في تهديد جديد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء أن تركيا "ستواصل تكثيف عملياتها ضد مقاتلي حزب العمال الكوردستاني في سوريا والعراق".
وقال رئيس الدولة، التي بدأت سلسلة من عمليات القصف منذ الأول من أكتوبر (تشرين الأول) رداً على هجوم أسفر عن جرح شرطيين في أنقرة وتبناه حزب العمال الكوردستاني، "كثفنا بالفعل عملياتنا الجوية وسنواصل ذلك ونظهر للإرهابيين أننا قادرون على تدميرهم في أي مكان وفي أي وقت".
أضاف أردوغان مساء الإثنين إن تركيا أكملت "بنجاح المرحلة الأولى" من حملة القصف، ولمح إلى أن أنقرة ستواصل "شن العمليات" في شمال سوريا والعراق.
وتحدث الإثنين، وكرر ذلك مساء أمس الثلاثاء، عن تدمير "192 هدفاً" ومقتل "162 إرهابياً" من أعضاء حزب العمال الكوردستاني وحلفائه من وحدات حماية الشعب المتحالفة مع الأميركيين في القتال ضد مقاتلي تنظيم "داعش".
كان سمير سعدو (17 سنة) ينهي نوبة عمله كعامل نظافة في مركز القرية الطبي عندما تعرض المبنى لضربة جوية.
وقال سعدو المنتمي إلى للأقلية الإيزيدية في العراق "لم أر أي شيء سوى الغبار والدخان، علقت ساقي أسفل الركام، صرخت طلباً للمساعدة وكان الناس يأتون لكن الطائرات واصلت القصف".
وقال مسؤولون محليون إن ما لا يقل عن أربعة مدنيين قتلوا في هذا الهجوم الذي وقع في يوم الـ17 من أغسطس (آب) 2021، وكان من بين القتلى والد سعدو الذي كان يعمل طاهياً في المركز الطبي بمحافظة سنجار بإقليم كوردستان شمال العراق على بعد نحو 100 كيلومتر من الحدود التركية، وأصيب سعدو بكسر في الحوض وشرخ في الجمجمة.
وأظهر تحليل بيانات أجرته "رويترز" أن هذه الضربة كانت جزءاً من هجمات متصاعدة تنفذها طائرات وطائرات مسيرة تركية على المناطق ذات الغالبية الكوردية في العراق وسوريا وأن تلك الهجمات استمرت منذ ذلك الحين، ووفرت شركات غربية المكونات المهمة للطائرات المسيرة التي يقول المسؤولون الكورد والعراقيون إن تركيا تنشرها بوتيرة متزايدة.
وتصاعدت الضربات الجوية منذ أن أطلقت تركيا عملية "المخلب-القفل" في أبريل (نيسان) العام الماضي، وتقول وزارة الدفاع التركية إن الهدف هو حماية الحدود التركية "وتحييد الإرهاب والإرهابيين في المنبع".
وفي وقت سابق هذا الشهر نفذت تركيا ضربات جوية على أهداف تابعة للمقاتلين في كوردستان شمال العراق وفي سوريا بعد أن أعلن حزب العمال الكوردستاني مسؤوليته هجوماً بقنبلة قرب مبان حكومية في أنقرة، مما أسفر عن إصابة اثنين من رجال الشرطة.
وشمال العراق قاعدة لحزب العمال الكوردستاني الذي شن منه على مدى عقود كثير من الهجمات المميتة على تركيا، وتصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
وتستهدف العمليات التركية في سوريا وحدات حماية الشعب الكوردية التي تقول أنقرة إنها تابعة لحزب العمال الكوردستاني، ووحدات حماية الشعب جزء من قوات سوريا الديمقراطية، وهي حليف للولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم "داعش".
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان لـ"رويترز" إن جميع عملياتها تقع "في إطار القانون الدولي واحترام وحدة أراضي وسيادة جميع جيراننا".
وأضاف البيان "في تخطيط وتنفيذ العمليات يستهدف الإرهابيون ومواقعهم ومستودعاتهم وملاجئهم فقط، ونبدي أقصى قدر من العناية والحساسية لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين ومنع إلحاق الضرر بالبنية التحتية والمواقع الثقافية"، وتابع "أي مزاعم بخلاف ذلك بلا أساس وافتراء وأكاذيب".
ولم يتسن لـ"رويترز" التواصل مع حزب العمال الكوردستاني، وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن الضربات التركية في سوريا غير مبررة، وصرح متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكوردية أن قواتها "لم تطلق رصاصة واحدة باتجاه الدولة التركية".
وحللت "رويترز" وقائع العنف التي رصدها مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها، وهي منظمة بحثية عالمية تجمع تقارير من منافذ إعلامية وتقارير حكومية ومجموعات غير حكومية ومصادر أخرى.
وأظهر هذا التحليل أن تركيا نفذت في 2022 ما لا يقل عن 2044 ضربة جوية على المناطق ذات الغالبية الكوردية في العراق وسوريا، بزيادة 53 في المئة عن العام السابق وأعلى عدد مسجل منذ أن بدأ المشروع في توثيق الضربات الجوية في البلدين في 2017. وهذه الأرقام هي تقدير متحفظ على الأرجح لأن التحليل يستبعد الضربات الجوية التي قد تكون نفذت أثناء القتال.
ويستمد المشروع معلوماته عن الضربات الجوية في شمال العراق وسوريا من مصادر تشمل الجناح العسكري لحزب العمال الكوردستاني ووكالة الأناضول التركية الرسمية للأنباء والجماعات المراقبة للنزاع ومنها المرصد السوري لحقوق الإنسان ومجموعة الحروب الجوية.
ووفقاً للتحليل فإن المركز الطبي في سكينيا هو واحد من ثماني منشآت طبية في الأقل تعرضت للقصف بضربات جوية تركية أو قصف بري في الفترة بين 2018 والنصف الأول من 2023.
وأصدرت الحكومة التركية بياناً بعد أربعة أيام من الضربة الجوية في سكينيا ذكرت فيه أن الرئيس رجب طيب أردوغان طمأن رئيس الوزراء العراقي وقتئذ مصطفى الكاظمي في اتصال هاتفي أن العملية الأخيرة استهدفت أعضاء حزب العمال الكوردستاني والجماعات المتحالفة معه فحسب.
وأضاف البيان أن الموقع الذي تعرض للقصف "لم يكن مستشفى أو مركزاً للرعاية الصحية"، وإنما أحد معاقل المنظمة، ولم يذكر البيان سكينيا.
وفي بيانها قالت وزارة الدفاع إن تركيا لم و"ولن تستهدف أبداً" تجمعات مدنية، خصوصاً "منشآت الرعاية الصحية والعاملين بها".
وقال ثلاثة سكان محليين إن مقاتلاً مصاباً من حزب العمال الكوردستاني كان يعالج في المركز في وقت الضربة الجوية، وذكر اثنان منهم أن المقاتل نجا من الهجوم. وأشار مسؤولون محليون إلى أن أربعة من أعضاء وحدات مقاومة سنجار المتحالفة مع حزب العمال الكوردستاني كانوا يحرسون المركز قتلوا في الهجوم.
وفي بعض الهجمات الأخرى التي حللتها "رويترز" كان الأشخاص الموجودون في موقع الهجوم على صلة بحزب العمال الكوردستاني أو يشتبه في صلتهم به.
وقال أربعة خبراء قانونيين إنهم يعتقدون أن الهجوم على المركز الطبي انتهك القانون الإنساني الدولي، ومن المرجح أن يشكل جريمة حرب لأنه من غير القانوني استهداف المنشآت الطبية والمصابين من المقاتلين والمدنيين.
وفي يوليو (تموز) قدمت منظمتان غير حكوميتين، هما وحدة المساءلة ومقرها بريطانيا ومنظمة نساء من أجل العدالة ومقرها ألمانيا، شكوى نيابة عن الضحايا إلى لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، بحجة أن الهجوم انتهك حق الضحايا في الحياة تحت حماية القانون الدولي.
وقالت عضو الفريق القانوني تاتيانا إيتويل إن قضية الضحايا هي أن استهداف المستشفى، وهو مركز طبي مدني يعالج السكان المحليين ويقع بعيداً من أي أعمال قتالية دائرة تشارك فيها تركيا في الوقت الراهن، كان غير قانوني ومحظور بموجب القانون الإنساني الدولي ويشكل انتهاكاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان، ولم تبد تركيا أي رد فعل تجاه الدعوى القضائية التي قد تستغرق أعواماً للبت فيها.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع التركية في مؤتمر صحافي الشهر الماضي إن العمليات العسكرية التركية "تأتي في إطار حقنا في الدفاع عن النفس" بموجب القانون الدولي، وقال المتحدث في بيان افتتاحي إن القوات المسلحة التركية "تستهدف الإرهابيين فقط" وتحرص بشدة على عدم الإضرار بالمواقع المدنية أو البيئة و"تبدي حساسية لا يظهرها أي جيش آخر".
ويظهر تحليل البيانات أن الضربات التركية تصل إلى عمق العراق وسوريا وتغطي مساحة أوسع، وفي عام 2017 استهدفت الضربات الجوية التركية أقل من 36 موقعاً في العراق وسوريا. وفي عام 2022 ضربت الطائرات أو الطائرات المسيرة أكثر من 240 موقعاً في البلدين، وأدى الصراع إلى مقتل آلاف الأشخاص وإفراغ مئات القرى في السنوات الثماني الماضية، وفقاً لمنظمات غير حكومية ومسؤولين محليين.
ويشعر حلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي والمنظمات الدولية بالقلق.
ورداً على طلب للتعقيب، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية إن "العمليات العسكرية غير المنسقة تعرض للخطر المهمة ضد داعش وسلامة القوات الأميركية وقوات التحالف"، وأضاف المتحدث أنه "مع إدراكنا للتهديد الأمني الذي يشكله حزب العمال الكوردستاني على تركيا داخل حدودها، فإننا نحث الحكومة التركية على احترام السيادة العراقية وتنسيق عملياتها العسكرية مع السلطات المعنية".
وأسقطت الولايات المتحدة يوم الخميس الماضي طائرة مسيرة تركية كانت تعمل قرب قواتها في سوريا، وهذه هي المرة الأولى التي تتخذ واشنطن مثل هذه الخطوة.
وبعد يومين من الضربة الجوية في سكينيا، قالت بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في العراق في بيان إنها تتابع التطورات "بقلق بالغ".
وأضاف البيان "يتعين اتخاذ جميع التدابير الوقائية الضرورية أثناء العمليات العسكرية، بما في ذلك الضربات الجوية لحماية وتقليل الضرر الواقع على المدنيين الذين يعانون غالباً تداعيات هذه الهجمات"، ولم يشر البيان إلى تركيا.
ويقول بعض المحللين إنه أياً كان نتاج الاتهامات المرتبطة بحقوق الإنسان فإن الهجمات التركية تنذر بنتائج عكسية من الناحية الاستراتيجية على أنقرة من خلال إضعاف التحالف الدولي ضد الجماعات المتطرفة في المنطقة.
وقال جوناثان لورد، مدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأميركي الجديد، وهو مركز أبحاث يتخذ من واشنطن مقراً، إن الضربات التركية "تؤدي إلى تآكل قوات الأمن التي تتصدى لتنظيم داعش".
وأضاف "في العراق يمكن أن تشجع الضربات إيران والميليشيات الموالية لها على توسيع عملياتها"، وتابع "قد يشكل هذا سابقة للأطراف الأخرى لاستغلال العراق واستمالته".
تخوض تركيا حرباً مع حزب العمال الكوردستاني الذي يطالب بحقوق أكبر للكورد منذ الثمانينيات، وأودى هذا الصراع بحياة أكثر من 40 ألف شخص.
وفي البداية كانت الحرب في جنوب شرقي تركيا بشكل أساسي حيث يتمركز معظم الكورد في البلاد، وعمل حزب العمال الكوردستاني من الحدود الجبلية مع العراق وأسس وجوداً له في شمال العراق ذي الغالبية الكوردية، وهي منطقة تؤوي أيضاً أقليات عرقية ودينية أخرى هي الأشوريين والتركمان واليزيدين. وانخرطت هذه الأقليات أيضاً في الصراع إلى جانب الأتراك والكورد والعرب.
وفي 2013 أعلن حزب العمال الكوردستاني وقف إطلاق النار وطالب أعضاءه بالانسحاب إلى شمال العراق، حيث المقر الرئيس للحزب الآن.
وعندما انهار وقف إطلاق النار في 2015 دخل النزاع أحد أكثر مراحله دموية، ونفذ المقاتلون الكورد تفجيرات في مدن تركية. وفي هجوم نفذته جماعة تابعة لحزب العمال الكوردستاني في ديسمبر (كانون الأول) 2016، أسفر تفجير سيارة ملغومة وتفجير انتحاري عن مقتل 44 أمام ملعب لكرة القدم في إسطنبول.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيانها إنه منذ بداية 2017 نفذ حزب العمال الكوردستاني والجماعات المتحالفة معه أكثر من 2200 عمل عدواني تشمل هجوماً على مدارس في إقليم غازي عنتاب في نوفمبر تشرين الثاني العام الماضي أسفر عن مقتل طفل في الخامسة وأحد المعلمين. وذكرت الوزارة أن هذه الهجمات "خطط لها في شمال العراق" وأن "المواد والأسلحة والذخيرة مخزنة أيضاً في هذه المناطق".
ورد الجيش التركي، ثاني أكبر قوة مقاتلة في حلف شمال الأطلسي، بالتوغل على نحو أعمق في شمال العراق، ولقيت العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكوردستاني دعماً قوياً من معظم الأتراك.
وتملك تركيا الآن نحو 80 نقطة عسكرية في العراق شيدت ما لا يقل عن 50 منها في العامين الماضيين.
وقالت وزارة الدفاع في الشهر الماضي إن القوات التركية "حيدت" نحو 39 ألفاً من المقاتلين منذ 2015، مستخدمة المصطلح الذي يعني عادة القتل.
وذكرت الوزارة في بيانها لـ"رويترز" أنه خلال الفترة نفسها قتل 1602 من قوات الأمن التركية في هجمات أو اشتباكات مع حزب العمال الكوردستاني وحلفائه.
وأضاف البيان أن في إطار عملية المخلب-القفل "تم تطهير الكهوف والمخابئ التي استخدمها الحزب لأعوام واحداً تلو الآخر".
وقال إنه جرىت مصادرة أكثر من 2900 سلاح و1.3 مليون قطعة من الذخيرة ورصد وتدمير 4500 عبوة ناسفة.
قبل نحو 24 ساعة من الهجوم على المركز الطبي في سكينيا في 2021، قصفت طائرة مسيرة تركية سيارة في بلدة سنجار المجاورة، وقالت ستة مصادر محلية إن الضربة أسفرت عن مقتل راكبي السيارة الاثنين سعيد حسن وعيسى خديدة، وهما قياديان في وحدات مقاومة سنجار.
ونشرت صحيفة صباح التركية المؤيدة للحكومة تقريراً عن الضربة، وقالت إن الجيش التركي استخدم مسيرة من طراز بيرقدار تي. بي2 في تنفيذها.
وقالت ثلاثة مصادر محلية لـ"رويترز" إن أحد المقاتلين أصيب ونقل إلى المركز الطبي في سكينيا في الساعات الأولى من الـ17 من أغسطس، وأضافت المصادر أن الضربات الجوية استهدفت المركز بعد فترة وجيزة من نقله إليه.
وكان المشهد في المركز الطبي فوضوياً بعد الهجوم، وأظهر مقطع صوره صحافي محلي صناديق أدوية وصور أشعة سينية متناثرة على الأرض. وكان الناس ينوحون وصفارات سيارات الإسعاف تدوي. وهرول المنقذون ذهاباً وإياباً، وحمل أربعة منهم جثة ملفوفة في بطانية ونقلوها بحرص إلى سيارة إسعاف. ووقف الناس يشاهدون ما يجري بجوار أحد الجدران القليلة الباقية من المركز الطبي حمل شعار الهلال الأحمر، مما يؤكد أن المبنى منشأة طبية.
وقال عدد من السكان المحليين والمسؤولين في الحكومة المحلية ومسؤولي الأمن والإدارة المحلية إن المنشأة كانت تحمل بوضوح ما يشير إلى أنها مركز طبي وأنها كانت تعمل في وقت الهجوم.
وكان المركز الطبي هو المنشأة الطبية الوحيدة في المنطقة، وكان يعمل به ما لا يقل عن 11 فرداً من الطاقم الطبي وغيرهم من الموظفين، وكان يضم معملاً وجهازاً للأشعة السينية وتجهيزات لإجراء جراحات بسيطة، وكان مدرسة في الأساس ثم حول إلى مركز طبي تديره السلطات المحلية ذاتية الحكم في سنجار.
ويوفر المركز رعاية طبية لمقاتلي وحدات مقاومة سنجار والجيش العراقي والمدنيين.
وقال سعدو وثلاثة شهود آخرين إن الطائرات المسيرة كانت تحوم في المنطقة في وقت الهجوم، وقال شاهد آخر إنه رأى طائرات مقاتلة، وذكر الخمسة أن المركز الطبي تعرض للقصف بثلاث ضربات في الأقل تفصل بين كل منها والأخرى نحو ثلاث دقائق.
وقال ويم زوينبرج خبير الطائرات المسيرة إن من المستبعد أن يكون المركز الطبي تعرض للقصف عن طريق الخطأ، لا سيما في ضوء القدرات المعلنة للطائرة التركية المسيرة بيرقدار تي. بي2 التي تستخدم غالباً في العراق.
وأضاف أن هذه الطائرة المسيرة مجهزة بكاميرات متطورة عالية الدقة أو أجهزة استشعار بصرية قادرة على التقاط تفاصيل معقدة، مما يتيح للمشغلين مراقبة الهدف لفترة طويلة من الوقت قبل شن الهجوم.
وعرضت "رويترز" على زوينبرج المقطع الذي يظهر شعار الهلال الأحمر على جدار المركز الطبي، وقال إن من وجهة نظره كان يتعين على مشغل الطائرة المسيرة أن يتمكن من رؤية الشعار.
وقال سعدو إنه وعائلته كانوا يأملون في العيش بسلام في سنجار، وقبل عقد من الزمن فرت عائلة سعدو من منزلها عندما بدأ مقاتلو "داعش" في قتل وخطف اليزيديين واتهامهم بالكفر، وقضت العائلة أعواماً في مخيمات للنازحين قبل أن تستقر في قرية قرب سكينيا في 2018.
وقال سعدو "كنا بصدد إعادة بناء حياتنا، حتى قتل أبي في هذا الهجوم، ومن هذه اللحظة أصبحت الحياة كابوساً".
وقال سعدو إنه دفع لمهربين 5500 دولار لمساعدته في بلوغ أوروبا، وهو موجود الآن في مخيم للاجئين في اليونان مع عشرات اليزيديين.