تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الحرائق كابوس جديد يجثم على صدر اللبنانيين

نيران الأزمات في لبنان لا تنطفئ
AvaToday caption
أوضح مدير عمليات الدفاع المدني جورج أبو موسى أن فرق الإطفاء تجهد لاحتواء الحريق لكن “ثمّة أماكن لا نستطيع الوصول إليها”. وأمل مرتضى الحصول على مساعدة الدول الصديقة مثل قبرص واليونان وسوريا
posted onJuly 30, 2021
noتعليق

في خضم أزمات سياسية واجتماعية وصحية خانقة، يواجه لبنان، منذ ثلاثة أيام، لبنان موجة حرائق ضخمة قضت على مساحات واسعة من أشجار الصنوبر في شمال البلاد وألهبت غضب اللبنانيين خاصة مع تزامنها مع الذكرى الأولى لانفجار بيروت وفشل المسؤولين اللبنانيين في حل هذا الملف كما فشلهم في حل أزمة الوقود والكهرباء وارتفاع الدين العام وضعف البنية التحتية الصحية والفسل في تشكيل الحكومة غير ذلك من الأزمات التي أنهكت البلاد والعباد.

وقال وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى “يمتدّ الحريق بشكل واسع وينتشر في الاتجاهات كافة بسبب الرياح”، مشيرا إلى تمدد ألسنة النيران إلى الأراضي السورية المجاورة.

وأضاف “لا يتوفر لدى الدولة اللبنانية العديد من الطوّافات” التي تُستخدم عادة لإطفاء الحرائق الكبيرة.

ونشبت حرائق ضخمة بعد ظهر الأربعاء في غابات ومناطق حرجية، أودت بحياة فتى (15 عاما) تطوّع مع أبناء بلدته لإخماد النيران. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الجمعة أنّ “الحرائق خرجت عن السيطرة في منطقة جبل أكروم” المحاذية للحدود مع سوريا.

وتوسّعت رقعة النيران ليلا، وفق الوكالة، “بشكل كبير.. واقتربت من البساتين والحقول الزراعية”. ولم يصدر حتى الآن أي تقديرات رسمية لإجمالي الخسائر أو حجم الحرائق والأضرار.

وباشرت طوافتان تابعتان للجيش اللبناني، صباح الجمعة، “طلعاتهما لإخماد النار، بعد أن تم تركيب بركة مياه في أحد الحقول القريبة من موقع الحريق”. وعمل الصليب الأحمر على إسعاف أحد المتطوعين بعدما أصيب بحالة اختناق جراء استنشاق الدخان.

وأوضح مدير عمليات الدفاع المدني جورج أبو موسى أن فرق الإطفاء تجهد لاحتواء الحريق لكن “ثمّة أماكن لا نستطيع الوصول إليها”. وأمل مرتضى الحصول على مساعدة الدول الصديقة مثل قبرص واليونان وسوريا.

في الجهة السورية، أعلنت السلطات احتواءها الحرائق الممتدة من الأراضي اللبنانية باتجاه أراضيها، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مدير الدفاع المدني سعيد العوض أنه تم “إخماد الحريق الذي امتدّ من الأراضي اللبنانية باتجاه قرية أكوم بمنطقة القصير بالكامل”.

ويعاني لبنان من سوء التجهيزات والمعدات المخصصة لإطفاء الحرائق، وفق ما يقول خبراء وتقارير صحفية. وفي أكتوبر 2019، التهمت حرائق ضخمة مساحات واسعة في لبنان وحاصرت مدنيين في منازلهم وسط عجز السلطات التي تلقت دعما من دول عدة لإخمادها، ما اعتبره اللبنانيون حينذاك، دليلا إضافيا على إهمال وعدم كفاءة السلطات.

وأثارت تلك الحرائق غضبا واسعا حتى أنها شكلت أحد الأسباب خلف الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي شهدها لبنان في 17 أكتوبر 2019 ضد الطبقة السياسية. وإلى اليوم يتواصل ذلك الغضب الذي تضاعف على خلفية الأزمة الصحية المرتبطة بانتشار فايروس كوفيد-19.

ويضاعف تزامن هذه الحرائق المستمرة منذ ثلاثة أيام مع ذكرى انفجار مرفأ بيروت من غضب اللبنانيين الذين يرون أن الوضع يسير نحو الأسوأ وأن بلدهم يواجه أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية (1975 - 1990).