عندما سئُل وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، في سبتمبر الماضي، عمّا إذا كانت بلاده تنوي الرد على مقتل الجنرال العسكري، قاسم سليماني، بغارة أميركية في العراق، قال "أنا لست من اختصاصي توجيه تهديدات".
وأشارت تقرير مجلة "إيكونوميست" إلى أنّ المعلومات تشير إلى أنّ الضربة التي تعتزم إيران القيام الرد بها على قتل القائد العسكري الأبرز لديها، ستكون في أفريقيا، حيث أمضت طهران سنوات في بناء شبكات سرية، حيث لا تراقب كثيراً من قبل الحكومات المحلية.
ولإيران تاريخ في هذه القارة، فقد اعتقلت الشرطة النيجيرية، عام 2013، ثلاثة لبنانيين كاشفةً عن مستودع أسلحة في كانو، أكبر مدن الشمال. واعترف الثلاثة، آنذاك، بأنّهم أعضاء في ميليشيا حزب الله، وبأنّهم كانوا يخططون لمهاجمة السفارة الإسرائيلية وأهداف غربية أخرى.
وقبل ذلك بعام، اعتقلت الشرطة في كينيا إيرانيين اثنين كانا قد أخفا مخبأ متفجرات في ملعب للجولف في مومباسا، واتهمتهما بالتخطيط لمهاجمة أهداف غربية. وحكم عليهم بالسجن 15 عاماً.
وفي عام 2016، تم إرسال إيرانيين اثنين إلى نيروبي لإعداد استئناف قانوني، لكن تم القبض عليهما وهما يخططان لشن هجوم على السفارة الإسرائيلية.
كما اتهم تقرير لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في ديسمبر، إسماعيل جدة، المعتقل في تشاد عام 2019، بمساعدة فيلق القدس في تجنيد وتدريب خلايا إرهابية في جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد والسودان، وذلك لضرب مصالح سعودية وإسرائيلية.
واتهم التقرير زعيم متمردين كان رئيساً لأفريقيا الوسطى لفترة وجيزة، ميشيل دجوتوديا، بلقاء مسؤولي فيلق القدس في إيران عام 2016، والموافقة على إنشاء شبكة إرهابية مقابل أن تساعده إيران في استعادة السلطة.
ونقلت المجلة عن مصدر استخباراتي غربي أنّ الشرطة في النيجر اعتقلت مؤخراً رجلاً اعترف بالعمل في وحدة 400 التابعة لفيلق القدس والمتخصصة في العمليات السرية. وقال إنه ساعد في بناء شبكات وجمع معلومات استخبارية، فضلاً عن استحصاله تراخيص لاستخراج المعادن في النيجر للمساعدة في تعويض تأثير العقوبات الأميركية على إيران وتمويل العمليات السرية.
وكانت الولايات المتحدة، قد استهدفت قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وآخرين في ضربة جوية قرب مطار بغداد الدولي، بداية العام الجاري.