تواجه الحكومة التركية بكثير من الريبة والقلق الاهتمام المتزايد للمسؤولين اليونانيين بعدد من الدول والساحات التي تعتبر ضمن المجال الحيوي لأنقرة بما في ذلك أقليم كوردستان العراق.
وقد بحث رئيس حكومة إقليم كوردستان العراق مسرور بارزاني، الجمعة، مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في العاصمة أثينا العلاقات الثنائية بين الجانبين وهو أمر سيثير مخاوف أنقرة التي تعتبر اثينا منافسها الرئيسي في شرق المتوسط.
وذكر بيان صادر عن حكومة الإقليم أن بارزاني و ميتسوتاكيس "تناولا خلال اللقاء سبل تعزيز العلاقات بين إقليم كوردستان واليونان، كما تمت مناقشة المستجدات في العراق وعموم المنطقة".
وأشار بارزاني، وفق البيان، إلى "العلاقة الودية والتاريخية التي تجمع بين إقليم كوردستان واليونان، معربا عن "رغبة الإقليم في الدفع بالعلاقات التاريخية نحو مجالات أوسع، لا سيما في قطاعات الاستثمار والتبادل التجاري".
وعبر عن أمله "بأن يرى رئيس الوزراء اليوناني في إقليم كوردستان في المستقبل القريب"
ونقل البيان عن ميتسوتاكيس، إعرابه" عن سعادته بزيارة وفد حكومة إقليم كوردستان ووصفها بالتاريخية، مبديا استعداد بلاده لتعزيز العلاقات الثنائية مع الإقليم.
وأشار ميتسوتاكيس إلى أنه "سيجري زيارة إلى العراق وإقليم كوردستان قريباً على رأس وفد رفيع من الحكومة اليونانية والمستثمرين".
ومن المؤكد ان السلطات التركية قلقة من التقارب بين كوردستان العراق وعدوتها اللدود اليونان خاصة وانه ياتي كذلك بالتوازي مع الجهود اليونانية لتعزيز علاقاتها مع دول عربية توترت علاقاتها مع تركيا خلال السنوات الاخيرة على غرار السعودية ومصر والإمارات العربية.
فبالتوازي مع المقاطعة الاقتصادية التي تبديها السعودية ضد تركيا لمواجهة سياسة أنقرة في انتهاك الامن القومي العربي والتدخل في عدد من الساحات تعمل أثينا في المقابل على تعزيز علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع الرياض.
ويبدو ان الأمر يتكرر في اقليم كوردستان العراق رغم بعض الاختلافات ففي الوقت الذي تنظر فيه تركيا للاقليم كساحة خلفية لمواجهة تهديدات حزب العمال الكوردستاني تعمل اثينا على تعزيز التعاون الاقتصادي مع حكومة الإقليم.
ويبدو ان اليونان تعمل على منافسة تركيا في ساحاتها الحيوية في منطقة الشرق الأوسط في اطار ممارسة الضغوط عليها لتسوية عدد من الملفات العالقة بين البلدين خاصة مع اصرار تركيا على ممارسة سياسة المناورة والتعنت.
