حسب الوثائق المنشورة في الأسبوعين الماضيين، كثير من محللي شؤون السياسية اعتبروا عمل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بـ"الميكافيلية"، و عكس تصرفات الرئيس السابق لليمن، علي عبدالله صالح، الذي أغتيل عام 2017 على يد الحوثيين أشتهر أردوغان بخداعه المستمر.
قرار الرئيس التركي بترحيل المُبعد المصري محمد عبد الحسين أحمد حسين الى القاهرة في الشهرين الماضيين، أنصدمت منطقة الشرق الأوسط، بحيث المصري كان متورطاً في أعمال الأرهابية عام 2017 و المحكمة المصرية السابقة أصدرت بحقه حكم الإعدام.
ويعتبر محمد عبدالحسين احمد حسين، عضو الجماعة الأخوان المسلمين، الذين طردوا في السلطة قبل ثورة 2013، وأنقلب عليهم الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي، وظن المصري إنه سيكون في مأمن لو يعيش في تركيا، وأستقبلت حزب العدالة و التنمية الذي يتزعمه الرئيس الحالي الآف من مؤيدي الأخوان المسلمين المصرية وأستوطنوا فيها، وتتشابه أيدلوجية العدالة و التنمية التركية مع جماعة الأخوان، ويقال الأثنين يساعدون بعضهم البعض.
وجدير بالذكر قبل سنوات وصف أردوغان نظيره المصرى بالظالم و دكتاتوري.
ومرة أخرى يضع أردوغان مصالحه السياسية قبل مبادئه المذهبية الذي وضعه لنفسه عندما تسلم السلطة، وهذه التصرفات السياسية ليست المرة الأولى تقوم بها الرئيس التركي و يغير مسارها.
في تشرين الأول 2018، عندما القى القبض على القس الأمريكي أندرو برونسون، لمدة سنتين أتهم القس الأمريكي بالجاسوس والإرهابي و مشارك في عملية الأنقلاب الفاشلة، لكن في النهاية أفرج عنه وأقلت له طائرة خاصة لإيصاله الى وطنه الولايات المتحدة.
أردوغان في كل خطاباتهِ يهدد و يزمجر ضد إسرائيل، لكن بلاده مستمرة في علاقات دبلوماسية مع دولة إسرائيل و تجارة بينهما في إنتعاش مستمر، وهذا يظهر خداع أردوغان في كثير من القضايا العالمية و السياسية.
لكن ترحيل محمد عبدالحسين أحمد، أصبح يقلق مصير الأخوانيين في تركيا وخاصة الذين رحلوا من مصر، ومن جانبهِ أُجبر مستشار أردوغان، ياسين أقتاي، أن يقرأ بياناً مكتوباً و يبرر موقف بلاده من عملية الترحيل، وقال فيها " انقرة لاتغيير سياسته أمام مصر"، ولكنت عند النظر الى جدولة رئاسة التركية سنرى أن أردوغان يحاول أن يعيد النظر في إصلاح العلاقة الضعيفة بين القاهرة و أنقرة.