تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تركيا تحاول عبر مقاطعة المنتجات الفرنسية إنقاذ أقتصادهِ

أردوغان بسبب سياساتهِ دمر أقتصاد بلادهِ
AvaToday caption
تنزل تركيا بثقلها عربيا من أجل الترويج للوجهة التركية كـ”مركز جديد للخلافة”، مع إصرار أردوغان على سياساته التوسعية الخارجية في العالم العربي من خلال التمدد العسكري أو الغزو الاقتصادي أو الثقافي
posted onOctober 24, 2020
noتعليق

مع تصاعد دعوات المقاطعة العربية للمنتجات التركية التي انتشرت كالنار في الهشيم خلال الساعات الماضية على منصات التواصل الاجتماعي، وانضمام مصر للحملة السعودية الإماراتية التونسية رفضًا للسياسات ‏العدائية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شنّ أنصار التيار الإسلامي ضمن حركة الأخوان المسلمين التابعين لأردوغان معركة حامية الوطيس لمقاطعة فرنسا بالمقابل.

وقال مغردون إن هاشتاغ #مقاطعة_المنتجات_الفرنسية الذي تصدر الترند في الكويت وعدة دول عربية مدعوم من التيار الإسلامي في المنطقة، وهدفه إنقاذ المنتجات التركية تحت شعار “نصرة الدين” عقب نشر صور مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، الشعار الذي ينطلي على المغردين العرب العاطفيين، خاصة أن الهاشتاغ تحول إلى انتقاد السعوديين الذين يخوضون حربا على تويتر لمقاطعة المنتجات التركية بسبب السياسة العدائية لتركيا تجاه بلادهم، وذلك وفقاً لما أوردته اليوم في تحقيق لها صحيفة "العرب" اللندنية واسعة الانتشار.

واحتشد مغردون كويتيون وقطريون معاضدين بحسابات موثقة لبعض الإعلاميين المعروفين بتوجهاتهم في هاشتاغ #مقاطعة_المنتجات_الفرنسية. وكالوا الاتهامات للسعوديين الذين “لا ينصرون الإسلام بمقاطعتهم المنتجات التركية”.

وأكدوا أنه يجب الإقبال على المنتجات التركية ومقاطعة المنتجات الفرنسية نصرة للإسلام. وتنطلي الشعارات الدينية التي يجيد الإسلاميون استغلالها للعودة إلى دائرة الضوء كل مرة على جمهور تويتر العاطفي.

وقال الكاتب السعودي المعارض تركي الشلهوب، الذي يقول سعوديون إنه شخصية وهمية لا وجود لها "ماكرون يؤكد خلال تشييع المعلم القتيل أنه لن يتخلى عن “الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول” ثم نترك فرنسا وندعو لمقاطعة منتجات تركيا! #مقاطعة_المنتجات_الفرنسية".

وتخوض تركيا وقطر حروبهما جنبا إلى جنب، وتحشدان لذلك ماكينة إعلامية هائلة قوامها أنصار التيار الإسلامي في كل الدول العربية. وخسر المعسكر الدعاة السعوديين الذين كانوا فاعلين بشكل كبير بعد فرارهم من تويتر جماعيا على إثر الأزمة القطرية.

وقال مغرد "ما أعتقد هذه مجرد مجاكرة للسعودية بقدر ما جاية تعليمات للإخونجية لإثارة القضية وشن حملة مقاطعة للتشويش على حملة مقاطعة تركيا. طبعا الشعب الكويتي بغالبيته متأثر بطرح الإخونج ونظارته السياسية إخوانية، فهو فعلا تلاقيه مستاء من مقاطعة تركيا والحين يحس نفسه وده يقاطع فرنسا."

وتروج حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي عربيا لبطولات أردوغان “حامي حمى الدين”. وتتفرغ حسابات كتائب إلكترونية للدفاع عن نظام أردوغان.

وفي العالم العربي لا يقتنع المفتونون بـ”السلطان” – وهو لفظ يطلق على أردوغان – بأن “الخطب النارية الحماسية ليست سوى (خطب) للاستهلاك الإعلامي واستغفال العرب حصريا”.

كما تنزل تركيا بثقلها عربيا من أجل الترويج للوجهة التركية كـ”مركز جديد للخلافة”، مع إصرار أردوغان على سياساته التوسعية الخارجية في العالم العربي من خلال التمدد العسكري أو الغزو الاقتصادي أو الثقافي.

يذكر أن لأردوغان حسابات بالعربية على الشبكات الاجتماعية، يحاور من خلالها الشباب العربي بطريقة “تتوافق مع رؤيته للدور التركي القائد”. أما الوصفة المتبعة دائماً في خطابات أردوغان، فتكمن في مهاجمة من يميل مؤيّدوه إلى كرههم، ليبدو حديثه كأنَّه يقول ما يفكرون فيه بلغة دارجة لاذعة تماماً كلغتهم.

وسبق أن تحول انهيار الليرة التركية أمام الدولار الأميركي إلى موضوع الساعة على الشبكات الاجتماعية عربيا. وتصدر هاشتاغَا #الليرة_التركية و#الليرة_التركية_تنهار قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا على تويتر.

ورأى أنصار التيار الإسلامي أنه يجب التضامن مع الدولة التركية على أسس دينية إسلامية. وكانت شخصيات محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين تصدرت المشهد مطالبة بدعم الليرة تحت شعار “المسلم أخو المسلم”. وأثار انهيار الليرة التركية حالة من الذعر بين الإخوان وأنصارهم، وأطلقت وسائل إعلام إخوانية العديد من الهاشتاغات لدعم العملة التركية على غرار #ادعم_تركيا_تنصر_أمتك.

ووصل الأمر بصابر مشهور، القيادي الإعلامي بالجماعة إلى القول في تسجيل مصوّر له على حسابه بموقع تويتر “لو سقطت الليرة التركية سيسقط الإسلام! لو سقطت الليرة التركية يا مسلم ستغتصب زوجتك أمام عينيك أينما كنت”.

كما سبق أن تصدر هاشتاغ بعنوان #حملة_سداد_دين_أردوغان، الترند العربي على تويتر لمناقشة كشف حساب لممتلكات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نشرته صحيفة رسمية في تركيا. وقالت الصحيفة التركية إن أردوغان عليه دين بقيمة مليوني ليرة أي حوالي 434 ألف دولار لرجل أعمال يدعى محمد غور.

وتساءل مغردون لماذا لا يطالب الأتراك بمقاطعة المنتجات الفرنسية؟ وقال مغرد في هذا السياق:  قبل سنة صرح وزير الخارجية التركي أن حجم التبادل التجاري بين #تركيا و فرنسا سوف يتم رفعه إلى ٢٠ مليار دولار سنويًا.هذه الأموال لم تطالب بعض الأصوات أردوغان مقاطعة فرنسا وإيقاف حجم التجارة بين البلدين بسبب الإساءة للنبي والمحسوبين على اردوغان لم يرفعوا".

يذكر أن الرئيس التركي ظهر متحدثا في افتتاح الدورة التشريعية الـ27 لبرلمان بلاده يوم 1 أكتوبر، يقول عن أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح إنه “زعيم مختلف وعاقل وحكيم، على عكس حكام بعض دول المنطقة، الذين لا تتوافق أحكامهم مع العقل والمنطق والإنصاف”.

وأضاف “بعض هذه الدول تستهدفنا لأننا نقول الحقيقة ونقف مع المظلومين والعدالة في العالم”، متابعا “هذه الدول لم تكن موجودة بالأمس وربما لن تكون في المستقبل القريب، ولكننا بإذن الله تعالى سنواصل رفع رايتنا في هذه المنطقة إلى الأبد“.

وعدّ مغردون تصريحات أردوغان عدائية و“إعلان حرب”. وهذه المرة الأولى التي تتحول فيها المماحكات السياسية بين تركيا ودول خليجية إلى إعلان حرب صريح على تويتر.