير الذي نشر في جريدة القبس في فترة التسعينات من القرن الماضي ونستكمل هنا بقية التقرير (( ... وبعد توقف في مخفر شرطة الدائرة الثالثة عشر - اقتيدت المشبوهات بالحافلات الصغيرة إلى مكتب مكافحة الفسق الاجتماعي ،وفي الطريق استجوبوا مجموعة من الشبان كانوا مصطفين أمام سينما ازادي (الحرية) ؛وربما كان الغرض ملء الحافلة قدر سعتها وعند الوصول كانت تحتشد مجموعة خليطة ... وقالت إحداهن لإحدى الطرائد هذه هي المرة الأولى لا تخافي في أسوأ تقدير ستدفعين عشرات الآلاف من التومانات، وبعد ذلك لن يحدث شيء فهم يقتادونني إلى المكان مرة كل أسبوع.

حسب القواعد ينبغي أن يحضر والد المذنبة أو الشقيق إلى المركز حاملا بطاقة هويته التي يرهنها من أجل إطلاق الفتاة، بعد بضعة أيام يجب أن يعودا إلى المركز من أجل رسالهما إلى المحكمة وذات مرة أوقفوا شابة وهي خارجة من دار نشر، وجدت فيها وظيفة بعد إكمال الدراسة وربما كان السبب أن خصلة من شعرها انسلت من تحت الوشاح أو لأنهم كانوا يريدون أن يملأوا الحافلة.

كان والداها في الخارج فأرادت أن تتصل بعمها حتى يأتي وراءها فرفضوا فالأب هو من يحضر وهكذا أمضت الليل قيد التوقيف.. في حرم المبنى الثاني كانت ثمة كومة عظيمة من الصحون اللاقطة للمحطات التلفزيونية الفضائية المصادرة هناك التقينا الأم وفتاتها المعتقلتين قبل قليل وكانت تبدو عليهما سيما الإرهاق والقلق والمرأة المسؤولة كانت تحمل استمارة فيها قائمتان عن الجنح وهي مشغولة برسم علامات أمام الحالات ثم غطت القائمتين بيدها وطلبت من الأم أن توقع فقالت الأخيرة إنها لن تقبل ما لم تعرف الجنحة المنسوبة إلى الابنة، وكانت لهجة المسؤولة مهددة: وقعي إذا لم ترغبي في مزيد من المشاكل فأذعنت الأم المنهوكة للضغط .

بعد يومين كانت بضع فتيات متهمات ينتظرن مع آبائهن أمام مدخل المجمع القانوني للشهيد قدوسي هناك عرفنا أن بينهن شابة متهمة بارتداء بنطلون جينز مشدود وحملت والدتها على المسؤولين: إذا كان ارتداء البنطلون جنحة فلمَ يصنعونه ولمَ يبيعونه.. انظروا حولكم تجدوه في جميع المتاجر بما فيها متاجر الدولة، وقالت أخرى هي على حق فإذا كان التبرج ممنوعا لماذا تستوردون مستحضرات التجميل أو يصنعونها هنا.

جاء دور الأم التي أوقفت مع ابنتها فقال القاضي أنت متهمة بعدة جنح فالوثيقة تقول إنك كنت سافرة الرأس والرقبة وأنك كنت متبرجة. فأجابت الأم لو أن (المسؤولة) كتبت أنني ارتكبت جريمة قتل لوقعت أيضا فهي غطت الورقة ألا تذكرون شدة البرد التي كانت قبل يومين هل تعتقدون أنه كان بإمكاني الخروج نصف عارية. عندئذ سمح القاضي الذي كان خبيرا وعادلا للمرأة بالخروج قائلا: أنت حرة إنما حاولي ألا تظهري أمامي ثانية، أما ابنتها فقد مثلت أمام قاضي آخر وكان عليها أن تدفع غرامة قدرها ثلاثون ألف تومان (نحو عشرة دولارات أمريكية) إذا درس المسؤولون القضائيون ومسؤولو قوى المحافظة على النظام تصرفات عناصرهم وفق تحيزات المراقبين لأدركوا حقيقة ما هو مكتوب هنا فهل ينبغي أن نستعمل مثل هذه الوسائل حتى نملأ السيارات بالشبان والفتيات لاقتيادهم نحو هذين المركزين أم حان الوقت لاعتماد برامج ثقافية جادة وجذابة من أجل أن تقدر الشبيبة الإيرانية على إرساء أسس الأخلاقيات الوطنية والدينية))

وقد يستغرب البعض أن مثل هذا التحقيق نشر في صحيفة إيرانية زمن الخامنئي، والحقيقة أنه لا غرابة في ذلك إذا علمنا أنها نشرت في الفترة التي حكم فيها محمد خاتمي، وهو إصلاحي من مدرسة علي شريعتي ولم يتكرر شبيه له لما بعد فترة الثورة، وكان يحاول إصلاح العلاقة بين التيار المحافظ والشارع الإيراني، في فترة حكمه قلص من صلاحيات شرطة الأخلاق مما أغضب التيار المتشدد لهذا أتوا بأحمدي نجاد كمنافس له وخصم، لهذا كان من القرارات المبكرة التي اتخذها أحمدي نجاد قرار جعل شرطة الأخلاق جهازا مستقلا.