تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

هجوم "عنيف" على قاعدة التنف

قاعدة التنف
AvaToday caption
تتموضع "التنف" على طول طريق حيوي يمتد من طهران مرورا ببغداد إلى دمشق، وهو طريق تأمل إيران أن يكون جزءا من "الهلال الشيعي"، وفقا لما ذكرته شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية في تقرير سابق
posted onOctober 21, 2021
noتعليق

مع حلول ليلة الأربعاء - الخميس تعرضت قاعدة التنف في سوريا، التي تنتشر فيها قوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة لهجوم عبر "طائرات مسيرة"، في حادثة هي الأولى من نوعها.

ورغم عدم إعلان المنفذ تحديدا، إلا أن المؤشرات تقود بأصابع الاتهام إلى الميليشيات الإيرانية التي تتلقى دعما من "الحرس الثوري".

وتعتبر القاعدة، التي تأسست عام 2016، جزءا أساسيا في الحرب ضد تنظيم "داعش"، حيث تتمركز فيها القوات الأميركية وقوات التحالف لتدريب قوات المعارضة السورية المحلية، والمتمثلة بقوات "جيش مغاوير الثورة"، وتقع في محافظة حمص، عند المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني.

وفي الوقت الذي لم تتبن فيه أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الأربعاء، لقناة "الحرة" الأميركية عدم وقوع إصابات بين القوات الأميركية في "هجوم التنف".

وقال متحدث باسم البنتاغون "لا توجد أي إصابات في صفوف الأميركيين في هجوم التنف، مؤكدا أن "الهجوم "تم عبر مسيرات وبنيران غير مباشرة".

من جهته أضاف المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، بيل أوربان، في بيان أن: "القوات الأميركية تحتفظ بالحق في الدفاع عن النفس وبحق الرد في الزمان والمكان اللذين تختارهما".

وإضافة إلى المهام الموكلة لـ"التنف" بكبح نشاط تنظيم "داعش" في المنطقة، يشير المحللون إلى دور آخر لها، يتمثل في عرقلة التوسع الإيراني في المنطقة الممتدة ما بين العراق وسوريا.

وتتموضع "التنف" على طول طريق حيوي يمتد من طهران مرورا ببغداد إلى دمشق، وهو طريق تأمل إيران أن يكون جزءا من "الهلال الشيعي"، وفقا لما ذكرته شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية في تقرير سابق.

ويشير تقرير الشبكة إلى أن موقع التنف محوري أيضا لدوره في منع الإيرانيين من الحصو،ل على موطئ قدم آخر في المنطقة.

وكشف قائد "جيش مغاوير الثورة"، مهند طلاع، تفاصيل "هجوم المسيرات"، وقال إنه بدأ "في الساعة السادسة والنصف مساء الأربعاء. وكان على موجتين، الأولى بطائرتين مسيرتين والثانية بثلاث طائرات".

ويضيف طلاع: "الهجوم كان عنيفا، واتخذنا على الفور الإجراءات اللازمة والكافية لحماية أنفسنا منه"، مشيرا إلى أنهم لم يحددوا حتى الآن نوعية "الطائرات المسيرة"، لكن ما تم التأكد منه أنها "مفخخة".

ويتابع طلاع: "على الأرجح.. الإيرانيون من قاموا بالاستهداف. نحن مستعدون الآن ومن الممكن أن نتعرض للاستهداف بمسيرات وصواريخ. لدينا الإجراءات اللازمة".

وأوضح قائد الفصيل، المدعوم من التحالف، في تعليقه على ماهية انتشار الميليشيات الإيرانية في محيط القاعدة: "ليس لدينا المعلومات الكاملة بشأن ذلك. نمتلك فقط جزءا من المعلومات عن تواجد الميليشيات الإيرانية وتحركاتها اليومية".

وعلى مدى الأشهر الماضية لم تتوقف التدريبات العسكرية التي يجريها التحالف الدولي لقوات المعارضة السورية المحلية في "التنف".

وفي تغريدة نشرت، في سبتمبر الماضي أكد المتحدث باسم عملية "العزم الصلب" أن "قوات التحالف تواصل الاهتمام بشراكتها مع "جيش مغاوير الثورة" (قوات سورية معارضة للنظام)، فالعمل والتدريب المشترك يوفر جبهة قوية وموحَّدة قادرة على دحر أي ظهور لداعش، بالإضافة إلى أي تهديد في "حامية التنف وما حولها".

وكانت قوات النظام السوري حاولت خلال السنوات الماضية الاقتراب من منطقة التنف، لكنها جوبهت بقسوة من التحالف الدولي الذي استهدف أواخر العام 2018 رتلا عسكريا تابعا لـ"الفرقة الثالثة" بصواريخ راجمة من منظومة "هيمارس".

ويثير التواجد الأميركي في قاعدة التنف غضب روسيا، التي عبرت عن ذلك في العامين الماضيين، من خلال سلسلة بيانات اعتبرت فيها أن القاعدة "منبعا للإرهاب" في المنطقة.

وكانت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، نشرت تقريرا، قبل عامين، تحدثت فيه عن دراسة واشنطن لخطة تمكنها من الإبقاء على بعض قواتها في قاعدة التنف، لمنع إيران من إنشاء خط اتصال بري من إيران عبر العراق عبر سوريا إلى جنوب لبنان لدعم "حزب الله" اللبناني.

ونقلا عن مصدر عسكري، أضافت المجلة أن "الهدف المنطقي الوحيد للتنف هو منح واشنطن الفرصة لمراقبة وعرقلة تدفق المقاتلين لسوريا الذين تدعمهم إيران".

وفي غضون ذلك لا يمكن فصل الهجوم المعلن على "التنف" عما شهدته الأيام الماضية، حيث تعرضت مواقع عسكرية لقوات النظام السوري، بينها مطار "تي فور" بريف محافظة حمص، لقصف قيل إن طائرات إسرائيلية نفذته من أجواء القاعدة.

وعقب تلك الضربات نشرت ما تسمى بـ"غرفة حلفاء سوريا" بيانا قالت فيه إن "الأهداف التي هاجمتها الطائرات الإسرائيلية في تدمر بريف حمص هي مراكز خدمات وتجمّع للشباب".

وأضافت أنها "اتخذت قرارا بالرد القاسي على العدوان على تدمر".

ولا تعرف بالتحديد تفاصيل تلك "الغرفة" وارتباطاتها، فيما يقول صحفيون مقربون من طهران إنها تضم الدول الداعمة للنظام السوري، على رأسها إيران.

وفي تغريدة له مساء، الأربعاء، قال نضر فارس، الصحفي في قناة "الميادين" التي تمولها إيران: "قصف التنف هو بداية الرد الذي توعدت به غرفة عمليات حلفاء سوريا على استهداف المركز الذي يضم قوات حليفة للجيش السوري قرب تدمر، حيث انطلق الهجوم حينها من التنف".

وقلما تعلّق إسرائيل على الضربات التي تنفذها في سوريا، وهي سياسة تتبعها منذ سنوات في الحرب التي بدأتها ضد الوجود الإيراني في البلاد.