تاج الدين الراضي
ظهر على أتباعه من سرداب لا يأمنه إلا هو ومعدودون على الأصابع، يتحدث عما يسميه "نصرا إلهيا" دمر لبنان وأنهك اقتصاده ولا يزال يعاني من تبعاته إلى اليوم، يناقش ويسأل ويرد على نفسِه كمن يحدث نفسَه خشية أن يُصابَ بجنون الوحدة والعزلة.
كعادته بالحديث وبعضها في المكان، ذهبَ الأمين العام لحزب الله الإرهابي بعيداً جداً في أحلامه، ليلقيها ترهاتٍ على أسماع من يعرفُ حقيقته، وهو الذي لم يعد يملك فعليا سوى خطاباته الرنانة وبعض مرتزقته المجبرين على البقاء معه، ليسوق نفسه ومليشيات حزبه الإرهابي المنهكة في سوريا والعراق واليمن.
وسط ما يعاني منه وطنه لبنان، حلق نصر الله بعيدا في طرحه هذه المرة، ليتطاول بحماقة، على دول الخليج العربي، التي لم تألُ جهدا في دعم لبنان واقتصاده وسياحته على مدار عقود من الزمن، وهو الشخص الوحيد الذي يجر البلاد إلى هاوية تلو الأخرى ومصيبة بعد مصيبة، وهو وحزبه الإرهابي أمراء الفساد في لبنان.
يعطلون البرلمان والحكومة وكل عمل من شأنه النهوض بالدولة، يستهلكون موارده ويبتزون شعبه للدخول فيما لا شأن لهم به، حتى حول نفسه حاكما بفعل قوة الأمر الواقع.
ولم يتوقف عند ذلك فحسب، بل ذهب بعيدا ليلقي أتباعه في أزمات لا ناقة لهم بها ولا جمل، وحولهم قرابين يتقرب فيها إلى وليه الفقيه في طهران، وهو الذي رمى بهم في سوريا والعراق واليمن وغيرها من دول قريبة وبعيدة، ليعودوا جثامين هامدة.
حديث الأمين العام لحزب الله الإرهابي الذي وجهه لدولة الإمارات والمملكة العربية السعودية بشكل مباشر وصريح، ليس له وزن يذكر إذا ما أخذ على لسان قائله فهو لاقيمة له، لكن بالمقابل فيه من التأكيد الكثير على حقيقة هذا الحزب الإرهابي، ونوايا قادته في طهران، وليس ذلك بغريب، وهو أحد أبرز أذناب إيران في المنطقة، وبمثابة ملحقها العسكري.
وكلنا يعلم أن لا كلمة ينطق بها إلا وقد حصل على أمر قولها من وليّهِ الفقيه، لكن مالا يعرفه نصر الله ومِن ورائه إيران، أن هذه اللغة الساذجة التي يتحدث بها، قد حفظتها شعوب العالم العربي، وليست سوى جعجةً بلاطحن، خاصة وأن الطرف الذي يوجه له رسالته، لا يهمه كل مايقول نصر الله، بل أكاد أجزم أن أحدا لم يتنازل لمتابعة حديثه أو معرفة مايقول، فأين هو وأين الإمارات والسعودية؟؟.
نصر الله في حديثه الأخير مع قناته التلفزيونية "المنار" ومن سردابه المعزول جدا، ابتعد عن الواقع كثيرا، وانتهج سياسة التذكر والذكريات، متناسيا حال بلاده وحزبه المتهالك، متخذا شخصية المدافع عن إيران والمتحدث رسميا باسمها، وهو أمر عرف عنه منذ تأسيس حزبه الإرهابي. وطهران التي تعاني هذه الأيام من عقوبات وملاحقات لأركانها قضائيا وقانونيا حول العالم، لاحظت أيضا أن كل ما تفعله لا قيمة له.
وكل استفزازاتها لدول الخليج العربي والولايات المتحدة والاقتصاد العالمي، لم يزد العالم إلا إصرارا على وضع حد للجم هذا البلد الذي لا ينشر إلا الفساد أينما حل. وقد أثبتت الحوادث المتكررة أن إيران هي مصدر التهديد الأوحد في المنطقة، الذي يمتد لتطال أذنابُ غدره التجارة والاقتصاد العالميين.
حزب الله الإرهابي الغارق في ملفات فساد مرعبة لم تعد خافية على العالم، بتنوعها بين تجارة المخدرات والسلاح وتبييض الأموال وغسلها، ما يزال يتاجر بلبنان وشعبه من الباحثين عن قوت يومهم ليرميهم في مهب الريح، بينما يتربع قادة الحزب على ثروات بنوها على جثث أتباعهم، ويحققون نفوذا متزايدا في الداخل اللبناني ليعيثوا فيه الفساد ويقتلوا ويشردوا العباد.
متخذين شعاراتهم الكاذبة الرنانة باسم المقاومة والدفاع عن فلسطين، شماعة وغطاء لتحقيق مطامعهم وتنفيذ توجيهات الولي الفقيه في طهران لتدمير المنطقة والنيل من الشعوب العربية، غير مدركين أن كذبهم غدا مكشوفا و قد مزق عنهم ذلك الغطاء ليكشف للعالم حقيقة هذا الحزب الإرهابي.
أخيرا على الأمين العام لحزب الله الإرهابي، وأتباعه وقادته في طهران، أن يدركوا حقيقة أنهم لايمثلون إلا منظمة تصنفها كبرى دول العالم بأنها منظمة إرهابية، ولن تكون آخرها الأرجنتين، وعلى نصر الله أن يعلم جيدا، أن حديثه لا يمثل بالنسبة لقيادة المملكة والإمارات أي قيمة.
ولا أجد خيرا من رد رجل يعرفه "حسن" جيدا، وهو الفريق ضاحي خلفان في تغريدة على تويتر: "يا نصر الله لو ذكرت حاكما إماراتيا او شيخا من شيوخها على لسانك مرة اخرى.. سنقطعه.. رجل يتهجم على العرب من شان إيران ويدعي العروبة...مش تبن هذا المسمى نصر اللات.. وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان.. أول من قال اننا لا نريد حربا في المنطقة.. تجي يا نصر اللات تدعي اننا دعاة حرب..".