تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

هجوم دموي على مركز للشرطة في إيران

القوات الايرانية
AvaToday caption
أعدمت إيران علنا السبت رجلين متورّطين في هجوم في تشرين الأول/أكتوبر على مرقد ديني في مدينة شيراز الواقعة في جنوب البلاد أودى بحياة 13 شخصا
posted onJuly 9, 2023
noتعليق

ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن اثنين من عناصر الشرطة وأربعة مهاجمين قُتلوا عندما هاجم مسلحون ومفجرون انتحاريون مركزا للشرطة في منطقة مضطربة بجنوب شرق إيران اليوم السبت فيما تعيش إيران على وقع احتجاجات بدا وقعها يخفت تدريجيا.

ووقع الهجوم في زاهدان عاصمة إقليم سستان وبلوخستان التي شهدت بعض أكثر الاحتجاجات دموية خلال موجة من الاضطرابات في أنحاء البلاد العام الماضي بسبب وفاة فتاة كوردية أثناء احتجازها من قبل شرطة الأخلاق.

وقال التلفزيون الرسمي إن "الإرهابيين الأربعة جميعا" والشرطيين لقوا حتفهم خلال المداهمة. ووفقا لعدة تقارير إعلامية، قال متحدث باسم الشرطة إن ثلاثة مهاجمين لقوا حتفهم.

ويعد سستان وبلوخستان، المتاخم لباكستان وأفغانستان، واحدا من أفقر أقاليم إيران وطريقا رئيسيا لتهريب المخدرات.

وتقول منظمات حقوقية إن أقلية البلوخ، التي يقدر عدد أفرادها بنحو مليوني شخص، تواجه التمييز والقمع منذ عقود.

وتشهد زاهدان احتجاجات أسبوعية منذ مقتل محتجين في 30 سبتمبر/أيلول 2022 على الرغم من خفوت حدة الاضطرابات في أغلب المناطق الأخرى من البلاد.

وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن قتلت 66 شخصا على الأقل خلال قمعها للمحتجين. وأقالت السلطات قائد شرطة مدينة زاهدان وقائد أحد مراكز الشرطة بالمدينة في أعقاب ذلك.

وتحمل السلطات جيش العدل، وهو جماعة مسلحة من البلوخ، مسؤولية بدء إطلاق النار يوم 30 سبتمبر/أيلول. وتقول السلطات إن الجماعة تزاول أنشطتها انطلاقا من ملاذات آمنة في باكستان. ولم يعلن جيش العدل أو أي جماعة أخرى المشاركة في الأمر.

وأعدمت إيران علنا السبت رجلين متورّطين في هجوم في تشرين الأول/أكتوبر على مرقد ديني في مدينة شيراز الواقعة في جنوب البلاد أودى بحياة 13 شخصا، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.

وأوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) "تم تنفيذ حكم الاعدام بحق اثنين من الضالعين الرئيسيين في الهجوم الإرهابي على الزوار في مرقد احمد بن موسى عليهما السلام" شاهجراغ في مدينة شيراز العام الماضي.

وأعدم الرجلان فجرا في أحد شوارع شيراز في محافظة فارس.

وفي 26 تشرين الأول/أكتوبر، قتل 13 شخصا وجرح 25 شخصا آخر في الاعتداء على مرقد السيد أحمد بن موسى الكاظم في شيراز والذي يعد من أبرز المزارات الدينية في جنوب الجمهورية الإسلامية.

وأضافت الوكالة أنه "تم تنفيذ حكم الاعدام شنقا فجر اليوم السبت بحق محمد رامز رشيدي وسيد نعيم هاشمي قتالي، وهما من العناصر الرئيسية الضالعة في الحادث الإرهابي بعد ادانتهما بالمساعدة على الافساد في الارض والبغي والعمل ضد الامن القومي للبلاد".

وبحسب الوكالة أيضا، رفضت المحكمة العليا في البلاد في وقت سابق استئناف محامي الدفاع عن المتّهمَين.

وقالت إيران في وقت سابق إن الهجوم شارك فيه أشخاص من دول أخرى بما فيها أفغانستان المجاورة، لكنّ جنسيتَي الرجلين اللذين أعدما لم تكشفا على الفور.

وقال موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية إن أحد الرجلين اللذين أُعدما السبت، وهو رشيدي، اعترف بتعاونه مع تنظيم الدولة الإسلامية في تنفيذ الهجوم على المرقد الديني في تشرين الأول/أكتوبر.

وفي آذار/مارس، حكمت محكمة إيرانية على الرجلين بالإعدام بعد إدانتهما ب"الحرابة والإفساد في الأرض". كما وجهت إليهما تهمة الانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية و"العمل ضد الأمن القومي للبلاد".

وكان رئيس نيابة محافظة فارس أعلن أخيرا تأكيد المحكمة العليا في البلاد حكم الإعدام الصادر بحق اثنين من الضالعين في الهجوم وقال وفق الوكالة، إن "هذا الحكم سينفذ قريبا".

وفي ذلك الوقت، قال رئيس السلطة القضائية في محافظة فارس (جنوب) كاظم موسوي إنّهما "متورّطان بشكل مباشر في تسليح وإمداد، و(تأمين) اللوجستيات وتوجيه المنفّذ الرئيسي للهجوم الإرهابي".

وأشار إلى أنّه حُكم على ثلاثة متّهمين آخرين في القضية بالسجن لمدة خمسة و15 و25 عاما، لأنهم أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية.

وتوفي المنفّذ الرئيسي للهجوم متأثّرا بجروح أصيب بها أثناء توقيفه. وعرَّفت عنه وسائل الإعلام الإيرانية على أنّه يُدعى حامد بدخشان.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أعلنت الجمهورية الإسلامية توقيف 26 "إرهابيا تكفيريا" من أفغانستان وأذربيجان وطاجيكستان، على صلة بالهجوم.

وفي إيران ذات الغالبية الشيعية، يشير مصطلح تكفيري عموما إلى الجهاديين أو مؤيدي الإسلام السني المتطرف.

وأتى هجوم شيراز بعد أكثر من شهر من اندلاع احتجاجات في إيران على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

وفي تشرين الأول/أكتوبر، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن "أعمال الشغب"، وهي عبارة يستخدمها المسؤولون للإشارة إلى الاحتجاجات، تفتح الطريق أمام هجمات "إرهابية".

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن أول هجوم له في إيران عام 2017 عندما هاجم مسلحون وانتحاريون مقر البرلمان في طهران وضريح آية الله روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية، ما أسفر عن مقتل 17 شخصا وإصابة العشرات.

وتعد عمليات الإعدام العلنية نادرة نسبيا في إيران حيث تُنفذ كل عمليات الشنق تقريبا داخل السجون.

ووفق منظمة العفو الدولية، تحتل إيران المركز الثاني عالميا بعد الصين لجهة أحكام الإعدام المنفذة.

وقالت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في 5 تموز/يوليو، إن إيران أعدمت سبعة رجال على صلة بالاحتجاجات ودعت إلى وقف هذه الممارسة "المرعبة".