تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

إيران تبني مدارس في سوريا وتنسى مدارسها المتهالكة

مدرسة مهدمة في سوريا
AvaToday caption
من المفارقات أن نوايا طهران لإعادة إعمار سوريا، تأتي فيما تواصل القوات السورية والروسية قصف أهداف مدنية في مناطق سيطرة المعارضة في إدلب، ومن بينها مدارس
posted onJanuary 24, 2020
noتعليق

أعرب إيرانيون عن استيائهم البالغ بعد ما أعلنت حكومة بلادهم نيتها ترميم مدارس بسوريا دمرتها الحرب، فيما تعاني الكثير من المدراس في إيران وتفتقر إلى أبسط الخدمات.

وكان وزير التعليم الإيراني محسن ميرزاي قد قال خلال زيارة لدمشق إن إيران مستعدة لبناء آلاف المدارس في سوريا. وأكد أن ذلك سيؤدي إلى "تشكيل ثقافة مشتركة" بين البلدين.

وقال رئيس الوزراء السوري عماد خميس إن 10 آلاف مدرسة في بلاده دمرت في الحرب الأهلية وان طهران مستعدة لإعادة إعمارها.

وجاءت تصريحات الوزير الإيراني على الرغم من الحالة المتهالكة للكثير من المدارس في إيران والتي تعاني من ضعف في البنى التحتية وانهيار للأسطح منذ سنوات عديدة.

وقبل يوم واحد فقط من زيارة وزير التعليم الإيراني إلى دمشق، أفاد موقع تسنيم الإخباري الإيراني بأن الأطفال في مقاطعة بالوشيستان المنكوبة بالفيضانات، جنوب شرق إيران، يرغمون على الذهاب إلى الفصول الدراسية في المدارس والحاويات المنهارة، ويخاطرون بحياتهم.

ويُظهر هذا المقطع الذي تداوله ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، الحالة المتداعية لمدرسة في سيستان، بلوشستان.

ويتساءل مغردون عن سبب رغبة الحكومة الإيرانية في إصلاح المدارس في سوريا، فيما تحتاج إيران نفسها إلى المساعدة، وقال ناشطون إيرانيون: ماذا عن مدارسنا؟

وقبل أيام أقر عمدة طهران، بيروز حناشي، بأن 827 مدرسة في العاصمة في "حالة خطيرة" وبحاجة إلى ترميم عاجل.

كما قال مسؤولون أخرون إن نحو 70 في المئة من مدارس طهران وعددها نحو 4 آلاف مدرسة، في حالة سيئة.

ولا تقتصر التزامات إيران في سوريا على إعادة بناء مدارسها. ففي العام الماضي، أعلنت وزارة الطرق والتنمية العمرانية في إيران أنها ستقوم ببناء 30 ألف وحدة سكنية في سوريا.

ومن المفارقات أن نوايا طهران لإعادة إعمار سوريا، تأتي فيما تواصل القوات السورية والروسية قصف أهداف مدنية في مناطق سيطرة المعارضة في إدلب، ومن بينها مدارس.

وانخرطت إيران في النزاع السوري في أوائل عام 2011، لمساعدة حكومة بشار الأسد في مواجهة المعارضة، وبعد تحول الصراع إلى حرب أهلية، أرسلت إيران قوات ومقاتلين بالوكالة بحجة التصدي لمعارضي الأسد.

وقد عبرت شريحة واسعة من الإيرانيين عن غضبهم من دعم بلادهم العسكري وغيره للسوريين وحزب الله اللبناني والمجموعات المتطرفة في غزة.

ومن الشعارات الرئيسية التي أطلقت خلال الاحتجاجات الشعبية في إيران " لا لغزة، لا للبنان، أهب حياتي لإيران".

وفرضت واشنطن عقوبات اقتصادية واسعة على إيران بهدف حرمانها من مليارات الدولارات التي توجه إلى الخارج بدلا من إنفاقها على الشعب الإيراني.