تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الكورد متمسكون بنظام اللامركزية في سوريا

عنصر من قوات سوريا الديمقراطية
AvaToday caption
على الرغم من سيطرتهم على منابع كثيرة من آبار النفط والغاز، لكن قوات سوريا الديمقراطية، التي تكون أكثرية قواتهِ من الكورد والمسيحيين وبعض العشائر العربية، لكنها لم تغلق الباب المفاوضات أمام النظام السوري القائم في دمشق، أو حتى تركيا
posted onMay 5, 2019
noتعليق

حاورە عبر الهاتف: کارزان حمید

لم تخف السلطات السورية قلقها من تزايد نفوذ الكورد شرق الفرات، ووصفت مواقف صدرت عن مؤتمر للعشائر في المناطق الواقعة تحت سيطرتها بأنه “خيانة”، والأمر نفسه صدر عن الخارجية الروسية التي اعتبرت أن الأكراد يسعون لـ”إنشاء كيان شبه دولة”، في وقت يتضح فيه أن ظروفا محلية سورية وإقليمية ودولية تعبّد الطريق لتثبيت إقليم كوردستان سوريا على صيغة كوردستان العراق.

وفي حوار خاص مع شبكة (AVA Today)، طرق المتحدث الرسمي بأسم مجلس سوريا الديمقراطية أمجد عثمان، الذي يتزعمة الكورد في شمال سوريا، الى نوع النظام المطروح من قِبلهم، وهي "نظام اللامركزية، خاص بالمجتمع السوري".

مضيفاً "منذ أندلاع الأزمة السورية، اتخذت الكورد منهجاً وطريقاً لتعامل مع هذه الأزمة"، قائلاً " هو التركيز على مصلحة سوريا أرضاً وشعباً، وبناء سوريا المستقبل على أسس جديدة بما يحقق التغيير في مستقبل سوريا".

على الرغم من سيطرتهم على منابع كثيرة من آبار النفط والغاز، لكن قوات سوريا الديمقراطية، التي تكون أكثرية قواتهِ من الكورد والمسيحيين وبعض العشائر العربية، لكنها لم تغلق الباب المفاوضات أمام النظام السوري القائم في دمشق، أو حتى تركيا.

وكشفت الأشهر الأخيرة أن الكورد في شمال سوريا، يحوزون على دعم جدي من الولايات المتحدة التي قابلت التهويش الكلامي لتركيا بحزم، ودفعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى التسليم بالأمر الواقع، والسعي لإقناع واشنطن بصيغة ما قد تسمح بمنطقة عازلة على الحدود مع مناطق سيطرة المجموعات الكوردية السورية، ولكنها قوبلت أيضاً بالرفض من قِبل واشنطن.

 

أمجد عثمان، متحدث مجلس سوريا الديمقراطية

 

كما يحوزون على دعم معنوي، دبلوماسي وحقوقي وإعلامي، أوروبي في وجه الصلف التركي، وهو ما عكسه لقاء أخير جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع وفد من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وأكد فيه دعم فرنسا لهم وأشاد بدورهم الحاسم في مكافحة خطر تنظيم داعش.

حول طموح الكورد في إنشاء كيان مستقل، كما يبدي كثير من دول المنطقة، وخاصة من قِبل أنقرة ودمشق وطهران، يقول عثمان في حواره مع الشبكة " تأتي هذه الأتهامات لمشروع مجلس سوريا الديمقراطي، خصوصاً بعد الملتقى العشائر الذي عقد في مجلس عين عيسى، حيث تتم محاربة مشروع مجلس سوريا الديمقراطي، لأن هذا مشروع في الحقيقة هي مشروع وطني سوري بأمتياز".

ورغم تعدّد التهديدات ومصادرها، فإن الكورد لديهم اليد العليا في مناطقهم وهم محميون من الطيران الغربي، في صورة أشبه بمنطقة الحظر الجوي في التسعينات التي أقامتها الولايات المتحدة لمنع الطيران العراقي من استهداف مواقع كوردية عراقية.

وحول التهديدات الحكومة السورية لأجتياح مناطق الإدارة الذاتية في شمال سوريا لغرض الجلوس على طاولة المفاوضات وقبول شروطها، كشف المتحدث باسم مجلس سوريا الديمقراطي " قبل أشهر أجروا مفاوضات وحوارات مع الحكومة السورية في دمشق، ولكنها لم تسفر عن شيء، والتهديدات السورية تأخذ بعين الأعتبار".

ويقول مراقبون إن الدعم الخارجي ليس وحده الذي يغذي الحلم الكوردي، ولكن أيضا، فإن الميزة المهمة للأكراد هي علمانيتهم مما يجعلهم يستقطبون التيارات المحلية لصالحهم.

ويجتذب الكورد الآن العشائر العربية لصالحهم بعد أن انضم إليهم المسيحيون، مستفيدين من النجاحات العسكرية في الحرب على داعش ودورهم في تحرير مناطق الإيزيديين واستعادة أسراهم خاصة من النساء.

حول وصول الحرب السورية الى نهايتهِ هذا العام، توقع عثمان، بأن أنتهاء الحرب السورية "موضوع سوريا أصبح قضية دولية، ونعتقد بأن سوريين بحاجة الى أنهاء الصراح وإيجاد حل لأزمتهم، وأي حل ليس بمعزل الإدارة الدولية في سوريا".

وقال " أعتقد القضاء على داعش، هو خطوة مهمة بأتجاه تسريع للوصول الى حل سياسي، نعتقد الأمور اليوم مابعد داعش هي أفضل وأمكانية أكبر، من اجل أن يتمكن سوريين من التفاهم إن توفرت لديهم الإرادة حقيقية، وهي الحفاظ على ماتبقى من بلدهم".

وتصاعد نفوذ الكورد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا منذ العام 2012 بعدما ظلوا لعقود مهمشين، مقابل تقلّص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية، وبعد تمكنهم لاحقا من طرد تنظيم داعش من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سوريا.

وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيا من هذه المناطق، محتفظة بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات، لاسيما في مدينتي القامشلي والحسكة، أعلن الكورد إقامة إدارة ذاتية لا تعترف بها دمشق.

ويطالب الكورد باعتراف رسمي من دمشق، ليس فقط بحكم محلي ذي صلاحيات واسعة، ولكن أيضا بالتعاطي مع الوضع الحالي كأمر واقع، بما في ذلك سيطرة “قسد” وقيادتها لنضال الأكراد من أجل تثبيت مكاسبهم.