تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مقاهي إكباتان مركز توجيه الاحتجاجات

مقاهي مهدمة
AvaToday caption
"توجد هذه المقاهي في منطقتنا منذ نحو عشرة أعوام، كانت تشغل الموسيقى وكان الناس يجدون السعادة فيها، منذ شهر أيلول/سبتمبر الماضي، أصبحت هذه المقاهي أكثر أهمية، وتحولت إلى مكان للمقاومة"
posted onMay 21, 2023
noتعليق

قامت السلطات الإيرانية في الشهر الجاري بهدم شرفات مقاه في منطقة إكباتان، في ضواحي طهران، وكانت هذه المقاهي معروفة بأنها مكان التقاء أشخاص يدعمون الحركة الاحتجاجية "المرأة، الحياة، الحرية" خصوصا من النساء المعارضات لفرض اللباس الإسلامي والحجاب الاجباري في البلاد. بعد عمليات الهدم هذه، ذهب أشخاص لمساعدة أصحاب هذه المقاهي لرفع بقايا الهدم حتى يتمكنوا من استئناف نشاطهم.

في 14 أيار/مايو 2023، تم هدم شرفات نحو عشر مقاه بمنطقة إكباتان، أحد ضواحي الطبقة المتوسطة غرب العاصمة الإيرانية طهران وذلك باستخدام جرافات ورافعات بناء تحت أعين رجال الشرطة. ولتبرير عمليات الهدم، تذرعت السلطات بأمور تتعلق بالسلامة وشكاوى جيران المقاهي. ولكن حسب مراقبين من وكالة فرانس بريس، فإن عددا قليلا من الناس يصدقون هذه التبريرات.

تعرف مدينة إكباتان بمقاهيها وأسواقها ومساحاتها الخضراء ومؤخرا بمقاومتها للنظام الإيراني وتضامن سكانها فيما بينهم، ومنذ بداية الحركة الاحتجاجية "مرأة، حياة، حرية" التي انطلقت في شهر أيلول/سبتمبر 2022 بعد وفاة الشابة الكوردية مسها أميني لدى احتجازها من قبل شرطة الأخلاق في طهران، خرجت مظاهرات وتم ترديد أناشيد مناهضة للنظام ونظمت تظاهرات "عناق مجاني" (free hugs) في هذه المدينة التي كانت أيضا مسرحا لإيقافات ومواجهات عنيفة بين المتظاهرين قوات الحرس الثوري الإيراني المصنف علي قائمة الارهاب.

وعلى غرار ما عليه الحال في كامل مناطق إيران، يعد الشباب -والنساء منهم بالخصوص- رأس حربة في الحركة الاحتجاجية. وبالنسبة إليهن، فإن مقاهي منطقة إكباتان كانت بمثابة أماكن آمنة يمكن لهن الالتقاء فيها دون ارتداء الحجاب الإسلامي.

وحسب "هاميهان" وهي وسيلة إعلام إيرانية، فإن كلفة الأضرار التي تسببت بها علميات الهدم هذه تصل إلى مليار تومان إيراني (حوالى 20 ألف يورو) وهددت الشرطة باعتقال أن شخص يعترض على الهدم.

"إي"  تشارك بمنطقة إكباتان في الحركة الاحتجاجية ضد النظام الإيراني منذ أيلول/سبتمبر الماضي وتقول: بدؤوا في عملية هدم المقاهي في حدود الساعة الخامسة صباحا، وانتهوا منها في حدود الساعة الثامنة".

تؤكد بإنه كان هناك الكثير من المدنيين ورجال الشرطة بدراجاتهم النارية وارتدوا أقنعة لإخفاء وجوههم. "هدموا واجهات المقاهي، حيث كان الزبائن يجلسون وذلك لأن المكان ضيق جدا داخلها، أغلقوا بعض المقاهي لبضعة أيام في السابق ولكن هذه المرة كانوا يريدون هدمها".

قالت " إي " وهي أسم مستعار خوفاعلى حياتها من الاعتقال " توجد هذه المقاهي في منطقتنا منذ نحو عشرة أعوام، كانت تشغل الموسيقى وكان الناس يجدون السعادة فيها، منذ شهر أيلول/سبتمبر الماضي، أصبحت هذه المقاهي أكثر أهمية، وتحولت إلى مكان للمقاومة".

أضافت " تم داخلها تنظيم المظاهرات والنقاشات كما أن النساء يرفض ارتداء الحجاب الإسلامي داخلها، وهو ما جعلها تتحول إلى مكان مستهدف من الجمهورية الإسلامية. وبالتالي فإن عمليات الهدم هذه كانت بمثابة العقاب".

وهي وغيرها من زائري المقاهي في المدينة الايرانية ذهبوا إلى عين المكان لمساعدة أصحاب المقاهي في جمع بقايا الهدم حتى يتمكنوا من إعادة فتح محلاتهم في أحسن حال ممكن.

والآن، يوجد عدد أكبر من الزبائن الذين يتوجهون إلى هذه المقاهي لشراء شيء ما - حتى من الناس غير المتعودين على ارتيادها- وذلك بنية مساعدة أصحابها. استثمر هؤلاء أموالا طائلة في هذه الشرفات، تم تدمير كل شيء في غضون ثلاث ساعات فقط.

منذ شهر أيلول/سبتمبر الماضي شاركت الشابة الايرانية  بفعالة في المظاهرات، حتى قامت الجمهورية الإسلامية بكل ما في وسعها لإسكات صوتهم كما تقول.

نفذوا اعتقالات وهجمات وخربوا المباني التي يعيشون فيها، حتى أنهم حكموا بالإعدام على عدد منهم كما تحدثت للوكالة الفرنسية.

 تغييرات الاحداث في المدينة أحدث فارقا كبيراً لخطوات النظام الايراني بحيث في 26 تشرين الأول/أكتوبر 2022، تعرض عضو في الحرس الثوري الإيراني لإصابة في منطقة إكباتان وتوفي في المستشفى متأثرا بجروجه بعد بضعة أيام. وقام النظام الملالي باعتقال 14 شخصا وسجن ثلاثة منهم في تهم تصل عقوبتها إلى الإعدام.

منتهية حديثها بإنهم يهددون كل الناس. لقد أخرجوا عددا كبيرا من فرق الشرطة والمليشيات في إكباتان، ولكن لم نستسلم أبدا، وسنواصل المقاومة.

منذ بداية المظاهرات في إيران تحت شعار "مرأة، حياة، حرية" في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، قتل ما لا يقل عن 530 شخاص وسقط الآلاف من الجرحى وتم اعتقال الآلاف من الناس.