أقر البرلمان العراقي قانون "الناجبات الأيزيديات"، والذي كان رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح قد قدم مشروعه للبرلمان، بغية إقراره تمهيدا لإدخاله حيز التطبيق.
وقد اتسمت مختلف ردود الأفعال في العراق وخارجه، بالترحيب بهذا القرار، الذي هو أقل ما يمكن أن يداوي ولو قليلا، جراح آلاف النساء والفتيات والبنات القصر الكرديات الأيزيديات، ممن اختطفن على يد تنظيم داعش الإرهابي، إبان هجومه الواسع على منطقة سنجار الكردية الأيزيدية، في الثالث من أغسطس العام 2014.
وسيسهم القرار في العمل على إنصاف الناجيات والمحررات من قبضة إرهابيي داعش، وتعويضهن معنويا وماديا، وتأمين حياة لائقة وكريمة لهن، وإعادة تأهيلهن وزرع ثقتهن بأنفسهن، بعدما اقترف بحقهن، من جرائم اغتصاب وسبي واختطاف واستعباد، وبيع في أسواق النخاسة.
وتشمل بنود القانون التعويض المادي والمعنوي بمعناه العريض، من اعتماد رواتب شهرية للناجيات وكل المشمولين بهذا القانون كالأطفال، وتوفير الفرص الاقتصادية والاستشارية والمعالجة الصحية والنفسية، وغير ذلك من أشكال وآليات الدعم والإسناد.
وتقول ريزان شيخ دلير، عضو البرلمان العراقي، في حديث قناە موقع "سكاي نيوز" "هذا القانون مهم جدا وضروري لتعويض الأيزيديين عامة والنسوة منهم خاصة، والتخفيف من معاناتهن، وهو ينص على التعويض المادي والمعنوي ليس لنساء الأيزيديين وأطفالهم فقط، بل للضحايا من نسوة وأطفال من كل المكونات الأخرى المتضررة من داعش، والمستهدفة بارتكاباته الإرهابية، ولإعادة تأهيلهن ودمجهن في المجتمع، دونما عقبات".
وتقول: "فمثلا سيتم بموجب القانون منح قطعة أرض لكل ناجية، وتوفير ملاذات آمنة ولائقة لهن، وستشكل مديرية عامة لشؤون الناجيات الأيزيديات، تابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية، والتي ستنبثق عنها لجنة مع ممثلي مختلف الوزارات المعنية، لمتابعة حسن سير وتطبيق القانون".
وتتابع :"والأهم تعريف القانون هذه الجرائم، بأنها جرائم إبادة جماعية، وتكليف وزارة الخارجية العراقية بجمع الوثائق والأدلة الخاصة بجريمة الإبادة الجماعية الداعشية بحق الكرد الأيزيديين، وغيرهم من مكونات عراقية، وصولا لتأسيس محكمة مختصة بمحاكمة مرتكبي هذه الإبادة".
وتضيف: |ولعل من أبرز بنود القانون، اعتماد يوم الثالث من أغسطس من كل عام يوما وطنيا في العراق، لاستذكار وإحياء ذكرى جريمة الإبادة الجماعية بحق الأيزيديين، وبقية المكونات والتعريف بها".
وتتابع ريزان شيخ دلير، وهي عضو لجنة المرأة والطفل في البرلمان العراقي: "ومع مصادقتنا في البرلمان على قانون الناجيات الأيزيديات، سيقوم رئيس الجمهورية بالمصادقة عليه، ليدخل القانون حيز التنفيذ العملي، خاصة وأن السيد رئيس الوزراء رحب بهذا القانون، مما يعني أن الجميع متفق في البرلمان ورئاستي الجمهورية والحكومة ومختلف القوى السياسية، على أهمية هذا القانون، وضرورة تطبيقه بسلاسة ودون أي عوائق".