حذرت وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض ووزارة الدفاع من تبعات استخدام المسيرات والصواريخ الإيرانية في دعم الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، وسط تلويح بفرض عقوبات على طهران وأطراف أخرى قد تساعد موسكو في مساعيها.
وأكد نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، الإثنين، أن "التعاون بين روسيا وبين إيران في مجال الطائرات المسيرة تهديد حقيقي يجب التعامل معه من قبل المجتمع الدولي".
وأشار باتيل إلى أن "استخدام الطائرات الإيرانية المسيرة من قبل روسيا يدل على النقص الحاد في الأسلحة الروسية بسبب العقوبات عليها".
وأضاف "حذرنا من خطر الطائرات الإيرانية المسيرة المرسلة إلى روسيا منذ يوليو الماضي".
وقال باتيل: "لن نتردد في فرض عقوبات على إيران وعلى الأطراف الضالعة في نقل الطائرات المسيرة".
وأكد مسؤول عسكري رفيع في وزارة الدفاع الأميركية، في إفادة صحفية، الإثنين، أن إيران زودت روسيا بمئات المسيرات الهجومية.
وذكر المسؤول أن "القوات الروسية تواصل شن ضربات عشوائية في جميع أنحاء أوكرانيا، مستخدمة صواريخ مختلفة وطائرات بدون طيار هجومية إيرانية".
ونوه المسؤول العسكري إلى أن "روسيا قصفت عمداً البنية التحتية المدنية وأهدافا غير عسكرية بهدف إلحاق الأذى بالمدنيين".
من جهتها، اتهمت المتحدثة باسم البيت الأبيض، ، إيران بـ "ترويج أكاذيب". بشأن تزويدها لروسيا بمسيرات تستخدم ضد مدنيين في أوكرانيا.
وناقش وزراء الاتحاد الأوروبي، الإثنين، استخدام موسكو لمسيرات إيرانية الصنع لضرب أهداف في أوكرانيا، لكن من غير المتوقع فرض عقوبات بعد.
ورفضت طهران الاتهامات بأنها زودت روسيا بأسلحة "لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا"، بعد تقارير عن وقوع غارات شنتها طائرات مسيرة استهدفت العاصمة، كييف.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الإثنين، إن طهران لم تزود روسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في أوكرانيا.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي أسبوعي "الأنباء المنشورة عن تزويد إيران روسيا بطائرات مسيرة لها أطماع سياسية، وتنشرها مصادر غربية، لم نوفر أسلحة لأي طرف من الدولتين المتحاربتين".
وكان مسؤول أميركي أبلغ صحيفة بوليتيكو، في وقت سابق الإثنين، أن الولايات المتحدة تعتزم معاقبة إيران لمساعدتها روسيا في حربها على أوكرانيا.
وجاءت تصريحات المسؤول، الذي لم يرد الكشف عن هويته "نظرا لحساسية الموضوع"، في أعقاب تقارير تفيد بأن طهران تخطط لإرسال صواريخ إلى موسكو لاستخدامها في ساحات المعارك.
والعقوبات، التي من المرجح أن تشمل عقوبات اقتصادية وربما بعض ضوابط التصدير، تستهدف أيضا أطرافا ثالثة تساعد طهران وموسكو، وفقا للمسؤول.
وقال المصدر الأميركي للصحيفة: "هل سنفعل المزيد بشأن المبيعات العسكرية الإيرانية لروسيا؟ بكل تأكيد. بالنسبة إلى أي شخص في العالم إما يبيع مواد لإيران يمكن استخدامها (في طائرات بدون طيار) أو صواريخ بالستية، أو يشارك في الرحلات الجوية بين إيران وروسيا: ابذل قصارى جهدك، لأننا بكل تأكيد سنفرض عقوبات على أي شخص يساعد الإيرانيين ويساعد الروس في قتل الأوكرانيين".
ورفض المسؤول الخوض في تفاصيل العقوبات المستقبلية أو التعليق مباشرة على التقارير الأخيرة حول صفقات الأسلحة الإيرانية الروسية، وأشار إلى أن إدارة الرئيس، جو بايدن، تحدثت علنا في الماضي عن مثل هذه المبيعات وأوضحت أنها ستؤدي إلى عقوبات.
وقال: "لقد كنا نحذر الناس علنا بشأن المبيعات القادمة، بما في ذلك مبيعات الطائرات بدون طيار منذ الصيف... لقد كذبت إيران بشأنها للتو، وتم كشف كذبهم".
وأشارت بوليتيكو إلى دعوات غير أميركية لمعاقبة إيران في حال ثبت تورطها في الصراع، مشيرة إلى مطالبة وزير الخارجية الإستوني، أورماس راينسالو، باتخاذ إجراءات رادعة قوية ضد إيران ردا على مبيعات الطائرات المسيرة.
وقال وزير خارجية لوكسمبورغ، جان أسيلبورن، الإثنين، إن عقوبات الاتحاد الأوروبي الإضافية على إيران لن تقتصر على إدراج بعض الأفراد في القائمة السوداء إذا ثبت تورط طهران في حرب روسيا على أوكرانيا.
وأكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الإثنين، أن الاتحاد يسعى للحصول على أدلة دامغة على أي تورط إيراني في حرب روسيا على أوكرانيا.
إلا أن بوليتيكو قالت إن هذه الدعوة "ليست خيارا سهلا" بالنسبة للاتحاد الأوروبي، الذي يواجه "صعوبات" في تحقيق توازن بين معاقبة إيران على مساعدتها روسيا ومحاولة الحفاظ على المحادثات بشأن الاتفاق النووي مع إيران التي يقودها الاتحاد الأوروبي، والتي لاتزال تراوح مكانها.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن أكثر من 20 طائرة مسيرة انتحارية، يرجح أنها إيرانية الصنع، ضربت مدينة كييف، يوم الإثنين، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، فضلا عن وقوع أضرار مادية.
ونفت إيران بيع أي أسلحة لروسيا لاستخدامها في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الإثنين، إن طهران لم تزود روسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في أوكرانيا.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي أسبوعي: "الأنباء المنشورة عن تزويد إيران روسيا بطائرات مسيرة لها أطماع سياسية، وتنشرها مصادر غربية، لم نوفر أسلحة لأي طرف من الدولتين المتحاربتين".