بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

تركيا أصبحت طوق نجاة إيران

الرئيس الإيراني جسن روحاني مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان
AvaToday caption
تاريخ تركيا في مخالفة العقوبات على إيران، وتبادل النفط الإيراني بالذهب التركي، الذي أنقذ الاقتصاد الإيراني من الغرق
posted onNovember 14, 2018
noبۆچوون

حاولت تركيا على مدى سنوات، مساعدة إيران في تحمل عبء العقوبات المفروضة عليها، كما هو الحال الآن، بعد فرض عقوبات أمريكية جديدة على البلد الداعم للإرهاب في المنطقة.

وتناول المحلل السياسي ذو الفقار دوغان، في مقال نشره بموقع "أحوال تركية" تحت عنوان "تركيا حبل النجاة لإيران من العقوبات"، أشار فيه للدور القوي لتركيا لخفيف أثر العقوبات المفروضة على إيران منذ أكثر من 40 عاماً.

وبحسب صحيفة "زمان" التركية، فرضت الولايات المتحدة مجموعة جديدة من العقوبات على أنشطة إيران المالي،ة ومبيعاتها من النفط والغاز، وبدأ سريانها في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، فيما كانت تركيا إحدى 8 دول حصلت على إعفاء لمدة 6 أشهر.

وأوضح الرئيس رجب طيب أردوغان، أنه "سواءً كانت هناك إعفاءات أم لا، فإن بلاده ستواصل تجارتها في الطاقة مع إيران، لأنه دون غاز إيراني سيجد الأتراك أنفسهم في مواجهة شتاء قاتم وعاجزين عن تدفئة منازلهم"، على حد زعمه.

وأشار المحلل السياسي دوغان، إلى تاريخ تركيا في مخالفة العقوبات على إيران،  وتبادل النفط الإيراني بالذهب التركي، الذي أنقذ الاقتصاد الإيراني من الغرق بعد العقوبات المفروضة عليه، وكان ذلك التبادل عبر بنك خلق التركي الذي تديره الدولة، ولفت إلى أن تقارير ذكرت أن هذا التبادل كان الأكبر من نوعه حتى الآن، وبسببه سُجن نائب مدير بنك خلق في أمريكا.

وأشار دوغان إلى احتمال صدور قرار أمريكي بفرض غرامات بمليارات الدولارات على تركيا، لذلك تخشى العديد من الدول الأوربية والآسيوية التبادل التجاري مع إيران، خوفاً من عقوبات مماثلة، إلا أن الوضع في تركيا مختلف، وذلك من خلال الاستناد إلى قول بلجين إيغول، رجل الأعمال الذي ترأس على مدى سنوات مجلس التجارة التركي الإيراني، التابع لمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية.

وأضاف المحلل السياسي دوغان، أن الشركات الأوروبية تخشى العقوبات الثانوية، وحتى الصين ترغب في تفادي التجارة المحفوفة بالمخاطر مع إيران، رغم أنها حالياً أنشط دولة في السوق الإيرانية، ما يؤدي إلى فجوة كبيرة في السوق الإيرانية، إلا أن الدولة الأوفر حظاً من حيث القدرة على سد تلك الفجوة هي تركيا، فهي جارة لإيران، والدولة الصناعية الوحيدة القريبة التي يمكنها تلبية كل احتياجات إيران.

وأكد رجل الأعمال إيغول، أن تركيا وإيران سلكتا طرقاً مختلفة للتحايل على الحظر منذ بداية فرض العقوبات على إيران، وبسبب ضعف العملتين التركية والإيرانية، كان التبادل التجاري بينهما باليورو والدولار، ونحج التبادل وأنشأ رجال الأعمال الإيرانيين أكثر من 200 شركة في تركيا، ما أحدث ازدهاراً في النشاط التجاري عبر الحدود بإرسال منتجات الشركات الإيرانية في تركيا إلى إيران والتبادل العكسي بينهما، وحدثت قفزة كبيرة في المعاملات النقدية والذهبية.

وعرض إيغول حقيقة أخرى، تصب في مصلحة تركيا، وهي أن العلاقات تحسنت مع الولايات المتحدة، بعد الإفراج عن القس الأمريكي أندرو برانسون، وقال إيغول إن ذلك يرجح أن تمدد الولايات المتحدة إعفاء تركيا من العقوبات، مضيفاً "هذا هو السبب في إمكانية تحويل تركيا العقوبات إلى فرصة… في الوقت الحالي، ليس لا منافس تقريباً في السوق الإيرانية".

وتابع "أما بالنسبة للتجارة التي كانت بلغت ذروتها بـ 22 مليار دولار، قبل التراجع إلى حوالي 10 مليارات دولار، وتجارة الذهب إلى ملياري دولار أو 3 مليارات فقط، فهذا سيرتفع سريعاً".

وأشار إيغول إلى أن احتمالات زيادة التجارة رفعت مستوى الحماس بالفعل في فان بشرق تركيا، القريبة من الحدود الإيرانية، وفي غازي عنتاب، في جنوب شرق البلاد.

وتوقع إيغول أن يلعب القطاع الصناعي المتطور دوراً رئيسياً في تزويد السوق الإيرانية بالإمدادات، مضيفاً "ربما لا توجد صناعة في فان، لكن غازي عنتاب يشهد بداية نشاط مذهل، وهذان الإقليمان سيشكلان شريان الحياة الجديد لإيران".