تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

توترات إيران وأذربيجان تدخل مرحلة جديدة

أذربيجان
AvaToday caption
صمت باكو في مواجهة الطلبات المتتالية من الخارجية الإيرانية لـ "توضيح" موقف أذربيجان من تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي في يوم افتتاح سفارة الدولة في تل أبيب، زاد التوتر بين البلدين الجارين
posted onApril 4, 2023
noتعليق

"الجواسيس وإسرائيل والاغتيالات".. ثلاثية اتهامات متبادلة تفاقم مستوى التوتر بين طهران وباكو بشكل غير مسبوق بين البلدين.

وتتهم إيران، أذربيجان بتشكيل جبهة موحدة مع إسرائيل ضد طهران، فيما تتهم باكو الأخيرة بالعمل على تشكيل شبكات تجسس واستهداف أمنها الداخلي وبينها الاغتيالات.

وفي ظل هذا التصعيد الإعلامي والسياسي بين البلدين، أعلنت وسائل إعلام أذربيجانية اعتقال 5 إيرانيين، الإثنين، بتهمة التجسس ومحاولة اغتيال النائب فاضل مصطفى، الذي تعرض لهجوم قرب منزله مساء، الثلاثاء الماضي، في باكو.

وقالت وكالة أنباء "خبر أون لاين" الإيرانية، إن "هناك معلومات تشير إلى اعتقال أذربيجان 6 إلى 8 أشخاص يشتبه في صلتهم بالهجوم المسلح ضد النائب فاضل مصطفى، وكان 4 منهم قد سافروا سابقًا إلى إيران".

وأضافت الوكالة، بحسب مصادرها الخاصة، أن "هناك 5 إيرانيين جرى توقيفهم في باكو، الإثنين، بتهمة الوقوف وراء هذا الهجوم".

ووصفت منظمة الأمن الداخلي الأذربيجانية محاولة اغتيال النائب فاضل مصطفى، بأنها "هجوم إرهابي".

والنائب مصطفى يعد من أشد المنتقدين للنظام الإيراني وتعرض لإطلاق نار في باكو يوم، الثلاثاء الماضي، وتم نقله إلى المستشفى.

وقال آزدار علييف، مساعد مصطفى، الإثنين، إن "الحالة الجسدية لعضو البرلمان تحسنت وسيعود إلى منزله في الأيام المقبلة".

واتخذت شرطة أذربيجان إجراءات أمنية في المستشفى لإنقاذ حياة فاضل مصطفى.

وقال أيخان حاجي زاده، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأذربيجانية، إن "التحقيق الأولي بشأن محاولة اغتيال النائب مصطفى يشير إلى آثار أقدام إيران"، لكنه لم يخض في مزيد من التفاصيل حول هذا الأمر.

ويعد هذا الحدث بمثابة توتر جديد في العلاقات بين طهران وباكو، التي تصاعدت بين البلدين بعد شهرين قبل أن هاجم مواطن إيراني مسلح سفارة جمهورية أذربيجان في طهران وقتل رئيس فريق الحماية الأمنية بالسفارة في 27 من يناير/كانون الثاني الماضي.

وسحبت أذربيجان جميع موظفيها الدبلوماسيين من إيران، وحالياً فقط قنصليتها في مدينة تبريز مفتوحة وتقدم الخدمات القنصلية.

وصمت باكو في مواجهة الطلبات المتتالية من الخارجية الإيرانية لـ "توضيح" موقف أذربيجان من تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي في يوم افتتاح سفارة الدولة في تل أبيب، زاد التوتر بين البلدين الجارين.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في لقاء مع وزير الخارجية الأذربيجاني جيجون بيراموف الأسبوع الماضي إن حكومتي إسرائيل وأذربيجان "لديهما نفس الفهم" حول التهديدات التي تشكلها إيران، وأن افتتاح سفارة جمهورية أذربيجان في تل أبيب هي "مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية".

ولم يذكر وزير خارجية أذربيجان إيران على الإطلاق خلال زيارته لإسرائيل، لكن طهران اعتبرت صمت باكو تجاه كلام وزير الخارجية الإسرائيلي تهديدًا لإيران.

وفي إشارة إلى التصريح القاسي لوزارة الدفاع الأذربيجانية بشأن تصريحات قائد القوات البرية للجيش الإيراني، العميد كيومرث حيدري، بأن "إسرائيل وداعش" موجودان في أذربيجان وأن باكو رفعت مستوى جاهزية قواتها العسكرية.

وفي غضون ذلك، لم توضح إيران ما نقلته وسائل الإعلام الأذربيجانية بشأن "اختفاء آثار أقدام فريد سفرلي، طالب جمهورية أذربيجان" الذي كان يقوم برحلة سياحية إلى إيران منذ أواخر فبراير/شباط الماضي، وأكدت والدة هذا الطالب اختفائه في إيران.

وفيما يقضي السفير الإيراني في باكو "عباس موسوي" أيامه الأخيرة بعد قرب انتهاء مهامه وتعيين "مجبتى دميرشي لو" سفيراً جديداً، استدعت وزارة الخارجية لجمهورية آذربيجان، الإثنين، عباس موسوي، للاحتجاج على المواقف الإيرانية المعادية لحكومة أذربيجان.

وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية، إنه "خلال استدعاء السفير الإيراني في باكو، قدمت سلطات أذربيجان لموسوي قائمة بالمواد والتقارير التي نشرت في وسائل الإعلام الإيرانية ضد أذربيجان وحملت طهران مسؤولية "تعميق الخلاف".

كما انتقدت الخارجية الأذربيجانية تصريحات مسؤولي الحكومة الإيرانية ضد جمهورية أذربيجان.

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية قبل يومين أنه "في أعقاب استمرار الأعمال غير اللائقة والسب من قبل بعض وسائل الإعلام في أذربيجان"، أرسلت سفارة إيران مذكرة احتجاج إلى وزارة خارجية جمهورية أذربيجان.

وقال محلل الشؤون الدولية في إيران، مهدي خورسند، "إذا كان هناك تغيير في مقاطعة سيونيك الواقعة جنوب جمهورية أرمينيا، فسيكون بالتأكيد على حساب إيران ولن تصمت إيران أيضًا".

وسيونيك هي المقاطعة المتاخمة لإيران في أرمينيا، وتعتبر العمود الفقري لأرمينيا على الصعيدين الأمني والاقتصادي، كما افتتحت إيران العام الماضي قنصلية لها في هذه المقاطعة.

ومنذ سنوات، كانت أذربيجان وأرمينيا في حالة توتر حول مناطق مثل كاراباخ وسيونيك، لكن الصراع بين هذين البلدين بلغ ذروته في السنوات الأخيرة، حتى أنه أدى إلى صراع عسكري بين البلدين في عام 2020.

وقال المحلل الإيراني إنه "على الرغم من انتهاء الصراع العسكري بين البلدين بوساطة دول المنطقة، إلا أن الخلافات الإقليمية ما زالت قائمة، وتصاعدت التوترات بين البلدين مرة أخرى في الأشهر الأخيرة".

وأضاف مهدي خورسند: "علينا أن نرى التطورات في جنوب القوقاز في سياق أكبر من أرمينيا وأذربيجان، لأن الجهات الفاعلة الإقليمية مثل تركيا وروسيا وإيران والجهات الفاعلة خارج المنطقة مثل الاتحاد الأوروبي بقيادة فرنسا وإسرائيل وإلى حد أقل الولايات المتحدة متورطة في هذه القصة، كل من هؤلاء الممثلين مشغولون بلعب الأدوار".

وتابع: "تحتاج تركيا بشدة إلى ربط جغرافيتها بأذربيجان عبر ناخيتشيفان وجنوب أرمينيا، لذا فإن أحد احتياجاتها الأساسية للخروج من الاحتكار الجيوسياسي لإيران هو أن يكون لها طريق مباشر وأقصر على شكل الطريق الأذري التركي".

واعتبر الباحث والمحلل الإيراني إن "إسرائيل التي تواجه احتجاجات داخلية ضد حكومة نتنياهو يعتبر قادة إسرائيل أن "الحركات الداخلية في الأراضي الإسرائيلية هي نتيجة تصرفات إيران، فهم يحاولون تغيير الرأي العام للنظام الإسرائيلي، وإبعاد رأي المجتمع الدولي عن أفعال هذا النظام، حتى يتم إزالة نتائج الضغوط من حكومة نتنياهو".

وأضاف: "لذلك، فإن النظام الإسرائيلي، بصفته جهة فاعلة قادرة على تنفيذ أفكار زعزعة استقرار الجغرافيا المحيطة بإيران، ويعتبر التوتر بين أذربيجان وأرمينيا فرصة استثنائية لممارسة ضغط متبادل على إيران".

ولفت مهدي خورسند "لقد ذكرت مرات عديدة وسأكرر مرة أخرى أن احتمال تجدد التوتر بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا لا يزال ساخنًا ومحتملًا".

وأشار: "كما كادت إيران أن تعلن موقفها الرسمي، بحيث إذا تعرضت مصالحها للخطر من خلال الاستحواذ على ممري سيونيك وزانغزور، وأصبحت ملكية هذين الممرات بيد أذربيجان، فستقف إيران ضد هذه القضية لأن مصالحها ستكون في خطر اقتصادي وسياسي وأمني".

وختم قوله: "أعتقد أن الحرب ستندلع على الأرجح، لكن من غير المرجح أن تدخل أذربيجان في توتر مع إيران، وفي رأيي، نظرًا لحقيقة أن أرمينيا في موقف ضعيف هذه الأيام وهناك احتمال أن تتنازل عن كاراباخ وتعطي سيادتها لأذربيجان، بدلاً من مهاجمة واحتلال مقاطعة سيونيك، يجب على جمهورية أذربيجان أن تتجه نحو تحرير كاراباخ".