تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مقرب من السيستاني يتهم ميليشيات بـ'الخيانة'

حميد الياسري
AvaToday caption
دعمت طهران بشكل قوي تشكيل أغلب الفصائل الشيعية التي تعتقد بولاية الفقيه في إيران لقتال القوات الأميركية في العراق. كما دعمت تشكيل فصائل إضافية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الذي احتل ثلث أراضي العراق في العام 2014
posted onAugust 15, 2021
noتعليق

خرج الخلاف بين مرجعية النجف ومرجعية قم إلى العلن وإن تلميحا لا تصريحا مباشرا بعد سنوات من الصمت وسجالات مكتومة إلا في مرات نادرة ولم تخرج عن سياقها الديني.

وفي تطور يأتي في سياق محاولة تحصين سيادة العراق من التدخلات الإيرانية هاجم رجل دين شيعي عراقي بارز ومقرب من أعلى مرجعية دينية في العراق، أذرع إيران العراقية التي تدين بالولاء لولاية الفقيه وولاؤها للجمهورية الإسلامية أكثر من ولائها لجمهورية العراق.

وفي كلمة صريحة ومباشرة اتهم الشيخ حميد الياسري أحد ممثلي المرجع الكبير علي السيستاني في كلمة ألقاها خلال مجلس عاشورائي في مدينة الرميثة ثاني أكبر مدن محافظة السماوة في جنوب البلاد، الميليشيات المنضوية تحت الحشد الشعبي بـ"الخيانة".

وانتقد الياسري المقرب من آية الله علي السيستاني أعلى مرجعية للشيعة في العراق لأول مرة تدخل إيران في شؤون بلاده من دون أن يسميها، منتقدا بشكل لاذع ما وصفه بـ"الخيانة"، ما أثار غضب مجموعات موالية لطهران.

وغالبية الفصائل المسلحة التي انخرطت في الحشد الشعبي موالية لولاية الفقيه في إيران فيما يقلد أغلب الشيعة في العراق مرجعية النجف التي يتزعمها المرجع الأكبر علي السيستاني. وازداد نفوذ الحشد كثيرا في الآونة الأخيرة، إلا أن المتظاهرين الذين شاركوا في الاحتجاجات الشعبية في أكتوبر/تشرين الأول 2019 يتهمون فصائل فيه بأنها تقف خلف موجة اغتيال وخطف ناشطين.

وثمة معركة صامتة بين مرجعية النجف المحلية ومرجعية قم في إيران وهي المدينة التي تضم جامعات وحوزات علمية تخرج منها كثير من المراجع الشيعية العراقية.

وتسعى مرجعية النجف لترسيخ فكرة السيادة الوطنية وحماية العراق من كل تدخل خارجي إلى جانب خلافات فقهية مع مرجعية النجف، إلا أن الجانب السياسي هو الأكثر حساسية خاصة بعد أن دعم السيستاني ثورة أكتوبر 2019 التي ندد فيها المحتجون بهيمنة إيران ونفوذها في العراق.

وقال الشيخ حميد الياسري أحد ممثلي المرجع الكبير علي السيستاني في كلمة ألقاها خلال مجلس عاشورائي في مدينة الرميثة ثاني أكبر مدن محافظة السماوة في جنوب البلاد "من الإمام الحسين تعلمنا أن من يوالي غير الوطن خيانة ودجل عظيم وخداع كبير".

وأضاف الياسري وهو آمر لواء أنصار المرجعية إحدى الفصائل التابعة للعتبات "أن يأتينا الصوت والتوجيه والإرشاد من خلف الحدود، فهذه ليست عقيدة الإمام الحسين، فنحن نرفض هذه الانتماءات والولاءات ونعلن بأعلى أصواتنا بلا خوف وبلا تردد أن من يوالي غير الوطن فهو خائن".

ودعمت طهران بشكل قوي تشكيل أغلب الفصائل الشيعية التي تعتقد بولاية الفقيه في إيران لقتال القوات الأميركية في العراق. كما دعمت تشكيل فصائل إضافية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الذي احتل ثلث أراضي العراق في العام 2014.

وتابع الياسري "أعلم أن الكلام يجرح، أعلم أن هذه الكلمات صرخات رصاصات سوف تضرب صدور المتخاذلين والخائنين والمتقاعسين والذين باعوا ولاءهم إلى ما خلف الحدود".

ونبّه قائلا "أعلم أن هناك من يكتب ويسجل ويبعثر (هذه الكلمات) لأسياده وأسياده يبعثونها لأسيادهم خارج الحدود وسوف يفتي المفتي خارج الحدود بقتلي وقتلكم، بتهمة أننا نزعزع الولاءات الورقية الزائفة الزائلة في يوم من الأيام".

وكان يشير على الأرجح بحديثه عن المفتي خارج الحدود إلى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي الذي يحظى بسلطة دينية وسياسية واسعة في إيران وخارجها والذي تخضع معظم فصائل الحشد الشيعية العراقية لأوامره.

وكتب زعيم عصائب أهل الحق أحد أبرز الفصائل المسلحة الموالية لإيران في تغريدة بدت ردا على كلمة الياسري "أسوأ ما في محاولات بعض القوميين المعممين الذين يريدون الاستتار بالوطنية لتمرير مشاريعهم هو محاولة ربط الإمام الحسين بهكذا أفكار".

وأضاف "من العجب أن تصدر أمثال هذه التفاهمات من شخص معمم وعلى منبر الإمام الحسين".

ولمح الياسري إلى أن الموالين لغير العراق يقفون خلف قتل المتظاهرين الذين طالبوا بحقوقهم في إشارة إلى 600 قتيل سقطوا في تظاهرات أكتوبر/تشرين الأول 2019.