مع ارتفاع التوتر بين إيران والولايات المتحدة، وسط معلومات عن انسحاب مزيد من الدبلوماسيين الأميركيين من العراق، أكدت مصادر عراقية للقناة العربية الممولة من قبِل المملكة العربية السعودية " أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني زار العراق خلال الساعات الماضية، في محاولة للتهدئة والتنصل من المسؤولية عن الهجوم الذي طال محيط السفارة الأميركية الأحد الماضي"، لا سيما وسط تقارير عن بحث الإدارة الأميركية خيارات عدة من أجل الرد على أي هجوم محتمل قد يطال جنودا أميركيين أو مصالح أميركية في العراق من قبل الميليشيات المدعومة من طهران، والتي غالبا ما تتهمها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتنفيذ مثل تلك الهجمات خلال الأشهر الماضية.
وتعتبر تلك الزيارة الثانية للقائد الإيراني في أقل من شهر للعراق، في وقت يتصاعد التوتر مع إدارة ترامب، وتتخوف طهران من احتمال توجيه ضربة أميركية لمصالحها قبيل رحيل الرئيس الجمهوري وتسلم الرئيس المنتخب جو بايدن.
واليوم الخميس، نفى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اتهام ترامب لطهران بالوقوف وراء الهجوم الصاروخي الذي استهدف السفارة الأميركية مطلع الأسبوع.
وكان ترامب نشر في وقت سابق اليوم، صور صواريخ على حسابه على تويتر، مؤكدا أن الميليشيات التي استهدفت المنطقة الخضراء في بغداد مدعومة من إيران. وقال: "الصواريخ جاءت من إيران ونحن نسمع أحاديث عن هجمات أخرى على الأميركيين في العراق"، مضيفاً "نصيحة ودية لإيران إذا قُتل أميركي واحد فسوف أحمل إيران المسؤولية. عليكم أن تفكروا في الأمر".
يشار إلى أن مسؤولاً كبيراً في الإدارة الأميركية كان كشف في وقت سابق أن مسؤولي الأمن القومي اتفقوا مساء أمس الأربعاء على عدة خيارات لتقديمها إلى ترامب، بهدف ردع أي هجوم يستهدف العسكريين والدبلوماسيين الأميركيين في العراق.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، إن المسؤولين الكبار وهم القائم بأعمال وزير الدفاع كريس ميلر، ووزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، بحثوا الوضع في اجتماع عقد بالبيت الأبيض.
كما أوضح أن الهدف من اجتماع البيت الأبيض هو "إعداد المجموعة الصائبة من الخيارات التي يمكن أن نقدمها للرئيس لضمان أننا نردع الإيرانيين والميليشيات الشيعية في العراق عن شن هجمات على أفرادنا".
يأتي هذا في وقت تأمل طهران أن تمر تلك المرحلة بهدوء، بانتظار تسلم بايدن دفة الحكم، آملة بعودته إلى الاتفاق النووي.