تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الإدارة الذاتية تطلق مبادرة لحل الأزمة السورية

الإدارة الذاتية
AvaToday caption
كما دعت جميع الأطراف إلى المشاركة في المرحلة الحالية من خلال تسريع الجهود بما لا يتعارض مع القرار الأممي 2254 الخاص بحل الأزمة السورية
posted onApril 19, 2023
noتعليق

في موازاة حراك عدد من دول المنطقة باتجاه دمشق، أعلنت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا  (روجافا) التي تديرها الكورد بشكل كبير أمس الثلاثاء، مبادرة للوصول إلى حل سياسي سلمي للأزمة التي تعيشها البلاد تشمل جميع الأطراف ولا تتعارض مع المقررات الدولية لا سيما القرار 2254.

وشرحت الإدارة الذاتية مبادرتها في مؤتمر صحافي عقد بمدينة الرقة حضره مسؤولو الإدارة ورؤساء، وتضمنت تسع نقاط رئيسة مبدية في الوقت عينه استعدادها لإجراء حوار مع دمشق والأطراف السورية المختلفة "من أجل التشاور والتباحث لتقديم مبادرات وإيجاد حل للأزمة السورية".

 

وجاء في بيان حل الأزمة الذي تلاه الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية عبد حامد المهباش التأكيد على وحدة الأراضي السورية، و"أنه لا يمكن حل المشكلات التي تعيشها سوريا إلا في إطار وحدة البلاد"، وشددت الإدارة الذاتية على ضرورة الاعتراف بالحقوق المشروعة لسائر المكونات الإثنية والدينية التي تشكل المجتمع السوري، وحماية الحقوق الجماعية لهذه المكونات وتطوير القيم والآليات الديمقراطية، وتأسيس نظام إداري سياسي ديمقراطي تعددي لامركزي يحفظ حقوق الجميع.

وانطلاقاً من تجربتها في حكم وإدارة مناطق روجافا، شددت الإدارة الذاتية على أن اعتماد نموذج الإدارات الذاتية في البلاد يضمن مشاركة السوريين في "الإشراف المباشر على تسيير أمور مناطقهم لتذليل العقبات ومواجهة التحديات فيها"، معتبرة أن هذا النموذج قائم على مبدأ حرية المرأة وحماية البيئة وفق البيان.

واعتبرت الإدارة الذاتية التي تتميز مناطقها بوجود حقول النفط فيها أكثر من تلك التي يسيطر عليها النظام أو المعارضة السورية أن الموارد الطبيعية في مختلف المناطق هي ملك لجميع السوريين، وعليه "يجب أن يتم توزيعها بشكل عادل بين كل المناطق السورية"، مبدية في الوقت نفسه استعدادها لمشاركتها مع دمشق من خلال الاتفاق والتفاوض، كما طالبت النظام بتحمل مسؤوليته لإعادة فتح معبر "تل كورجر" (اليعربية) الحدودي مع العراق لضمان وصول المساعدات إلى مناطق الإدارة الذاتية.

ولفتت إلى أنها على استعداد لاستقبال النازحين واللاجئين السوريين الذين اضطروا إلى ترك مناطقهم وتخفيف معاناتهم الإنسانية "وفق إمكاناتها المتاحة" بهدف التقليل والحد من المشكلات والمخاطر التي تواجه أبناء الشعب السوري، وأكدت استمرارها في مكافحة الإرهاب، مشددة على أنها تحملت مسؤولية درء خطر التنظيمات الإرهابية "نيابة عن العالم عن طريق تقديم التضحيات الجمة".

ودعت الإدارة الذاتية، تركيا التي اتهمتها بشن هجمات على مناطقها ومحاولة اغتيال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" الذي كان برفقة ضباط أميركيين في السليمانية قبل أسبوعين، إلى إنهاء احتلالها الأراضي السورية، وقالت إنها تريد العيش بسلام مع تركيا وجميع دول الجوار محتفظة بحقها في "الدفاع المشروع عن النفس بحال شن تركيا هجمات عدوانية على شعبنا وأرضنا".

وتوجهت الإدارة في النقطة الثامنة من مبادرتها إلى الدول العربية والأمم المتحدة وجميع القوى الدولية الفاعلة في الشأن السوري، وطالبتها بـ"دور إيجابي وفعال" من أجل المساهمة في حل مشترك مع دمشق والإدارة الذاتية والقوى الوطنية الديمقراطية، كما دعت جميع الأطراف إلى المشاركة في المرحلة الحالية من خلال تسريع الجهود بما لا يتعارض مع القرار الأممي 2254 الخاص بحل الأزمة السورية، مؤكدة أنها على استعداد لمناقشة جميع وجهات النظر ومشاريع الحلول وترتيب الإجراءات اللازمة لاحتضان الأطراف وإطلاق مباحثات الحوار والحل الوطني.

وعن أسباب طرح هذه المبادرة في هذا التوقيت قال الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية عبد حامد المهباش إنهم يؤمنون بالحل السلمي والسياسي لأزمة البلاد التي دخلت عامها الـ13، "ولا أفق واضحاً للحل لا سيما وأن المجتمع الدولي أخفق حتى الآن في إيجاد حل لهذه الأزمة نتيجة تناقض المصالح الدولية والإقليمية في الساحة السورية"، مؤكداً أن طرحهم المبادرة يهدف إلى أن يكون الحل داخلياً سورياً ومن قبل مختلف الأطراف السورية لإنهاء المأساة السورية.

أضاف رئيس المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية أنهم جديون في طرح مبادرتهم، وهي برسم النظام والأطراف السورية الأخرى "التي يتوجب عليها تلبية رغبات الشعب السوري وتحقيق طموحاته لتكون سوريا دولة ديمقراطية تضمن حقوق جميع المكونات السورية دستورياً"، موضحاً أن هناك برنامجاً واضحاً للحل في سوريا "إذا ما تم التعامل بشكل جدي وفعال مع هذه المبادرة من قبل الأطراف السورية الأخرى".