بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

نعوش قم تفضح مغالطات إيران

كانت مدينة قم الإيرانية بؤرة أنتشار الوباء
AvaToday caption
منذ مايو الماضي، بدأت الحكومة الإيرانية بإجراءات رفع الحظر واستئناف الأنشطة التجارية وفتح مراكز التسوق والحدائق والمزارات، كجزء من خطوات التطبيع بعد انخفاض أعداد الإصابات
posted onJune 25, 2020
noبۆچوون

يكشف الخوف المستمر في مدينة قم من فايروس كورونا عن عدم ثقة سكان هذه المدينة في الإعلانات الرسمية للحكومة التي انتهجت منذ تفشي الوباء سياسة إعلامية تخفي الإحصاءات الفعلية لضحايا كوفيد -19.

وفضل غالبية سكان مدينة قم التي تحتل مكانة لدى المسلمين الشيعة عدم الخروج من منازلهم خوفا من العدوى رغم الرفع التدريجي للحظر المفروض على المدينة.

ومنذ بداية ظهور الوباء في كل المدن الإيرانية تعمد النظام انتهاج سياسة المغالطات رغم أنه سجل أكبر عدد وفيات في منطقة الشرق الأوسط.

وفي مدينة قم بالذات، حاولت الحكومة بحسب المراقبين طمس الحقائق، حيث اعتقلت السلطات في مطلع شهر مارس الماضي مصورا نشر مقطع فيديو من داخل مكان جُمّعت فيه العشرات من الجثث في مدينة قم، التي تعد بؤرة لتفشي الفايروس في البلاد.

ونشر نشطاء آنذاك مقطعا مصورا التقطه أحد سكان مدينة قم، يظهر تكدسا لجثث ضحايا كورونا في أحد المغاسل، بانتظار دفنها بعد تأخر لأيام، لعدم توفر أماكن وظروف مناسبة لدفنها من قبل السلطات المعنية في المدينة الإيرانية.

وإلى اليوم ما زالت الصور والمقاطع المرئية لنعوش الضحايا، التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي إبان ذروة انتشار كورونا في مدينة قم عالقة في أذهان سكانها.

وتصدرت الأخبار القادمة من قم الصحافة الأجنبية، خلال ذروة انتشار الوباء في المدينة أواخر فبراير ومارس الماضيين، بسبب تناقل حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي صورا لمواطنين وزوار يمسحون بأيديهم على جدران المقابر بهدف “التبرك”.

وبعدما تصاعدت ردود الفعل إزاء تلك الصور، أمرت السلطات الإيرانية بإغلاق مسجدي “فاطمة المعصومة” و”جمكران”، وهما من أبرز الأماكن المقدسة التي يستهدفها الزوار، اعتبارا من نهاية مارس الماضي.

وقال نائب وزير الصحة علي رضا رئيسي آنذاك، إن تفشي فايروس كورونا المستجد بمدينة قم مصدره طلاب وعمال صينيون.

وأوضح رئيسي في مؤتمر صحافي أن نتائج التحقيق الذي أجرته “وحدات علم الوباء الإيرانية” أظهرت بوضوح وبشكل لا لبس فيه أن تفشي الفايروس له صلة بمواطنين صينيين.

وبدأ تفشي الفايروس من مدينة ووهان الصينية نهاية العام الماضي، حيث تم عزلها في 23 يناير الماضي، قبل أن ترفع التدابير في 8 أبريل الماضي بعد انحسار كبير لانتشار العدوى.

ومنذ مايو الماضي، بدأت الحكومة الإيرانية بإجراءات رفع الحظر واستئناف الأنشطة التجارية وفتح مراكز التسوق والحدائق والمزارات، كجزء من خطوات التطبيع بعد انخفاض أعداد الإصابات.

وفي 25 مايو أعادت السلطات الإيرانية فتح مسجدي فاطمة المعصومة وجمكران أمام الزوار، وهما من الأماكن الأكثر ازدحاما وزيارة في مدينة قم.

ورغم وجود أعداد قليلة من الزوار القادمين من مدن أخرى، إلا أن محيطي مسجدي فاطمة المعصومة وجمكران، وهما المكانان الأكثر ازدحاما في قم قبل كورونا، ما زالا يشهدان هدوءا على غير العادة.

وتعتبر مدينة قم، التي تبعد نحو مئة كيلومتر عن العاصمة طهران، مركز المدارس الدينية الشيعية في البلاد، وهي ذات كثافة سكانية منخفضة مقارنة بالمدن الأخرى. ونتيجة لذلك، سجلت قم هذه الأيام انخفاضا ملحوظا في عدد المصابين بكورونا ومعدلات الوفيات، خلافا للأيام الأولى لانتشار الفايروس.

ويطالب مواطنون من سكان قم الحكومة الإيرانية بزيادة التدابير الوقائية والاهتمام أكثر بتطبيق قواعد الصحة العامة والتباعد الاجتماعي واستخدام الكمامات.

ودعت الطالبة الجامعية زينب عليزاده الحكومة إلى “اتخاذ المزيد من التدابير في إطار الحدّ من انتشار فايروس كورونا”.

وتقول عليزاده إن “تفشي الفايروس سينتهي إذا امتثل الجمهور للقواعد والتعليمات الصحية”، معربة عن “قلقها بسبب استمرار وجود عدد من حالات الإصابة والوفيات”.

وتضيف أنه “رغم تحسن الوضع في قم عمّا كان عليه إبان انتشار الفايروس، إلا أن هذا لا يعني أن الأمر قد انتهى”.

وترى عليزاده أنه “إذا عادت الحياة إلى طبيعتها فمن المرجح تزايد أعداد حالات الإصابة بكورونا مجددا”.

من جهته، ينتقد أحمد موحدي الطالب في إحدى المدارس الدينية، التصريحات الإيرانية الرسمية التي أشارت إلى دخول كورونا عن طريق بوابة المدينة.

ويعتبر موحدي أن “الشعب الإيراني قطع شوطا مهما في مكافحة كورونا”، مشددا على “ضرورة الالتزام باتباع قواعد السلامة الصحية والتباعد الاجتماعي والتعقيم”.

ويقول موحدي “على الحكومة بذل قصارى الجهود للتخفيف عن الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الشعب الإيراني”.

ويرى أن “الوباء سينتهي إذا التزم الجمهور بتطبيق قواعد الوقاية والتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة”. ويتابع موحدي “في قم كان عدد المرضى مرتفعا في البداية، ولكن تم اتباع القواعد الصحية والتعقيم، ما أدى إلى انخفاض في عدد المصابين”.

يشار أن مدينة قم شهدت، بحسب مصادر رسمية، تسجيل أولى حالات الإصابة بفايروس كورونا في إيران في 19 فبراير الماضي، حيث انتشر منها إلى جميع المحافظات.

وحتى الثلاثاء بحسب إحصائيات رسمية بلغ إجمالي عدد الوفيات بفايروس كورونا في إيران 9 آلاف و742 حالة، فيما بلغ مجموع الإصابات 207 آلاف و525 حالة، ووصل عدد حالات التعافي إلى 166 ألفا و427 حالة.