تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

"هندسة" انتخابات الرئاسة في إيران

انتخابات الرئاسة
AvaToday caption
عندما نشر المجلس قائمته النهائية للمرشحين المعتمدين في 25 مايو ، غمر الإيرانيون وسائل التواصل الاجتماعي بمقاطع من فيلم The Dictator، وهو فيلم يلعب فيه ساشا بارون كوهين دور طاغية شرق أوسطي
posted onJune 16, 2021
noتعليق

منذ إجراء الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 1997، عندما حقق المرشح الإصلاحي محمد خاتمي فوزا مفاجئا، حافظ الاستحقاق الرئاسي على طابعه التنافسي نسبيا، وفق مقال نشر في مجلة "فورين آفيرز" تحت عنوان "انتخابات إيران المزورة". 

لكن، يبدو، بحسب المجلة، أن هذا سيتغير في الانتخابات المقررة الجمعة، إذ من المؤكد أن كبير القضاة الحاليين في إيران، إبراهيم رئيسي، سيحقق النصر ويصبح الرئيس الثامن لإيران.

سيكو فوز رئيسي إلى حد كبير، وفق المجلة، نتيجة "هندسة سابقة على الانتخابات" وضعها مجلس صيانة الدستور الذي يفحص المرشحين للمنصب. والمجلس هيئة مؤلفة من 12 عضوًا من الحقوقيين ورجال الدين المتحالفين بشكل وثيق مع المرشد الأعلى علي خامنئي.

ومن بين 592 مرشحا، وافق مجلس صيانة الدستور على سبعة رجال فقط، من بينهم رئيسي، الوحيد الذي سيحظى بتزكية من المجلس، وفق المجلة.

وصدم قرار مجلس صيانة الدستور باستبعاد العديد من الشخصيات السياسية ذات الوزن الثقيل في طهران، الشارع الإيراني.

ورفض المجلس ترشيح علي لاريجاني، الذي خدم أطول مدة رئيسا للبرلمان، ويقدم حاليا المشورة للمرشد الأعلى، وقاد المفاوضات التي أسفرت عن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الإيرانية الأخيرة مع الصين.

ومُنع من الترشح نائب الرئيس إسحاق جهانجيري، الذي ابتعد عن الرئاسة على مدى السنوات الثماني الماضية، والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد لفترتين.

وقد كشفت الانتقادات الموجهة لقرار المجلس عن نفاق النخبة السياسية الإيرانية، بحسب المجلة.

وانتقد شقيق لاريجاني، صادق، استبعاد أخيه وسخر من "الجهاز الأمني" الذ ي يتدخل في عملية التدقيق، بينما دان حسن الخميني، حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية، تقويض المجلس للمؤسسات الجمهورية للنظام، ووصفه بأنه "معاد للثورة" ونصح المرشحين المعتمدين بالانسحاب من السباق.

وانضم أحمدي نجاد إلى ملايين الإيرانيين الذين يقولون إنهم يخططون لمقاطعة الانتخابات.

عندما نشر المجلس قائمته النهائية للمرشحين المعتمدين في 25 مايو ، غمر الإيرانيون وسائل التواصل الاجتماعي بمقاطع من فيلم The Dictator، وهو فيلم يلعب فيه ساشا بارون كوهين دور طاغية شرق أوسطي.

في أحد المشاهد، يشارك الديكتاتور في سباق يبدأ بإطلاق مسدسه في الهواء - ثم إطلاق النار على المتسابقين الآخرين.

وكان ذلك بمثابة إشارة إلى رئيسي، الذي اشتهر بتورطه كمدع عام في إعدام آلاف السجناء السياسيين في أواخر الثمانينيات.

ولا يشكل أي من منافسي رئيسي، أي ثقل أمامه،  إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن الفجوة بينهم وبين رئيسي لا يمكن التغلب عليها.

تقول مجلة فورين آفيرز في الصدد: "من المرجح أن ينسحب محسن رضائي، القائد العام السابق للحرس الثوري الإسلامي، وأمير حسين غازيزاده وعلي رضا زكاني، العضوان الحاليان في البرلمان من السباق، وهو ما سيخدم رئيسي".

صحيفة "وول ستريت جورنال" قالت إن عزوف الناخبين يقلل حظوظ مرشح معتدل في الانتخابات الإيرانية، وهو رئيس البنك المركزي السابق ، عبد الناصر همتي، الذي يروج لنفسه على أنه وسيط مؤيد للإصلاح لإحياء علاقات إيران مع الغرب والسماح بمزيد من الحريات الشخصية ، بما في ذلك دور أكثر بروزا للمرأة.

وبينما تبقى الطريقة الوحيدة أمام أي مرشح معتدل لإحراز أي تقدم ضد المرشح الرئاسي المتشدد، هي إقناع الملايين من الإيرانيين بالتركيز على ضرورة التصويت، يخدم العزوف المرتقب المرشح رئيسي، الذي حظي بتزكية مسبقة.

لكن التكنوقراط البالغ من العمر 64 عامًا قال إنه قد يكون قادرًا على بناء زخم كافٍ لإحداث مفاجأة إذا استطاع إقناع عدد كافٍ من الناس للتصويت، على الرغم من محاولات المؤسسة المتشددة لتهميش المرشحين المعتدلين والإصلاحيين من الترشح للرئاسة، وفق قوله.

وقال همتي في مقابلة في مكتب حملته الانتخابية: "على الرغم مما يزعمون، فإن مجموعة الأشخاص الذين يخوضون ضدي في هذه الانتخابات، لا يؤمنون بعلاقات خارجية جيدة"ثم تابع "إنهم لا يؤمنون بالحرية الاجتماعية للشعب".

وبدأ عديد من الوسطيين والإصلاحيين في اعتباره الخيار الأقل سوءًا بسبب مرجعيته التقدمية نسبيًا ومشاركة زوجته النشطة في حملته، والتي تشير إلى نهج تقدمي نسبيًا لقضايا النوع الاجتماعي مقارنة بمعايير النظام الذكوري في إيران. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يزيح رئيسي باعتباره المتصدر.