تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.. ماذا ينتظر العالم؟!

الحوثيين
AvaToday caption
جاءت الاعتداءات الإرهابية الحوثية الأخيرة لتثبت لإدارة "بايدن" خطأ الافتراض، الذي استندت إليه، والذي يقوم على أن مليشيا الحوثي يمكن أن تتعامل بمنطق الدولة، لا بمنطق المليشيا، وأنها يمكن أن تكون شريكا في التوصل إلى تسوية سلمية للصراع في اليمن
posted onFebruary 8, 2022
noتعليق

د. أمل عبدالله الهدابي

شكلت الاعتداءات الإرهابية لمليشيا الحوثي ضد منشآت مدنية إماراتية خلال أسابيع ماضية وجرائمها المستمرة ضد شعب اليمن والأراضي السعودية، دليلاً قاطعا على طبيعة هذه المليشيا الإرهابية.

ومع ذلك، لا تزال التحركات الدولية، الرامية إلى تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية، بطيئة وغير متناسبة مع الجرائم التي ترتكبها هذه المليشيا، التي تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتهديداً حقيقياً على المنشآت المدنية، وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد، كما تشكل تهديداً للسلم والأمن الإقليميين، وتضر بالأمن والسلم الدوليين، وتشكل خطراً على خطوط الملاحة التجارية الدولية.

لقد طالبت دولة الإمارات بصورة رسمية بإدراج "الحوثي" في قائمة الإرهاب الأمريكية بعد الاعتداءات الإرهابية، التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على أراضيها، كما تحرك كثير من أعضاء الكونجرس الأمريكي للمطالبة بإعادة إدراج الحوثيين على قائمة التنظيمات الإرهابية المحظورة، وهو الإجراء الذي سبق واتخذه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في 19 يناير 2021م -خلال أواخر عهده- قبل أن يقوم الرئيس جو بايدن برفع "الحوثي" من لائحة الإرهاب الأمريكية تحت ذريعة "السماح بعمل المنظمات الإنسانية في اليمن ومحاولة الوصول إلى حل ينهي الحرب هناك".. وهذا طبعا ما لم يحدث، بل على العكس شجعت الخطوة الأمريكية مليشيا الحوثي على توسيع دائرة عملياتها الإرهابية لتصل إلى ضرب منشآت مدنية، خرقا لكل الأعراف والقوانين.

وهكذا، فقد جاءت الاعتداءات الإرهابية الحوثية الأخيرة لتثبت لإدارة "بايدن" خطأ الافتراض، الذي استندت إليه، والذي يقوم على أن مليشيا الحوثي يمكن أن تتعامل بمنطق الدولة، لا بمنطق المليشيا، وأنها يمكن أن تكون شريكا في التوصل إلى تسوية سلمية للصراع في اليمن، متناسية حقيقة أن المليشيات لا يمكن أن تتعامل بمنطق الدول الوطنية، وأنها مجرد ذراع لقوى خارجية تستخدمها في تحقيق أجندات خاصة بها، ولا يعنيها مصالح الشعب اليمني أو حاجته إلى السلام والتنمية.

من هنا جاء تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي قال فيه إن طلب إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية "قيد النظر".

إن كل متطلبات وشروط تصنيف الحوثي منظمة إرهابية متوفرة ويراها بشكل واضح القاصي والداني، ففي داخل اليمن يصعب حصر كل الجرائم، التي ارتكبتها هذه المليشيات ضد المدنيين، الذين يتعرضون لاستهداف منظم منها، ففي تقرير لمركز حقوق الإنسان في مأرب وحدها خلال الفترة من أكتوبر 2014 حتى ديسمبر 2021، بلغ عدد الأطفال الذين تعرضوا للقتل 296 طفلاً، منهم 147 قُتلوا بالألغام، و149 قُتلوا بالصواريخ والمقذوفات الجوية الحوثية، هذا في الوقت الذي تألم فيه العالم كله على مأساة طفل واحد مؤخراً لإنقاذه من الموت، وهو الطفل ريان.

كما أطلقت مليشيات الحوثي أكثر من 100 زورق مفخخ وزرعت مئات الألغام البحرية لاستهداف الملاحة الدولية في جنوب البحر الأحمر ومضيق "باب المندب" الاستراتيجي في تهديد مباشر للاقتصاد العالمي.

ووفقاً للإحصاءات والبيانات، التي أعلنتها قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، فقد أطلقت مليشيا الحوثي 372 صاروخاً باليستياً و659 طائرة مفخخة تجاه المملكة حتى نهاية يناير 2022.. هذه مجرد أمثلة فقط على إجرام الحوثي وليست على سبيل الحصر.

لقد بات المجتمع الدولي عامة، والولايات المتحدة خاصة، على وعي كامل بالطبيعة الإرهابية لمليشيات الحوثي، ومن ثم يجب أن يقترن هذا الوعي بتحرك جاد وسريع بتصنيف هذه المليشيا منظمة إرهابية، وهذا التحرك لن يضر جهود التسوية السلمية، كما يجادل البعض في واشنطن، بل على العكس سيكون عبارة عن رسالة حاسمة وحازمة من المجتمع الدولي بأنه لن يقبل هذه السلوكيات الإرهابية من الحوثيين، كما أن إدراج المليشيات بقوائم الإرهاب سيحد من الدعم المالي والعسكري الإيراني للانقلابيين الحوثيين، ما يعطل قدرتهم على تمويل الحرب، ومن ثم إنهاء الحرب الممتدة في هذا البلد.