تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الغرب يؤكد وحدته في وجه روسيا

الحرب الروسية الأوكرانية
AvaToday caption
وافق قادة الحلف الأطلسي على إنشاء أربع مجموعات قتالية جديدة في رومانيا والمجر وبلغاريا وسلوفاكيا، وعلى تعزيز المجموعات الأربع التي شكّلت في بولندا ودول البلطيق الثلاث
posted onMarch 25, 2022
noتعليق

أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الخميس 24 مارس (آذار)، أنه سيمد أوكرانيا بمعدات وقائية من الهجمات الكيماوية والبيولوجية والنووية وسيحمي قواته المنتشرة في الجناح الشرقي من هذه التهديدات، وذلك بعد قمة طارئة لقادته طلب خلالها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تزويد بلاده بـ"مساعدة عسكرية من دون قيود" لتتمكّن من مواجهة الهجوم الروسي.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إن الحلفاء "قلقون" من احتمال استخدام هذه الأسلحة في أوكرانيا بعد الهجوم الروسي و"اتفقوا على توفير معدات لمساعدة أوكرانيا على حماية نفسها من التهديدات الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية". وتابع، "نعمل أيضاً على تحسين جاهزية قوات الحلفاء" على هذا الصعيد.

وحذّر الرئيس الأوكراني خلال كلمة وجّهها عبر الفيديو خلال اجتماع لمجموعة السبع عقد أيضاً في بروكسل، من "مخاطر حقيقية لاستخدام روسيا الواسع النطاق لأسلحة كيماوية على الأراضي الأوكرانية".

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الروسية إن قرارات الغرب بتسليح أوكرانيا شجعت كييف على استخدام القوة ضد الانفصاليين المؤيدين لموسكو في شرق أوكرانيا، وإنه يجني حالياً حصاداً مروعاً.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "كان يراهن على انقسام حلف شمال الأطلسي" حين بدأ حرب أوكرانيا، لكن الحلف "موحد اليوم أكثر من أي وقت".

وقال بايدن إثر قمتين لحلف الأطلسي ومجموعة السبع في بروكسل، إن بوتين "لم يعتقد أننا سنتمكن من الحفاظ على هذه الوحدة. حلف شمال الأطلسي موحد اليوم أكثر من أي وقت مضى". وأضاف، "لقد حصل بوتين تماماً على عكس ما كان يريده حين اجتاح أوكرانيا".

وتعهد الرئيس الأميركي أن يرد حلف شمال الأطلسي في حال أمر بوتين باستعمال أسلحة كيماوية، وقال "طبيعة الرد ستعتمد على طبيعة الاستعمال".

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون آثر من جهته إبقاء الغموض قائماً حول ماهية ما تعتبره فرنسا وشركاؤها في حلف شمال الأطلسي "خطوطاً حمراء" في أوكرانيا من شأن تخطيها أن يستدعي تدخلاً، خصوصاً استخدام روسيا أسلحة كيماوية، معتبراً أن "التكتم أكثر فاعلية".

وأكد بايدن أن "الإبقاء" على العقوبات على مدى طويل هو "ما يؤلم"، معرباً عن "أمله" في ألا تساعد الصين موسكو في التخفيف من تأثير العقوبات الغربية. وتابع، "أعتقد أن الصين تدرك أن مستقبلها الاقتصادي يعتمد على علاقتها مع الغرب أكثر بكثير من علاقتها بروسيا. وآمل ألا تنخرط" في تخفيف أثر العقوبات المفروضة على موسكو.

كما أعلن بايدن أنه يؤيد استبعاد روسيا من مجموعة العشرين، لكنه لفت إلى أن القرار النهائي يعتمد على أعضاء هذه الهيئة الدولية. واعتبر أنه "إذا لم توافق إندونيسيا (رئيسة مجموعة العشرين) والدول الأخرى، فعلينا أن نطلب تمكين أوكرانيا من حضور اجتماعات مجموعة العشرين".

وأكدت الدول الأعضاء في مجموعة السبع الخميس أنها "لن تدخر أي جهد لمحاسبة" الرئيس الروسي وداعميه على مهاجمة أوكرانيا، محذرةً من أنها لن تتردد في فرض عقوبات جديدة.

ووافق قادة الحلف الأطلسي على إنشاء أربع مجموعات قتالية جديدة في رومانيا والمجر وبلغاريا وسلوفاكيا، وعلى تعزيز المجموعات الأربع التي شكّلت في بولندا ودول البلطيق الثلاث.

وحالياً، تنشر الولايات المتحدة في أوروبا أكثر من 100 ألف عسكري، أكثر من 40 ألفاً منهم تحت قيادة مباشرة للحلف الأطلسي في جناحه الشرقي.

وقال ستولتنبرغ الذي تم تمديد ولايته حتى 30 سبتمبر (أيلول) 2023، "إنه أمر لم نشهده من قبل".

وفي رسالة أولى له عبر الفيديو لقادة الحلف الأطلسي، حضّهم الرئيس الأوكراني على تقديم "مساعدة عسكرية من دون قيود" لأوكرانيا.

وأشارت مسؤولة أميركية رفيعة خلال القمة إلى أن الولايات المتحدة "بدأت مشاورات لتزويد أوكرانيا صواريخ مضادة للسفن".

وأعلنت أيضاً كلّ من السويد وألمانيا إرسال آلاف الصواريخ الجديدة إلى أوكرانيا. وكانت القوات الأوكرانية تلقّت ألف صاروخ و500 قاذفة صواريخ أرض جو من طراز "ستينغر" من احتياطيات الجيش الألماني.

على الصعيد الاقتصادي، تعتزم دول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي منع أي تعامل باحتياطي الذهب الروسي لتجنب التفاف موسكو على إجراءات العزلة المالية التي اتخذها الغربيون ضدها.

وقال مسؤول أميركي كبير، "نريد القضاء على كل الإمكانات المتاحة لروسيا لاستخدام ذهبها لدعم عملتها" الروبل. وأضاف للصحافيين أن موسكو لديها مخزون "كبير" من الذهب يمثل 20 في المئة من إجمالي الاحتياطات الروسية.

وأعلنت واشنطن الخميس عقوبات جديدة على روسيا، استهدفت سياسيين ومتمولين مقربين من السلطة وقطاع تصنيع الأسلحة. وجاء في بيان للبيت الأبيض أن هذه الإجراءات التي تشمل بشكل خاص تجميد أصول في الولايات المتحدة، تشمل 328 نائباً في مجلس الدوما (مجلس النواب الروسي)، و48 من "الشركات العامة الكبرى" في قطاع الدفاع.

وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، في بيان، إن الدوما "مستمر في دعم الغزو الذي يقوده بوتين، وخنق حرية تداول المعلومات والمس بالحقوق الأساسية للمواطنين الروس"، وقد حضّت "المقربين من بوتين على الانشقاق وإدانة هذه الحرب".

وكانت الحكومة البريطانية أعلنت الخميس سلسلة جديدة من العقوبات تستهدف 59 شخصية وشركة روسية وستة كيانات بيلاروسية.

ميدانياً، أكد زعيم جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف، الخميس، أن قواته سيطرت على مبنى بلدية مدينة ماريوبول في جنوب شرقي أوكرانيا والتي يحاصرها الجيش الروسي.

وفي العاصمة، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك إن قوات بلاده صدت القوات الروسية في بعض المناطق حول كييف ودفعتها للتراجع.

وقُتل الخميس أربعة أشخاص على الأقل وأُصيب ستة بجروح جرّاء قصف قرب منطقة لوغانسك في الشرق، وفق ما أعلن حاكم المنطقة سيرغي غايداي. وقال إن الحصيلة مرشّحة للارتفاع، متهماً سلاح الجو الروسي بإلقاء "قنابل فوسفورية على روبيجني".

وفي كلمة عبر الفيديو خاطب فيها قادة دول مجموعة السبع المجتمعين في بروكسل، حذّر زيلينسكي من "مخاطر حقيقية لاستخدام روسيا الواسع النطاق لأسلحة كيماوية على الأراضي الأوكرانية"، مشيراً إلى أن كييف لديها معلومات تفيد بأن القوات الروسية "استخدمت قنابل فوسفورية ضد أشخاص مسالمين في أوكرانيا".

ويتّهم الأوكرانيون الروس بـ"ترحيل" سكان مدينة ماريوبول المحاصرة إلى روسيا. وجاء في تغريدة لوزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا، أن "السكان الذين نجو من القصف الروسي ومن طلقات المدفعية يتم ترحيلهم قسراً إلى روسيا"، متحدثاً عن ستة آلاف من السكان جرى نقلهم إلى "معسكرات احتجاز" روسية.

وتعذّر التحقق على الفور من صحة هذه المعلومات.

وأوردت وكالة "إنترفاكس" نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية، أن "8500 شخص من سكان ماريوبول تم إجلاؤهم من دون أي مشاركة من الجانب الأوكراني في 23 مارس".

والخميس، قتل ستة مدنيين على الأقل وجرح 15 آخرون في قصف روسي لخاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، وفق حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف. وأوضح الحاكم عبر تطبيق "تلغرام" أن القصف نفّذ بواسطة "أسلحة بعيدة المدى" وطاول مركزاً بريدياً كان سكان موجودين على مقربة منه لتلقي مساعدات إنسانية، مندداً بـ"جريمة (ارتكبها) المحتلون الروس".

ومن موسكو، أكدر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر، الخميس، أنه بحث مع مسؤولين روس في ضرورة حماية المدنيين في النزاع الدائر في أوكرانيا.

وقالت اليونيسيف الخميس في بيان، "أدّى شهر من الحرب في أوكرانيا إلى نزوح 4.3 مليون طفل - أكثر من نصف أطفال البلد الذين يُقدّر عددهم بـ7.5 مليون طفل".

وأعربت الولايات المتحدة عن استعدادها "لاستقبال ما يصل إلى 100 ألف شخص بين أوكرانيين وأجانب فارين من العدوان الروسي" وتحرير "أكثر من مليار دولار" من المساعدات الإنسانية لأوكرانيا ولمواجهة "التداعيات الخطيرة" للنزاع في العالم على غرار انعدام الأمن الغذائي.

والخميس، فرّ العشرات من معارك في محيط كييف في منطقة تؤكد أوكرانيا أنها استردّتها من القوات الروسية، وفق ما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي ضواحي إيربين الواقعة شمال غربي العاصمة، سمع دوي قصف بأسلحة ثقيلة ورصدت أعمدة دخان تتصاعد في سماء المنطقة، وفق المراسلين.

وكان رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو قد أكد الأربعاء أن "إيربين أصبحت بشكل شبه كامل تحت سيطرة الجنود الأوكرانيين".

والخميس، أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك، على "فيسبوك"، أن الجانبين الروسي والأوكراني أجريا عملية تبادل أسرى الخميس.

وكتبت، "مقابل عشرة محتلّين تم أسرهم، استعدنا عشرة من جنودنا" مؤكّدة أن تلك العملية كانت "أول تبادل فعلي لأسرى الحرب" مع روسيا منذ بداية هجومها على أوكرانيا.