Skip to main content

داعش يختبر جهوزية القوات العراقية

الأسلحة المخلفة لأرهابيي داعش
AvaToday caption
أثارت هجمات داعش الأخيرة على قوات من الحشد العشائري في منطقة مكيشيفة بمحافظة صلاح الدين، استياء واسعا وتبادلا للاتهامات بين زعماء محليين وبين القوات الأمنية. فيما حاول الحشد الشعبي التقليل من أهميتها
posted onMay 6, 2020
nocomment

خلال الأسابيع الأخيرة، شن تنظيم داعش عشرات الهجمات، تركزت في المنطقة الشمالية الشرقية من العراق، خصوصا في محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك، كما تحدثت تقارير عن تزايد في نشاط عناصر التنظيم في محافظة الأنبار الغربية.

وبحسب مصادر أمنية نشرت جزء منها قناة "الحرة" الأمريكية الناطقة بالعربية، فإن من المتوقع وجود نحو خمسة آلاف من عناصر داعش، يتحركون في المناطق الوعرة بين ديالى وصلاح الدين وكركوك، مستفيدين من الطبيعة الجغرافية الوعرة لتلك المناطق وأيضا من وجود عشرات القرى المهجورة، التي تركها أهلها بسبب العمليات العسكرية.

داعش بدأ بزيادة هجماته منذ شهر فبراير الماضي، كما أن التقارير الأمنية، بحسب المصادر، قالت إنه أعد شبكة متكاملة من الأنفاق في تلال حمرين والمناطق الوعرة من العظيم وأيضا في مناطق النفطخانة وجلولاء وخانقين.

لكن الأسبوعين الأخيرين شهدا "تسجيل أكثر من 70-90" هجوما، تركزت كلها في المناطق المشتركة بين المحافظات الثلاث" بحسب المصادر الأمنية التي تحدثت شريطة عدم كشف هويتها.

وقالت المصادر إن داعش عزز قواته "بأسلحة متوسطة وقذائف" كما أنه "لغم الأنفاق التي يختبئ فيها عناصره، ونشر عناصر مراقبة على الطرق التي تؤدي إليها".

ويقول محللون أمنيون إن الاستجابة الحكومية العراقية لهذا التهديد لا تزال "ضعيفة"، حتى بعدما أعلن الحشد الشعبي خطة لعملية عسكرية في ثلاث محافظات.

وقال مدير إعلام الحشد، مهند العقابي، لعدد من وسائل الإعلام، إن "قوات الحشد الشعبي في طور الاستعداد للقيام بعملية أمنية واسعة في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى لمتابعة وملاحقة مضافات عصابات داعش الإرهابية".

تدمير سيارة أرهابي داعش

توقعات بعودة المفخخات

 لكن المحلل والصحفي مهند الغزي، يعتقد أن "العمليات التي يستعد الحشد لإطلاقها، تشبه عمليات سابقة تعتمد على إجراء تفتيش في الصحراء، وتقسيم المناطق المفتوحة على حسب الألوية والأفواج، ثم تصدر بيانات بالعثور على عدد من الأسلحة والمضافات وقنابر الهاون".

ويؤكد الغزي أن "هذه المعالجة هي واحدة لنفس المشكلة من أيام المالكي، إذ تتكلل العمليات بالنجاح الإعلامي والفشل العملياتي".

وبحسب الغزي، فإن "زيادة وتيرة العمليات من قبل التنظيم تعني أنهم أمنوا مكانا للانطلاق والتخطيط، وهذا المكان هو المناطق الجبلية بين المحافظات الثلاث؛ صلاح الدين وديالى وكركوك، وهي مناطق وعرة من غير الممكن تفتيشها أو تطهيرها".

وتوقع الغزي "عودة المفخخات إلى المدن إذا استمرت عملية إدارة الملف الأمني والعسكري بهذه الطريقة".

ويقول مصطفى الصوفي، وهو مراقب لنشاطات التنظيم في المناطق الشمالية من العراق، إن "استقرار المناطق الرخوة أمنيا في محافظة صلاح الدين يرتبط بإعادة السكان النازحين إليها وجعل دورهم أساسيا في ضبط الأمن".

ويضيف الصوفي أن "المطلوب على الأرض لا يعتمد على القوة النارية بل على جهد استخباري وعمل وتعاون وتنسيق منظم بين المؤسسات الأمنية، وهذا غير موجود"، مؤكدا أن "العملية التي أطلقت لتعقب عناصر التنظيم لا يمكن استدامة نتائجها في حالة عدم تحقيق شرط إعادة السكان و الاهتمام بالتنسيق و الجهد الاستخباري الوقائي".

ويتفق المحلل الأمني هشام الهاشمي مع هذا الرأي، ويقول إن "المدخل الصحيح لفهـم مـدى صعوبة مكافحـة هجمات داعش، هو إرجاعها بالأساس إلى أماكن انطلاقها، مثل القرى المهجورة، والفراغ الأمني في المنطقة التي تقع بين إدارة قوات البيشمركة وإدارة القوات الاتحادية، والمناطق المفتوحة التي لم يجر تفتيشها ومتابعتها بدقة".

العشائر العراقية تنتقد السلطات الأمنية

الفساد اساس الزعزعة

وأثارت هجمات داعش الأخيرة على قوات من الحشد العشائري في منطقة مكيشيفة بمحافظة صلاح الدين، استياء واسعا وتبادلا للاتهامات بين زعماء محليين وبين القوات الأمنية. فيما حاول الحشد الشعبي التقليل من أهميتها، مؤكدا أنها "ترمي لزعزعة الوضع النفسي"، وألقى باللوم على "متعاونين من أهالي تلك المناطق"، بحسب تصريحات تلفزيونية لمدير الإعلام في هيئة الحشد مهند العقابي.

لكن أهالي المنطقة يعتقدون أن هناك تقصيرا من قبل القوات الأمنية، وخاصة قيادة العمليات، وشهد مجلس عزاء لقتلى الهجوم على مكيشيفة تراشقا كلاميا حادا بين أحد شيوخ العشائر وقادة أمنيين.

توعد قائد عمليات سامراء عماد الزهيري شيخ عشيرة البو عيسى، شعلان الكريم بالملاحقة القضائية والعشائرية بعد انتقاده لضعف العمليات العسكرية التي تسبب بهجوم "مكيشيفة" الذي نفذته عناصر داعش في المنطقة.

ويقول الناشط في محافظة صلاح الدين، ياسين فرج ياسين، إن تنظيم داعش استغل التهاون الأمني والانشغال بفيروس كورونا، لتثبيت مواقعه في المناطق التي ينتشر فيها.

ويضيف ياسين لموقع أن "الفساد الإداري ما يزال موجودا بين صفوف القوات الأمنية بوتيرة مشابهة للوتيرة التي كان عليها قبل سقوط أجزاء واسعة من العراق بيد التنظيم".

وبحسب ياسين فإن "هناك جنود يدفعون من رواتبهم لكي لا يلتحقوا بالدوام في عدد من الوحدات العسكرية في المحافظة"، ويؤكد أن "الناشطين يثقفون المواطنين لتوقع السيناريوهات الأسوأ والاستعداد لها".

لكن ياسين لا يعتقد أن التنظيم يستطيع حاليا تكرار سيناريو 2014، بسبب "الوعي الذي تشكل عند المواطنين، والعلاقة التي تحسنت بشكل كبير مع القوات الأمنية، وأيضا معنويات تلك القوات".

وأعلنت القوات الأمنية العراقية، الاثنين، مقتل خمسة من عناصر تنظيم داعش، بينهم "القائد العسكري للتنظيم في غرب الأنبار"، خلال عملية أمنية نفذت في قضاء حديثة، باشتراك قوات من الحشد المحلي.