تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

حكمة شطرنج دولية إيرانية تدفع ثمن تأييدها للاحتجاجات

شهرة بيات
AvaToday caption
نالت بيات جائزة المرأة الشجاعة الدولية من الولايات المتحدة في عام 2021 واستخدمت منصتها منذ ذلك الحين للدفاع عن النساء الإيرانيات. وقالت، "عندما أستطيع، عندما تسنح الفرصة، يتعين علي رفع صوت الشعب الإيراني"
posted onJanuary 13, 2023
noتعليق

قالت حكمة الشطرنج الإيرانية شهرة بيات إن لفتة التضامن مع مواطناتها في بطولة أقيمت بأيسلندا تسببت في خلاف مع الاتحاد الدولي للعبة وطردها من لجنة التحكيم.

وارتدت بيات قميصاً مكتوباً عليه "المرأة، الحياة، الحرية" في بطولة أقيمت في أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك بعد قليل من انطلاق احتجاجات إيران إثر وفاة مهسا أميني (22 عاما) في الحجز لدى الشرطة بتهمة مخالفة قواعد الزي الصارمة في البلاد.

وقالت بيات (35 عاماً) لوكالة "رويترز" في مقابلة عبر الفيديو، "لا أعتقد أن من الطبيعي التزام الصمت تجاه هذا الأمر".

وتعد بيات من ضمن مجموعة من الشخصيات الرياضية التي اصطدمت بالسلطات بسبب الحجاب والتعبير عن التضامن مع المتظاهرين المناهضين للحكومة. وأضافت، "هذه مسألة كبيرة تخص حقوق الإنسان. أعتقد أنه إذا التزمنا الصمت تجاه هذه الأمور، فلن نستطيع أن نغفر لأنفسنا".

وذكرت بيات، التي اتهمتها إيران أيضاً بانتهاك قاعدة ارتداء الحجاب في إحدى البطولات في 2020، أن الاتحاد الدولي للشطرنج استبعدها من لجنة التحكيم بعدما أثارت غضب رئيسه أركادي دفوركوفيتش.

وقالت إن دفوركوفيتش طلب منها تغيير زيها في أيسلندا بعد أن أثار مسؤول شطرنج آخر الأمر. وعادت للظهور مرة أخرى في البطولة مرتديةً حلة صفراء وقميصاً أزرق، وهما لونا العلم الأوكراني.

وأكد الاتحاد الدولي للشطرنج أن دفوركوفيتش طلب منها عدم ارتداء القميص الذي كانت مكتوبة عليه عبارات عن حقوق المرأة. وقال إنه يحترم أنشطة بيات السياسية لكنها "تجاهلت التعليمات المباشرة لها بالتوقف عن وضع الشعارات على ملابسها".

وقال الاتحاد في بيان لـ"رويترز"، "مهما كان السبب نبيلاً أو لا خلاف عليه، فإن القيام بنشاط من هذا النوع غير مناسب وغير مهني".

وتعتبر طهران المحتجين مجرد دمى في مسعى يقوده الغرب للإطاحة بالحكومة.

واتهمت بيات دفوركوفيتش، الذي كان نائباً لرئيس الوزراء الروسي من عام 2012 إلى 2018، بالخضوع لأحكام السياسة.

وقالت، "إيران وروسيا متحدتان جداً في الحرب ضد أوكرانيا... كان هذا هو السبب على الأرجح عندما طلب مني دفوركوفيتش أن أخلع قميصي... قميصي لم يكن له مغزى سياسي على الإطلاق... إنه يحمل أحد أجمل الرسائل بشأن حقوق المرأة في العالم".

ووفقاً لرسالة اطلعت عليها "رويترز"، قال مسؤول كبير في الاتحاد الدولي للشطرنج لبيات إنه تم استبعادها من اللجنة لأن دفوركوفيتش كان "غاضباً" منها.

ولم يرد دفوركوفيتش على طلب للتعليق.

وقال الاتحاد إنه لم يناقش اتخاذ أي إجراء تأديبي ضد بيات ويقدرها كحكم.

وتعيش بيات في لندن خوفاً على سلامتها بعد أن أثارت صور لها في بطولة 2020 بروسيا انتقادات في وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية.

وقالت بيات في ذلك الوقت إنها ارتدت الحجاب خلال المباريات الأولى للبطولة على رغم أنها لا توافق عليه لكنه كان فضفاضاً ولم يظهر من بعض الزوايا في الصور.

ومنذ الثورة في إيران، يتعين على جميع النساء ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، وكذلك النساء الرياضيات في الخارج. وقد تتعرض السيدات اللواتي يخالفن قواعد الزي إلى التوبيخ علناً أو الغرامة أو القبض عليهن.

ونالت بيات جائزة المرأة الشجاعة الدولية من الولايات المتحدة في عام 2021 واستخدمت منصتها منذ ذلك الحين للدفاع عن النساء الإيرانيات. وقالت، "عندما أستطيع، عندما تسنح الفرصة، يتعين علي رفع صوت الشعب الإيراني".

في الأثناء، تواصلت الإدانات في إيران والعالم ضد إعدام المتظاهرين على خلفية الاحتجاجات المتواصلة في أنحاء البلاد.

وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول) تظاهرات إثر وفاة الشابة مهسا أميني. وقتل المئات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات. كما تم توقيف الآلاف على هامش التحركات التي يعتبر مسؤولون إيرانيون جزءاً كبيراً منها بمثابة "أعمال شغب" يقف خلفها "أعداء" البلاد.

وفي السياق، نشرت أكثر من 700 شخصية أدبية وفنية وثقافية من دول مختلفة بياناً بعنوان "انتفاضة ضد جرائم القتل التي يرتكبها النظام الإيراني"، أدانوا فيه إعدام المواطنين المتظاهرين على خلفية التظاهرات، وطالبوا مؤسسات حقوق الإنسان والشخصيات الثقافية حول العالم بوقف عمليات الإعدام، وفقاً لما ذكره موقع "إيران إنترناشيونال".

من بين هؤلاء أسماء مشاهير الكتاب الأميركيين مثل بول أوستر، وسيري هاستوت، وتشارلز بيرنشتاين، وكتاب أعضاء في فروع رابطة القلم العالمية (PEN) في ألمانيا وفرنسا والدنمارك والنرويج وفنلندا، إلى جانب شخصيات فنية وثقافية إيرانية داخل البلاد وخارجها.

وجاء في البيان: "اليوم نقف عند نقطة مؤلمة في التاريخ، عندما تضطر أمة إلى أن تصرخ في الشوارع مطالبةً بالحياة كمطلب ثوري وكجزء أساسي من شعارها، أي المرأة، الحياة، الحرية، تصرخ في الشوارع وتدفع ثمن الحصول على هذه الجوهرة الثمينة".

وأشارت الشخصيات الأدبية والفنية بالعالم في رسالتها إلى 40 حكماً قضائياً ثقيلاً بتهم وهمية وغير قانونية مثل "الإفساد في الأرض" و"الحرابة" وقتل المحتجين "بأقسى طريقة" يمكن تخيلها "وتكرار المحاكم الصورية من دون محامين للمعتقلين".

وطالب البيان المؤسسات الدولية لحقوق الإنسان والفنانين والمثقفين وكذلك الرأي العام العالمي بمنع استمرار "هذا القتل" من خلال الاحتجاج العام بأي طريقة ممكنة.

وطالبت منظمة العفو الدولية النظام الإيراني بوقف كل عمليات الإعدام المتعلقة بالاحتجاجات التي تشهدها البلاد فوراً، ودانت المنظمة، في بيان، ما وصفته بالإعدام "التعسفي" لكل من محمد مهدي كرامي وسيد محمد حسيني محذرة من أن هناك آخرين يواجهون المصير نفسه.

كما وقع 500 ناشط أكاديمي ومدني وحقوقي في إيران على رسالة تطالب بوقف إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام بحق المعتقلين خلال الاحتجاجات.

من جانبه، وبخ الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا، السفير الإيراني الجديد في بلاده أثناء تقديمه أوراق اعتماده، معرباً عن "استيائه من القمع الوحشي للاحتجاجات" في إيران.

وخلال استقبال ماتاريلا الدبلوماسي بمقر الرئاسة في روما "عبر عن إدانة إيطاليا الشديدة واستيائه الشخصي للقمع الوحشي للتظاهرات وإصدار أحكام الإعدام بحق الصحافيين وعديد من المتظاهرين"، وفق ما جاء في بيان للرئاسة.

قال وزير الدولة بوزارة الشؤون الخارجية البريطانية ليو دوكيرتي أمام البرلمان الخميس إن بريطانيا تدرس تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، لكنها لم تتخذ بعد قراراً نهائياً في هذا الشأن.

وقال دوكيرتي خلال مناقشة للوضع في إيران دعا خلالها بعض الأعضاء إلى حظر الحرس الثوري "سأكون مخطئاً إذا قدمت تكهنات... في شأن نتيجة الدراسة التي تجريها الحكومة في الوقت الراهن لهذه القضية، وهي دراسة تجري بجدية".

وأضاف "لكن، يمكنني القول إنني أعتقد أن الدعوات في جميع أركان هذا المجلس، والوحدة التي يتم بها توجيه هذه الدعوات من جميع الأطراف ستكون موضع اعتبار لدى الحكومة وهذا أمر نأخذه بدرجة كبيرة من الاهتمام".

وفي حالة تصنيف الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية فسيترتب على ذلك توصيف الانتماء له وحضور اجتماعاته وحمل شعاره في الأماكن العامة بأنه جريمة جنائية في بريطانيا. ويخضع الحرس الثوري بالفعل لعقوبات بريطانية.