تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

صار للواقع الافتراضي ملمس حقيقي!

اللمس الإفتراضية
AvaToday caption
تعاون الفريق مع جامعة "إي تي إتش زيوريخ" السويسرية، لابتكار تقنية تسمح بخروج المواد المختلفة من الطابعة بسهولة مع بقاء أبعادها ثابتة على القاعدة
posted onNovember 13, 2022
noتعليق

لا يزال امام الواقع الافتراضي طريق طويل للوصول الى محاكاة للواقع تتطابق معه بشكل يصعب معه التفريق بين العالمين، لكن التكنولوجيا تقطع كل يوم شوطا جديدا في ردم هذه الهوة، اذ توصل فريق علمي لتصنيع قفاز يتيح لمستخدمه الإحساس بالمواد التي يلمسها في الواقع الافتراضي، من خلال تطبيق قوى متغيرة على سطح اليد.

وتشهد التقنيات المصاحبة للواقع الافتراضي تطورا ملحوظا في الآونة الأخيرة، في إطار سباق للوصول بالمستخدمين إلى تحقيق تجربة أقرب ما تكون إلى الواقعية.

وتتعلق تقنية اللمس والحركة لدى البشر بآليات حسّية وحركية معيّنة، يقوم الدماغ بتحليلها لمعرفة ما هو الجسم الملموس أو وضع الجسم. وهذا هو المبدأ الذي تعمل عليه تقنية اللمس الإفتراضية، لكن عبر إيهام الدماغ بملمس أو حركة معيّنة غير موجودة في الواقع.

وتشبه هذه التقنية الجديدة تقنية اللمس في لوحات المفاتيح التي نجدها في شاشات الهواتف الذكية، وحركات الإهتزاز التي تصدرها عند الضغط عليها، أو إحساس الإهتزاز الذي تعطيه مقابض الألعاب في مواقف معيّنة داخل الألعاب.

وتصول باحثون من جامعة "إي إف بي إل" السويسرية ضمن مشروع استمر 4 أعوام الى تطوير مواد بوليميرية جديدة نشطة كهربائيا، يمكن طباعتها بطابعة ثلاثية الأبعاد.

ويمكن للقفاز الجديد تقديم تجربة متكاملة تتضمن الإحساس بالأشياء وكأنها حقيقية الملمس والحجم، من خلال استخدام 3 أنواع مختلفة من المستشعرات الحركية في القفاز.

وضع الباحثون جسيمات مكورة تحت الأصابع لتولد إحساسا دقيقا بملمس الأسطح المختلفة، فضلا عن تزويد القفاز بفرامل تعمل بالكهرباء المتولدة من الاحتكاك، لتزويده بالصلابة اللازمة لشد المفاصل ومحاكاة ملمس الأشياء القاسية عند لمسها.

ويعمل النوع الثالث من المستشعرات على تحسين تجربة الواقع الافتراضي من خلال تضييق السطح الخارجي على ظهر اليد، ليكون القفاز متناسبا تماما مع شكل يد المستخدم، وتسمح أيضا بتطبيق ضغط خارجي أيضا على سطح اليد خلال خوض تجربة الواقع الافتراضي.

وقالت دورينا أوبريس، قائدة الفريق البحثي: "تتفاعل المواد البوليميرية المستخدمة مع الحقول الكهربائية وتتقلص مثل العضلات، وتعمل عمل مستشعر يمتص القوى الخارجية ويولد نبضة كهربائية منها، فضلا عن إمكانية استخدامها لتوليد الطاقة من الحركة"؛ وفقا لموقع تك إكسبلور.

وأضافت: "استخدمنا مواد محلة كيميائيا لوضع 1000 طبقة رقيقة بالطباعة ثلاثية الأبعاد فوق بعضها، مع التناوب بين طبقات بوليميرية وطبقات موصلة للتيار الكهربائي".

وتعرض الباحثون لتحد آخر في الحاجة لمطابقة استمرارية خروج المواد البوليميرية والموصلة للكهرباء مع بعضها، من فوهة الطابعة ثلاثية الأبعاد.

وتعاون الفريق مع جامعة "إي تي إتش زيوريخ" السويسرية، لابتكار تقنية تسمح بخروج المواد المختلفة من الطابعة بسهولة مع بقاء أبعادها ثابتة على القاعدة.

وبعد إجراء سلسلة من الاختبارات، وصل الباحثون إلى تركيبة واعدة للمواد، من خلال إنتاج سائل ثابت الأبعاد بما يلزم لطباعة المواد البوليميرية النشطة كهربائيا.

ويعمل الباحثون على تطوير عمل العضلات المطبوعة، ويطمحون للتفوق في التقنية كأول فريق بحثي في العالم، بالتنافس مع معهد "ماساتشوستس" الأميركي للتقنية الذي يعمل على تقنية مشابهة.

وحالها كحال أي تكنولوجيا جديدة، أمام تقنية اللمس الإفتراضية الكثير من الفرص والإمكانيات التي يمكن أن تقدّمها في المستقبل. كذلك فإنّ إساءة إستخدامها قد تحولها لأداة مؤذية تعرض الآخرين للضرر والإساءة.

فعلى الرغم من الإستخدامات الكثيرة التي يمكن توظيف تقنية اللمس الإفتراضية فيها سواء في الترفيه أو التعليم أو غيره، ظهرت أصوات تدعو لتطوير هذه التقنية لتتضمن إضافات تدخل إحساس الألم الحقيقي ضمن الألعاب أو إحساس اللسعات والصدمات الكهربائية ضمن ألعاب الفيديو التي تعتمد على الواقع الإفتراضي.

في المقابل علت أصوات معارضة لذلك مشيرة إلى أنه لا يجب تجاوز الحدود والتعدي على جسم وشخصية اللاعب، حتى لو لم يكن هناك شخص آخر يقوم بهذا الاعتداء بشكل مباشر.