تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مدينة تدمر التاريخية تستعد للنهوض من جديد

أثار تدمر السورية
AvaToday caption
ومنذ اندلاع النزاع في العام 2011، لم تسلم المواقع الأثرية من الدمار والتخريب حيناً والنهب والسرقة حيناً آخر، وأبرزها قلعة حلب وأثار مدينة تدمر
posted onMay 1, 2019
noتعليق

انضمت مجموعة من النحاتين الإيطاليين إلى مشروع كبير لتترميم آثار مدينة تدمر السورية التي لحقت بها أضرار كبيرة على أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

مدينة تدمر تعد من أهم الرموز الأثرية الواقعة شمال شرقي العاصمة السورية دمشق، والمدرجة في لائحة التراث العالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) منذ العام 1980.

أعلن الخبراء الإيطاليون أنهم سيعملون مع متخصصين سوريين وروس لإنقاذ كنوز المدينة التاريخية التي دمر المتشددون فيها تماثيل ومنحوتات تعود لمئات السنين عندما سيطروا على المدينة القديمة بوسط سوريا مرتين خلال الحرب في البلاد.

تزامنا مع الإعلان الإيطالي، قدم النحاتون إلى متحف دمشق الوطني منحوتة تحاكي جزءا من سقف معبد بل الأثري، الذي دمره الإرهابيون عام 2015، يبلغ طولها نحو أربعة أمتار وتزن مائتي كيلوغرام.

ووفقا لموقع "روسا اليوم"، بنيت هذه الهدية بالاعتماد على نماذج ثلاثية الأبعاد، ورسومات وصور وضعها نحاتون أوروبيون لآثار تدمر.

واستخدم الخبراء في صناعة هذه القطعة مواد صناعية خاصة، أضافوا عليها مواد تشبه الغبار الحجري لتضفي عليها طابعا يجعلها شبيهة بالقطع الأثرية القديمة.

وستعرض التحفة الفنية في دمشق ثم ستنقل إلى تدمر بعد الانتهاء من أعمال ترميم المدينة الأثرية هناك.

وتمتلك سوريا، أرض الحضارات من الكنعانيين الى العثمانيين، كنوزاً تعود للحقبات الرومانية والمماليك والبيزنطية، مع مساجد وكنائس وقلاع صليبية.

ومنذ اندلاع النزاع في العام 2011، لم تسلم المواقع الأثرية من الدمار والتخريب حيناً والنهب والسرقة حيناً آخر، وأبرزها قلعة حلب وأثار مدينة تدمر.

 

أثار تدمر السورية

 

وفجر التنظيم المتطرف في تدمر معبدي بل وبعلشمين قبل ان يهدم ابراجا وقوس النصر في المدينة. كذلك قام بتخريب تل عجاجة الآشوري وماري ودورا اوروبوس وافاميا وغيرها.

ودمّر التنظيم هذه الآثار عبر تحطيمها بالمطارق، ما أسفر عن اختفاء جزء مهم من تاريخ البشرية.

وأحصت المديرية العامة للآثار والمتاحف تضرر أكثر من 710 مواقع أثرية في مختلف أنحاء سوريا، بحسب موقعها الرسمي. ونجمت غالبية الأضرار عن المعارك العنيفة أو أعمال النهب.

ومدينة تدمر واحدة من ستة مواقع في سوريا أدرجت على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) للتراث المهدد بالخطر، بجانب مدينة حلب القديمة، ومدينة دمشق القديمة، والبصرى القديمة، وقلعة صلاح الدين، ومجموعة القرى القديمة في شمال سوريا.

ويعود تاريخ تدمر، إلى القرن الـ 19 ق.م، واحتضنت على مر قرون طويلة العديد من الحضارات، بينهم الآشوريون والفرس والرومانيون.

ومن المتوقع أن تفتح تدمر، أبوابها أمام الزوار مرة أخرى الصيف المقبل، بعد الانتهاء من أعمال الترميم الشاملة.