بتنظيم من التجمع الأوروبي لمكافحة التطرف والإرهاب، شهدت منصة "زووم" ندوة بعنوان "الدور الإيراني في منطقة الخليج ".
وركزت الندوة على موضوع التدخلات الإيرانية في دول المنطقة، والمخاطر الإقليمية والدولية، المترتبة عليها، والحلول الممكنة لحسر هذه التدخلات بهدف تعزيز أمن منطقة الخليج العربي.
وحظيت الندوة بمشاركة واسعة من قبل شخصيات دبلوماسية وسياسية وعسكرية بالإضافة إلى مختصين وأكاديميين من أكثر من 45 دولة حول العالم، كالإمارات، وأميركا، وبريطانيا، والسعودية، وفرنسا، والصين، والكويت، والبحرين، ومصر، وسوريا، وغيرهم.
وتضمت الندوة جلستين، الأولى بعنوان "إيران ودول الخليج، ما بين البُعد الجغرافي والبعد السياسي"، حيث سلطت الضوء على خلفيات العلاقات بين إيران ودول الخليج، والدور الإيراني في منطقة الخليج العربي، ومخاطره.
أما الثانية فحملت عنوان "إيران وأمن منطقة الخليج، ما بين الهواجس المحلية والمخاوف العالمية"، والتي ركزت على التداعيات الإقليمية والدولية للدور الإيراني في المنطقة، وتأثير نتائج المفاوضات النووية على دور إيران في منطقة الخليج العربي.
وأشار جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي، إلى الدور الخطير الذي تلعبه إيران في المنطقة، معتبرا أنه يهدد منطقة بأكملها بدولها وشعوبها وحضارتها وحداثتها.
وأكد السويدي أن خلفيات هذا الدور الإيراني المزعزع لمنطقة الخليج غير مفهومة إطلاقا، إذ أن لا البعد الديني ولا البعد الإنساني ولا البعد الاجتماعي ولا السياسي يبرر هذا الدور.
واعتبر السويدي أن إيران تحاول توسيع دورها ليتخطى حدود المنطقة وذلك عبر برنامج نووي خطير تبتز من خلاله العالم وقت ما تشاء وبالطريقة التي تشاء.
وشدد على أنه لا يمكن لشعوب المنطقة أن تسكت عن هذا الدور الذي يهدد وجودها وأمنها واستقرارها، ولا يمكن أن تقبل بشرعنته من خلال اتفاقيات نووية أو غير نووية تؤدي إلى تضخيم هذا الدور وتعاظم مخاطره.
واختتم السويدي كلمته بالقول إن قادة الخليج هم قادة سلام وتنمية وانفتاح وهم منفتحون على حوار ندي وجدي أساسه الاحترام ولا يكون على حساب الدول الخليجية ولا يمس بسيادتها.
وأضاف: "نحن في دولة الامارات دعاة سلام وتسامح وإنسانية، فهذا منهجنا الذي تعلمانه من قادتنا، فإذا كان الحوار خيارا استراتيجيا وجوهريا لدولتنا، فإن أمننا خط أحمر وغير قابل للتفاوض، ولا نقبل المساس به بأي شكل من الأشكال ومهما كانت التضحيات".
من جهته، قال عبد الله بن أحمد آل خليفة، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية البحرينية، نائب الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى، رئيس مجلس الأمناء في مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة: "إنه منذ أن قامت الثورة الإيرانية عام 1979، استهدفت دول الخليج من خلال مبدأ تصدير تلك الثورة، ووفقا لأيديولوجية وآليات محددة لذلك، ولم يكن ذلك محض صدفة بل عن قصد".
واعتبر أن التحولات التي شهدتها المنطقة العربية عام 2011 مثلت فرصة سانحة لإيران للتدخل في الشؤون الداخلية للعديد من الدول، من خلال تأسيس ودعم ميلشيات مسلحة فيها.
وبيّن عبد الله بن أحمد آل خليفة أن "إيران تأبى أن تكون دولة طبيعية، وما زالت محكومة بمعادلة الصراع بين مفهوم الثورة ومفهوم الدولة، ليبقى مفهوم الثورة عنوانا كبيرا لسياساتها الإقليمية".
وأكد أن "دول الخليج لم ولن تكن داعية للحرب، بل السلام هدفها، وبناء الثقة سبيلها، وحسن الجوار غايتها، وهي مفاهيم يتعين أن تجد صداها لدى النخب الحاكمة في إيران من خلال حل المشكلات العالقة مع دول الخليج قبل الحديث عن بناء علاقات طبيعية على غرار بقية دول العالم".
من جانبه، قال خليل إبراهيم الذوادي، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي في جامعة الدول العربية: إن "المنطقة العربية عانت بشدة خلال العقدين الأخيرين من التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية".
وأشار إلى أن "تلك التدخلات اتخذت أشكالا متنوعة ما بين التدخل المباشر عبر عناصر الحرس الثوري الإيراني وذراعه الخارجية "فيلق القدس"، أو التدخل غير المباشر من خلال وكلاء إيران وأذرعها في المنطقة من أحزاب وميليشيات مسلحة وحركات طائفية، وذلك بهدف توسيع دائرة النفوذ الايراني في المنطقة".
وشدد على أنه "يجب أن يكون هناك نوايا صادقة من جانب إيران وبوادر ملموسة لبناء الثقة مع جيرانها وذلك لجهة وقف التدخل في شؤونهم الداخلية، وخلاف ذلك لن يسهم في تخفيف حدة التوتر في المنطقة أو تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي المنشود".
بدوره، شدد نورمان رول، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية، على "خطورة الدور الإيراني في منطقة الخليج وتداعياته الإقليمية والدولية، معتبرا أن إيران تحاول أن تكون دولة مسيطرة، وعلى المجتمع الدولي أن يفعل شيئا حيال ذلك".
إلى ذلك، قال باولو كاساكا، العضو السابق في البرلمان الأوروبي ورئيس منتدى جنوب آسيا للديمقراطية: إن دور إيران "مزعزع للمنطقة بشكل كبير وعلى المجتمع الدولي أن يفعل شيئاً حيال هذا الأمر".
واعتبر كاساكا أن المجتمع الدولي بذل الكثير من الجهود في هذا الإطار، لكنه لم ينجح بذلك لأن إيران قادرة على المواربة والخداع.
وفي السياق ذاته، قال كريستيان ويتون المستشار السابق في إدارة الرئيسين حورج دبليو بوش ودونالد ترامب: إن الدور الإيراني في المنطقة هو دور خطير جدا، ويستهدف حلفاء رئيسين للولايات المتحدة الأميركية.
واختتم قائلا إن "المفاوضات مع إيران مهمة لكن الأخيرة ترفض ذلك، وأن إدارة بايدن مصرة على إتمام الاتفاق النووي، وأن إيران تستفيد من الوضع الراهن لمواصلة تخصيب اليورانيوم".